الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 05:02

قيادة حديثة في مواجهة التحديات/ خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 10/04/18 09:53,  حُتلن: 21:24

خالد خليفة:

 انادي بإجراء انتخابات داخلية في كافة الاحزاب تدخل دما جديدا لانبثاق قيادة عربية حيوية تستطيع السير قدما مع الركب السياسي المعقد

 ما يجري على الساحة السياسية الداخلية الاسرائيلية يجب أن يشكل سابقة إنذار للأحزاب العربية والتي من المتوقع أن تخوض انتخابات الكنيست المقبلة بدون أن نعرف اذا كانت موحدة أو منفردة

اشارت كافة استطلاعات الرأي التي نشرت في إسرائيل في الآونة الأخيرة إلى ‏ ‏تحسن ملموس في مكانة بعض الأحزاب الصغيرة و الناشئة‏ و صعود نجم جديد والمتمثل ب "اورلي ليفي ابكسيس" و "تمار زانبرج" عن حزب ميرتس حيث تشير تلك الاستطلاعات الى عدم تحسن في مكانة الأحزاب الكبيرة من حيث الحصول على المزيد من المقاعد، و مع أن الانتخابات يمكن أن تكون مبكرة أو على أقصى حد في منتصف 2019.

ف "تمار زانبرج " يمكن أن تزيد قوة ميرتس من سبعة مقاعد الى اثني عشر مقعدا في الانتخابات المقبلة.
أما "اورلي ابكسيس" والمنحدرة من أصل شرقي مغربي والتي انسحبت من حزب "إسرائيل بيتينو" العنصري فيمكن أن تحقق نجاحا كبيرا، ويمكنها أن تحصد اصواتا كثيرة من المنحدرين من أصل شرقي وسيكون ذلك على حساب الاحزاب الكبيرة، كالليكود، حزب العمل ولبيد.
مهما يكن فما يحدث أيضا من تغييرات استراتيجية على الحدود مع سوريا وغزة ولبنان، والتحقيقات الجنائية ضد نتنياهو ستؤثر بطبيعة الحال على بناء خارطة سياسية جديدة في القريب العاجل، و سيؤثر على طبيعة الحال على انخفاض التأييد لحزب الليكود سواء خاض انتخابات بقيادة نتنياهو او اختفى عن الخارطة السياسية في إسرائيل.

إن ما يجري على الساحة السياسية الداخلية الاسرائيلية يجب أن يشكل سابقة إنذار للأحزاب العربية والتي من المتوقع أن تخوض انتخابات الكنيست المقبلة بدون أن نعرف اذا كانت موحدة أو منفردة.

مهما يكن فإنه على الأحزاب العربية أن تقوم بالتحضيرات الملائمة من الان فصاعدا لأي انتخابات مبكرة يمكن أن تقام في أي لحظة، حيث انه من الواجب عليهم الاتفاق مبدئيا اذا ارادوا الخوض بقائمة مشتركة معا أم لا، واغلب الاشارات والدلائل تشير الى أن كافة مركبات القائمة المشتركة لم تبل بلاء حسنا خلال هذه الكنيست الحالية.

هذا و من المفضل أن يعطى للقائمة المشتركة فرصة اخرى لكي تخوض مرة ثانية المعركة المقبلة وبتركيبة موحدة لكافة الاحزاب العربية.

مهما يكن فإن كافة الاستطلاعات تشير الى أن القائمة المشتركة سوف تحافظ على مكانتها في الحصول على ثلاثة عشر مقعدا و استطلاعات لشركة مقلدي تشير الى أن القائمة المشتركة يمكن أن تحصل على مقاعد اقل، وانا شخصيا أشك في واقع الأمر بنزاهة شركة الاستطلاعات هذه، حيث أن استطلاعاتهم غير شاملة وتتركز في اطر ومواضيع محلية محدودة.

واذا أخذنا بالحسبان ازدياد قوة الأحزاب اليهودية الصغيرة والذي نجم عن تغييرات جذرية في القيادة فإنه على القائمة المشتركة أن تحذو بنفس الحذو وأن تقوم بتغييرات جوهرية في هرم قيادة الاحزاب العربية.

فتلك التغييرات هي بمثابة اصلاحات حقيقية تتمثل بادخال دم جديد على نواب و اعضاء المشتركة، فعلى صعيد الجبهة مثلا : يمكن انتخاب نائبين او ثلاثة نواب جدد ليشكلوا القائمة الجديدة وكذلك الامر في التجمع و الذي عبر عن نيته باستقالة الرئيس وانتخاب اعضاء جدد، كما أن الحركة الاسلامية هي ايضا تقوم باصلاحات يمكن أن تؤدي الى تشكيل قائمة جديدة مكونة من اشخاص اخرين فعالين في داخل هذه الحركة، أما بالنسبة للحركة العربية للتغيير، فمن الصعب علينا أن نتوقع حدوث اي تغيير لأن هذه الحركة هي حركة الشخص الواحد واي تحديث في عمله السياسي من الصعب تكهنه هناك.

لقد ناديت في الماضي بإقامة مؤتمر قومي عربي في نهاية الصيف القادم ليطلع الجماهير على سياسة و مركبات هذه القائمة في الانتخابات المقبلة ولكن لا حياة لمن تنادي.

وفي هذا الاطار فإنني انادي بإجراء انتخابات داخلية في كافة الاحزاب تدخل دما جديدا لانبثاق قيادة عربية حيوية تستطيع السير قدما مع الركب السياسي المعقد والمتسارع في ظل هذه الدولة اليهودية و التي تتدهور فيها حياة المواطن العربي يوما بعد يوم.

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة