الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

رثاء المرحومة طيبة الذكر كاملة أبو مطير (أم عاهد)/بقلم: اسماعيل أبو مطير

اسماعيل أبو مطير
نُشر: 02/05/18 09:27,  حُتلن: 08:20

"مع رائحة الخبز في الصباح ومع الأصوات الفرحة لتلاميذ المدارس ومع صداح الأطيار وزقزقة العصافير نتذكر أدعيتك التي كانت تجلب لنا البركة والطمأنينة والسكينة على ساحة الدار الحزينة الآن على الفراق الذي قطع علينا الطريق وأودى بأحلامنا في هاوية الفقد والأسى"

الى روح أم عاهد الطاهرة:
بعد مرور سنة كاملة على غيابك دون سابق انذار، سنة على الفاجعة التي هزت أركاننا وطغت على لحظاتنا وساعاتنا. خلال هذه السنة كنا دائمًا نتحسس مواطن الوجع في أرواحنا المتعلقة بذكراك التي تأبى المغادرة، ذكرى ستظل ترّن في أذهاننا وتظهر لنا في كل موضع وموقع شهد حضورك البهي والرائع.
هذه الكلمات هي من زوجك الحزين والمفجوع وما يزال كذلك بعد سنة من البعد والغياب وما أقساه من فراق, فإلى روحك مني السلام .

زوجك المحب والذي ما زال على العهد.. أبو عاهد

في هدأة الليل وسكونه تجتاحني المشاعر الجياشة ويتراءى أمام ناظري في الظلام الدامس ذلك الطيف الملائكي صاحب الذكرى العطرة التي يعبق بها المكان ويتوسل اليها الزمان لتعود وتنثر عبيرها على وجه هذا العالم المحزون. ولكن هيهات هيهات.. أن يعود الزمان مهما تمنّى عليه الصحب وألحّ عليه الخلان.
أم العاهد يا صاحبة الذكرى الّتي تتلألأ في ليالينا المظلمة الحزينة يا من كنت نجما تقف لأجله النجوم في السماء. يا عنقودا ذهبيا خطفه من بين أيدينا القدر، يا من غادرتي وتركت في أنفسنا جرحا غائرا، يا من حملتِ على جناحيك لحظات الفرح والسرور، وفي منقارك الذهبي حملتِ أجمل اللحظات وأصدق الأمنيات، وأعذب الكلمات، يا بهجة الأحلام ودرّة الكائنات على هذه الأرض ما يستحق الأسى، لفراقك الأليم ومصابنا الجلل.
مع رائحة الخبز في الصباح ومع الأصوات الفرحة لتلاميذ المدارس ومع صداح الأطيار وزقزقة العصافير نتذكر أدعيتك التي كانت تجلب لنا البركة والطمأنينة والسكينة على ساحة الدار الحزينة الآن على الفراق الذي قطع علينا الطريق وأودى بأحلامنا في هاوية الفقد والأسى.
هناك بعيدا توارت شمسنا وخلّفت وراءها دموع المساء وأحزان الأبناء وعناء الزوج وصبره على غيابك الفاجع، الزوج الذي تشبث بحبال الايمان واستمسك بالعروة الوثقى، وتسلّح بالقناعة والاستسلام لحكم الواحد الاحد رغم قسوة الغياب. كم نلوذ بالصمت والعزلة في الأمسيات الكئيبة لاستحضار طيفك النوراني وصوتك الشجي وصلاتك الخاشعة وروحك الآمنة المطمئنة التي رجعت الى ربها راضية مرضية.
هكذا وبهدوء انسليتِ بهدوء ووقار يا أم العاهد من باب الحياة الخلفي. نعرف هذا ونوقن به أنّ طريقك مفروشة بالطيبات الصالحات وبالصدق ومحبة الخلق ومودة القريب والبعيد، فاحبك الله وهشت لك الكائنات. نحن اليوم نعيش على الأمل الصادق واليقين القاطع باننا سنلقى وجهك الندي الكريم في جنات الخلد ان شاء الله .

مقالات متعلقة