الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

العمل القوميّ: في أهميَّة العمل الجماعيّ الموحَّدْ والمنظّم (حلقة 1)/ بقلم: جريس بولس

جريس بولس
نُشر: 07/03/18 17:42,  حُتلن: 10:26

جريس بولس في مقاله:

يجب أن نعالج إشكاليّة الوعي الفرديّ مقابل الوعي العام في الدماغ الجمعيّ للإنسان العربيّ لتصل الى نتيجة مفادها ان بداية العلاج المناسب لكل أزماتنا العربية الآنيّة تكمن في اسم سحريّ وهو" الوعي العربيّ الجمعيّ العام" الذي يكوّن عملاً عاماً

عندما يعلم الانسانُ أين يجب أنْ يتّجه، وكيف يصل الى مأربه، وعندما يكوِّنُ تفكيراً عن نوعية المشاكل والمطبّات التي قد تواجهه على المسار وكيف يمكن أن يتعامل معها، حينها يكون قد وضع برنامجاً للعمل لنفسه... وأمّا الفرق بين وضع خطّة عمل وبرنامج وتصور من هذا القبيل وعدم وضعه هو الفرق بين العمل الواعي المنظّم وبين العمل العشوائيّ والعفويّ المضمّخ بحسن النوايا....

لذا يجب ان نعالج إشكاليّة الوعي الفرديّ مقابل الوعي العام في الدماغ الجمعيّ للإنسان العربيّ لتصل الى نتيجة مفادها ان بداية العلاج المناسب لكل أزماتنا العربية الآنيّة تكمن في اسم سحريّ وهو" الوعي العربيّ الجمعيّ العام" الذي يكوّن عملاً عاماً، أي الوعي الذي يربط مصلحة العربيّ الفرد بمصلحة الامّة العربيّة، فيتكون وعيٌ قوميٌّ، وينتج مجموعة من المبادئ والقيم والقناعات والأهداف وأساليب العمل الموحدة والمشتركة التي يتحد عليها مجموعة من الناس، فتسوق الى عمل موحّد منظّم وجماعيّ بين أبناء الامّة العربيّة بمسار محدد، حيثُ أن انقشاع حركة منظمة عربيّة شعبيّة، مع فائق الاحترام لكل التفاعلات العفويّة في الشارع العربيّ والمشاعر الصادقة، يبقى الشيء المفقود في حياتنا العربية الآنيّة... ومثل هكذا تحرك، يمكن أن يشغّل ويستغل طاقات الإنسان العربيّ، وان يتجاوز كل حدود الشرذمة، وان يتصدّى لمعالجة ما لا تستطيع ان تعالجه الأنظمة العربية بسبب عقبات بنيويّة موجودة ومكمونة فيها وفي حدود التجزئة نفسها... ولا يقترح مخطط هذا الحراك أو هذه الحركة على نموذج تنظيم متشدد أو حزب، بل على شكل تيّار أو تيّارات، لا تتشبّث بأيدولوجيا موصدة كما كان الحال في الماضي، بل بوصلتها هي مصلحة الأمّة، وتتمركز على الثوابت السياسيّة المندرجة فقط من مصلحة الامّة... لذا يجب التركيز على صقل المفهوم العام للثوابت وتداعياته وأبعاده.

ومن المفروغ منه أن هذا العلاج ينطلق من ان التناقض الأساس الذي يتحكم بالحياة السياسية في البلاد العربية ويمنع وحدتها وتطورها هو التناقض مع قوى السيطرة الخارجيّة وخططها ومشاريعها وأذنابها، أما موضوع الديموقراطية يجب مناقشتها من خلال علاقتها بذلك التناقض الأساس.

14.2.2018
زيورخ- سويسرا (كفرياسيف)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة