الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

القائمة المشتركة ورؤية اعلامية جديدة/ بقلم: خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 24/01/18 17:22,  حُتلن: 10:25

خالد خليفة في مقاله:

زيارة بنس هي استفزازية وظالمة بكل المقاييس، وجاءت كدعم لليمين الإسرائيلي المتطرف وفي نفس الوقت ولتعطي الضوء الأخضر لاستحالة أي حل سلمي بين الفلسطينين والاسرائليين

مقاطعة نواب المشتركة ورفع شعارات تستنكر خطاب نائب الرئيس الأمريكي كانت عملا سياسيا في مكانه

من الواضح أنهم اجتمعوا قبل‏ هذه الجلسة الاحتفالية وقرروا توزيع الأدوار لشكل الاحتجاج والاستنكار، ويعتبر هذا العمل ‏هو احتجاجيّ بالدرجة الأولى والتنسيق المسبق هو ‏‏عمل مبارك

اليوم وبعد ما حدث للنواب العرب في جلسة نائب الرئيس الأمريكي وعملية الطرد والتحريض من قبل اديلشتاين، فمن الواجب عليهم ان يدرسوا العبر

يعمل في المشتركة 39 مساعدا وموظفا ومن الأجدر ان تعيد القائمة المشتركة ومركباتها النظر في كيفية تشغيل هؤلاء، حيث  أنّ عليها تجنيد خبراء أكفاء بالعلاقات الدولية وبالاعلام العالمي

تعتبر كلمة نائب الرئيس الأمريكي، مايكل بينس، في الكنيست 22.01.2018 في مطلع الاسبوع وطرد نواب القائمة المشتركة نقطة تحول تاريخية في عمل البرلمان الاسرائيلي. بحيث أنّ هذه الزيارة هي استفزازية وظالمة بكل المقاييس، وجاءت كدعم لليمين الإسرائيلي المتطرف وفي نفس الوقت ولتعطي الضوء الأخضر لاستحالة أي حل سلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ولكي تكون القدس ‏العاصمة الأبدية لإسرائيل.

‏‏ويمكن القول بأن مقاطعة نواب المشتركة ورفع شعارات تستنكر خطاب نائب الرئيس الأمريكي كانت عملا سياسيا في مكانه، حيث انه و لأول مرة تعاونت مركبات القائمة المشتركة في عمل سياسي ذات أبعاد دولية بهدف جني ثمار سياسية واضحة المعالم تستنكر الاعتراف الأمريكي الظالم بالقدس. ‏بحيث أنّ هذه القائمة اختارت موضوعا مركزيا وهو في صميم قلب، أماني وتطلعات العرب في هذه البلاد. ويشار بالذكر في هذا العمل التنسيق‏ المسبق لأعضاء هذه القائمة، حيث أنّه من الواضح أنهم اجتمعوا قبل‏ هذه الجلسة الاحتفالية وقرروا توزيع الأدوار لشكل الاحتجاج والاستنكار، ويعتبر هذا العمل ‏هو احتجاجيّ بالدرجة الأولى والتنسيق المسبق هو ‏‏عمل مبارك‏.

لقد انتظرت طويلا نشاطات منظمة ومخطط لها كمثل هذه النشاطات من قبل القائمة المشتركة ولكنني لم المس الكثير مثل هذه النشاطات على مدى السنتين الأخيرتين.‏ وكان أحمد الطيبي قد اعترف على الملأ قبل شهرين بأن مركبات القائمة المشتركة لا تجتمع ‏بشكل دوري ‏ ‏ومنتظم. ‏وعلى الرغم من هذا النجاح والذي غطته الصحافة العالمية وطغى بعض الشيء على خطاب نائب الرئيس الأمريكي، الا أنّه لم يكن مخططا بالشكل الكافي والمتقن، حيث أنّ التسريبات التي سربت للصحافة قبل الجلسة من قبل نواب المشتركة ساعدت رئيس الكنيست لكي يخطط لتلك المواجهة الاليمة، والتي هوجم فيها نواب العرب وطُردوا من الجلسة بشكل شرس وقمعي.

يمكن القول بأنّه كان من الأفضل أن يخططوا وبشكل منظم لعملية الاستنكار وأن لا يقوموا مستقبلا بأي تسريبات تذكر تؤثر على سير عملية المقاطعة.

تعتبر عملية طرد النواب العرب المنظمة والشرسة من القاعة عملية معادية وغير ديمقراطية ومخطط لها بكل المقاييس وأشرف عليها رئيس الكنيست ‏"يولي اديلشتاين"، ‏ ‏وهو قادم جديد ‏قدم الى البلاد في بداية التسعينات من روسيا. حيث أنّه استطاع التخطيط المسبق لعملية الطرد الجماعي ويعتبر من اكثر الاشخاص المعادين للنواب العرب والفلسطينيين على حد سواء، بحيث ان عملية الطرد لاعضاء منتخبين يعتبر التحرك الاخطر من نوعه لاعضاء منتخبين في تاريخ الكنيست. وبعد عدة ايام من هذه العملية، سافر يولي اديلشتاين الى بروكسيل واجتمع بوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "موجريني" وهناك بالطبع حرّض على ابو مازن وأعضاء الكنيست العرب.

أمّا اليوم وبعد ما حدث للنواب العرب في جلسة نائب الرئيس الأمريكي وعملية الطرد والتحريض من قبل اديلشتاين، فمن الواجب عليهم ان يدرسوا العبر، ففي نفس الوقت الذي يعمل في المشتركة 39 مساعدا وموظفا فإنني ارى انه من الأجدر ان تعيد القائمة المشتركة ومركباتها النظر في كيفية تشغيل هؤلاء، حيث  أنّ عليها تجنيد خبراء أكفاء بالعلاقات الدولية وبالاعلام العالمي لكي يدير نشاطات وأي أزمات تنجم عن عمل المشتركة، فمثلا يمكن إعلام البرلمان الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان لما فعله اديلشتاين بالنواب العرب ، كما يمكن إعلام السلك الدبلوماسي الذي تواجد في جلسة نائب الرئيس بما تفعله الديموقراطية الإسرائيلية بالنواب العرب داخل أروقة الكنيست.

* الكاتب صحفي ومحلل سياسي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة