الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:01

عندما أبحر المسيح / بقلم: فؤاد سليّمان

كل العرب
نُشر: 04/04/17 13:36,  حُتلن: 13:39

 الحياه هنا في حيفا وفي إسرائيل بشكل عام لها علاقة بالدّيانات , فلدينا القدس المقدّسة ولدينا تاريخ مرتبط بثلاث الدّيانات السّماويّة , اليهوديّة , الميسيحيّة والإسلام , وذلك يضعنا في مكان قريب عن تلك الأفكار والأديان

نحن عرب الدّاخل في وضع قريب من الأديان السماويّة السّاميّة جميعها , نحن هنا وأجدادنا هنا , نحن هنا وسنبقى هنا , وسوف نثبت للعالم أنّ ما قاله المسيح صادقا, وأن ما قاله موسى صادقا , وأنّ ما قاله النّبي محمّد صادقا , وأن السّلام أبدى وأعمق جذورا من الحرب والقمع

 أبحر المسيح وتعلّم من الحضارات المختلفة , ويجب علينا نحن أيضا أن لا نتقوقع في مستنقعنا الثّقافيّ بل أن نسافر ونتعلّم ونكتشف الحضارات والأفكار , ونعود لكي نثري أبناء شعبنا وأحباب صبانا بهذه الحكم والمبادئ


عدنا أنا وزوجتي بتينا من شاطئ بات جاليم حيث تمتّعنا من بعض المشي السّريع واجواء بداية الرّبيع على الشّاطئ مع موسيقى تكسّر أمواج البحر على الصّخر , أسم زوجتي "بتينا" أصلة من التوراة , فهو " إلي شباع " أي " إلهي قد حلف " , وأسمي إسم عربيّ يعني القلب , جلست أمام حاسوبي لأجد أيميل لصديقي بيير عيلوطي يمدح به ديوان شعر كتبه أبي بعنوان " عدّاء المسافات الطّويلة " , فشعرت بالفخر إتحاه أبي البروفسور والشّاعر. تعشّيت الملوخيّة , والّتي تسمّى بالملوكيّة أيضا وهي طبخة قديمة كانت تخدم للملوك في فديم الزّمان, والّتي طبخطتها أمّي صوفيّا. أقطتعت عشائي زوجتي بجملة قائلة : “ هل تعلم أنّي رأيت في روما عند زيارتي للبلد حجر مع بصمة لرجل المسيح ؟ " , فأجبتها " أنة لأمر معقول " .

حينما كنت صغيرا , أحبّبت قصص المسيح , وقصص عنه , وكنت فخورا بكوني مسيحيّ وشعرت بنوع من الإبتهاج حين قالو لي أنّ المسيح أصله من النّاضرة, وهي بلدة أبي , وكان أبي دائما يقول لي بنكهة من المزح : “ أتعرف أنّ المسيح كان يسكن قرب دار جدّتك نظيرة سليمان ؟ فهو بالطبع كان يسكن قرب عين العذراء " , والآن حيث بلغت التّاسعة والثّلاثون قبل شهر , أنظر إلى أسطورة المسيح بنظرة علميّة روحانيّة , وعلى فكرة , ليس هنالك أيّ تناقد بين الرّوحانيَة والعلمانيّة, فأحيانا عند إكتشاف علميّ ما يتبعك شعور بالرّوحانيّة والجّمال والدّهشة .

إنّ المسيح حسب الإسلام شبه له بأنّه صلب على الصّليب , أنا أقول , إنّ المسيح فعلا صلب , ولكنّ تلاميذه وأتباعه نجّوه عن الصليب , وبعد أن شفي المسيح من جراحه , أبحر إلى اليونان وروما ليصبح قدّيسا نبيلا وينضم إلى الحكماء والفلاسفة الكبار في ذلك الدّهر . بعد بحث علميّ وجدت معلومات في موقع " أتباع كتاب أورانتيا" أن المسيح ذهب الى اليونان وروما , كما وكان في الإسكندريّة في مصر وأماكن أخرى منها في آسيا الشرقيّة مثل الفلبين . أنا شخصيّا أعتقد أنّ المسيح سافر وأبحر الى العديد من المدن المتنوّرة في تلك الفترة , وذلك لكي يتعلّم الثّقافات والحكم والروحانيّات , وكي يكتسب الثروة الفكريّة لكي يطوّر تعليماته المسيحيّة والتي أتت لتجدّد على اليهوديّة.

الحياه هنا في حيفا وفي إسرائيل بشكل عام لها علاقة بالدّيانات , فلدينا القدس المقدّسة ولدينا تاريخ مرتبط بثلاث الدّيانات السّماويّة , اليهوديّة , الميسيحيّة والإسلام , وذلك يضعنا في مكان قريب عن تلك الأفكار والأديان, وبأخان الإعتبار أن معظم السيّاح الذين يأتون من أماكن مختلفة بالعالم يأتون لأنهم يشعرون بالحاجة للتعرّف على الأماكن المقدّسة . هذا يضعنا نحن عرب الدّاخل في وضع قريب من الأديان السماويّة السّاميّة جميعها , نحن هنا وأجدادنا هنا , نحن هنا وسنبقى هنا , وسوف نثبت للعالم أنّ ما قاله المسيح صادقا, وأن ما قاله موسى صادقا , وأنّ ما قاله النّبي محمّد صادقا , وأن السّلام أبدى وأعمق جذورا من الحرب والقمع.

فقد أبحر المسيح وتعلّم من الحضارات المختلفة , ويجب علينا نحن أيضا أن لا نتقوقع في مستنقعنا الثّقافيّ بل أن نسافر ونتعلّم ونكتشف الحضارات والأفكار , ونعود لكي نثري أبناء شعبنا وأحباب صبانا بهذه الحكم والمبادئ

ها أنا أجلس لأمام حاسوبي وأفكّر في الفترة التي عشت بها بألمانيا وكيف أثّرت عليّ , أشرب فنجان القهوة وأدخّن , وأنظر عبر النّافذة الى ميناء حيفا القدير وأقول لنفسي " يا له من مكان يا أيّتها البلاد , يا بلادنا , علّميني لكي أبحر مثقفا ومشبعا بقيمك الحيمة ليكن بأمكتني تمريقفا الى الآخرون" .

مقالات متعلقة