الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 18:02

رسالة مفتوحة إلى نتنياهو: كفى خداعاً وكذبا على شعبك والعالم/ بقلم: أحمد حازم

كل العرب
نُشر: 20/04/18 10:26,  حُتلن: 11:42

أحمد حازم في مقاله:

لا أدري هل هو من سوء حظي أو من حسن حظي أني لم ألتق بنتنياهو رغم أني التقيت بالعديد من القادة على الصعيدين العربي والدولي

المنطق السياسي يقول ان أي رئيس حكومة فاسد أو متهم بالفساد والرشوة يجب عليه أخلاقيا الإستقالة من منصبه

كثيراً ما تساءلت بيني وبين نفسي: لماذا لم أحاول أبداً إجراء مقابلة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لأتأكد عن قرب مدى صحة "كذبه" الذي كثيراً ما أشارت إليه الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، التي خبرتني هي نفسها في لقاء قصير معها عندما كانت تقوم بجولة انتخابية في بلدة إكسال بأن نتنياهو رجل كاذب..

لا أدري هل هو من سوء حظي أو من حسن حظي أني لم ألتق بنتنياهو رغم أني التقيت بالعديد من القادة على الصعيدين العربي والدولي. على أية حال، ألغيت الفكرة كلياً من رأسي، لأني أكتشف يوما بعد يوم أن كلام ليفني صحيح، لأن الفاسد والمرتشي لا يمكن أن يكون صادقاً بل كاذباً بامتياز. والدعاوى المقدمة ضد نتنياهو شاهدة عل ذلك.

لم أتفاجأ بمضمون الخطاب الذي وجهه نتنياهو لشعبه في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، التي يسميها قادة إسرائيل "ذكرى الإستقلال". لقد تعلمنا في المدارس أن معنى "إستقلال" هو التخلص من الإستعمار أو من الإحتلال. فالدولة التي تحتفل بيوم "الإستقلال" تفعل ذلك لنيلها الحرية من طرف دولة أخرى كانت مستعمرة لها. ولذلك لا يمكن أن تطبق كلمة "إستقلال" على إسرائيل، لأنها أقيمت على أرض فلسطين التاريخية، بعد تشريد سكانها وتهجيرهم داخل الأرض الفلسطينية وخارجها في العام 1948. فأي إستقلال هذا وأي كذب هذا؟؟ ومن جهة ثانية تضمن الخطاب معلومات كاذبة تعتبر خداعاً واضحاً للإسرائيليين وللعالم.

تقول يا سيد نتنياهو في خطابك: "أينما أسافر في العالم للالتقاء بزعماء آخرين، أندهش من التقدير الذي يكنونه لإسرائيل ومن إعجابهم بها". وقبل أن تدعي بأن زعماء العالم يقدرون إسرائيل ومعجبون بها، عليك أن تقنع شعبك بتقدير سياستك واحترامها. إسمع يا سيد نتنياهو مدى تقدير شعبك لك: صحيفة هآرتس الصادرة في الرابع من نوفمبر/ تشرين ثاني 2015 قالت حسب استطلاع المعهد الاسرائيلي للسياسة الخارجية الاقليمية، أن 7 بالمئة فقط من مواطني اسرائيل يعتقدون أن دولتهم تحظى بمكانة قوية في العالم، وأريد أن أذكرك أيضا ًبمعلومة تتعلق بأطفال إسرائيل الأمر الذي يتناقض مع أقوالك. نشرت The Times of Israel في الخامس عشر من نيسان عام 2016 واستناداً إلى تقرير للأمم المتحدة، "أن إسرائيل هي من بين الأسوأ في العالم المتقدم في عدم المساواة بين الأطفال، ولدى إسرائيل أكبر مستوى عدم مساواة اقتصادية اجتماعية بين الأطفال".

لقد ذكرت يا سيد نتنياهو في خطابك: "أفتخر بأن إسرائيل تساعد أناسا في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا وفي أماكن كثيرة أخرى كي يعيشوا حياة أكثر صحية وأكثر أمانا". وهذا الكلام محض كذب. إسمع ما يقوله رؤساء دول في أمريكا اللاتينية عن إسرائيل خصوصا بعد الحرب على غزة: "دولة تشيلي قالت:" إن الحكومة الإسرائيلية لا تحترم المعايير الأساسية للقانون الإنساني الدولي". أما أيفو موراليس رئيس بوليفيا، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلا: "إن إسرائيل لا تضمن مبدأ احترام الحياة والحق الأساسي في العيش في وئام وسلام في المجتمع الدولي وأن إسرائيل مرت على قائمة الدول الإرهابية". وكان الرئيس الاكوادوري السابق رافائيل كوريا قد ألغى في السابق زيارة رسمية كانت مقررة لاسرائيل.

اسمع يا سيد نتنياهو ما يقوله الأفارقة عن إسرائيل: "جاء في تقرير "الجغرافيا السياسيّة وتقييم الاستخبارات" الصادر في جنوب إفريقيا في تشرين أول/أكتوبر 2009 "أن إسرائيل تقوم صراحة باعتماد سياسات مدمّرة في إفريقيا مثل إثارة الحروب ونهب الثروات، وأنّ المؤامرات العسكريّة والاقتصادية والأمنية والسياسية مسّت كل أرجاء إفريقيا تحت غطاء العمل الخيري والمنظمات الإنسانيّة". ثم تأتي يا سيد نتنياهو وتقول لنا "إن إفريقيا تريد العبقرية الإسرائيلية والتكنولوجيا"؟ كفى كذباً على شعبك والعالم.

بقي علينا القول يا سيد نتنياهو، ان المنطق السياسي يقول ان أي رئيس حكومة فاسد أو متهم بالفساد والرشوة يجب عليه أخلاقيا الإستقالة من منصبه إذا كان بالفعل يحترم نفسه وشعبه، ويعلن عن استعداده للوقوف أمام المحاكم التي هي وحدها تقرر ما إذا كان بريئاً أو غير بريء. فلماذا لا تفعل ذلك؟؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net.

مقالات متعلقة