الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

فلسطين.. نزيف الذكريات للشعب والأرض / د.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 30/03/17 09:01,  حُتلن: 13:53

د.محمد خليل مصلح:

قضية التحرير تمر بأسوء اوقاتها وأحوالها، البيئة المحيطة معادية وتخضع للابتزاز السياسي بفزاعة التمدد والخطر الايراني والربيع العربي

في الذكرى الخمسين لحرب عام 67 ويوم الارض الواحد والأربعين؛ لم يتغير شيء في القضية لم نتقدم الى الامام على صعيد الحل

اسرائيل تمارس التطهير العرقي والفصل العنصر ضد الفلسطيني في اراضي 48 في ذكرى يوم الارض الواحد والأربعين عقارب الساعة ترجع للوراء مع تغلغل اليمين الصهيوني

مع تراجع حل الدولتين في استطلاعات الرأي على المستوى الشعبي والرفض المطلق رسميا للعودة لحدود 67 والذي يذكرنا بحرب عام 1967 التي تحل ذكراها الخمسين؛ نشر عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب الليكود، يوآب كاش، خطة سياسية ينوي مناقشتها داخل مؤسسات حزبه ، والتي تتضمن عناصرها رفض للخط الذي حدده نتنياهو وهو ان حل الصراع يقوم على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وفي حديث كاش لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه طلب من نتنياهو الاستماع الى شرح عن الخطة فقال له: "تحدث معي عن هذا بعد 20 كانون الثاني"، الذي يتزامن مع استسلام ترامب مقاليد الرئاسة الامريكية.


خطة كاش ترفض -في اشارة واعية لذكرى حرب 67 التي استولت فيها اسرائيل على مساحات شاسعة من الاراضي العربية- اقامة دولة فلسطينية وتدعو الى الغاء اتفاقيات اوسلو، وحسب الخطة انه سيتم تفكيك السلطة الفلسطينية وبدلا من دولة يحصل الفلسطينيون على حكم ذاتي على 40% من اراضي الضفة من دون اي مسؤولية أمنية؛ لكنهم سيديرون حياتهم في مجالات الصحة والعمل والتجارة والأموال والزراعة والتعليم والمواصلات وما شابه ، ويتم ربط المدن ذات الحكم الذاتي بطرق المواصلات التي يسمح بالسفر المشترك عليها منطقة (I) اما بقية المناطق فتضم الى اسرائيل ويمكن للفلسطينيين الذين يقيموا فيها الاختيار بين المواطنة الاسرائيلية او الفلسطينية.
اما المستوطنات ستبقى كما هي، والخطة ترفض استيعاب لاجئين فلسطينيين لا في مناطق الحكم الذاتي ولا في اسرائيل حتى يتم الغاء مكانة اللاجئ.
وفي موضوع القدس، تقترح الخطة بقاء المدينة تحت السيادة الاسرائيلية الكاملة، بينما يتم فصل الاحياء العربية الواقعة خارج الجدار الفاصل عنها، وتحول الى سلطات محلية مستقلة في اسرائيل ، وحتى لا يتم تقليص مساحة القدس يتم ضم 6000 دونم إليها؛ تشمل قبر راحيل في الجنوب، وقبر النبي صموئيل في الشمال.
والملاحظ في الخطة انها تقترب من فكرة البيت اليهودي وزعيمه بينت بحسب اعتراف كاش؛ لكنها تضع خطة مفصلة تتم فيها تصفية لغة اوسلوا، وأيضا تستوحي فكرة شارون بالانفصال لكنها بطريقة ومفهوم آخر؛ كاش ان "الخطة هي خطوة اسرائيلية من جانب واحد ، لمنع تكرار الحديث عن اقامة دولة فلسطينية .. السلطة الفلسطينية قد تنهار مع موت ابو مازن ويجب ان يكون على الأرض واقع بديل نطرحه".
في الذكرى الخمسين لحرب عام 67 ويوم الارض الواحد والأربعين؛ لم يتغير شيء في القضية لم نتقدم الى الامام على صعيد الحل وتم الاعتراف بإسرائيل في الوقت الذي ترفض اسرائيل فيه كل المبادرات والحلول التي لا تثبت لليهود الحق المطلق في فلسطين والأمن الكامل والسيادة على الأرض في المقابل الفلسطينيين يتراجعون في مطالبهم؛ يطالبون بالحد الادنى 22% من ارض فلسطين التاريخية مع ان اسرائيل تستغل وتتصرف ما نسبته 85% من فلسطين لم يتبقى في الضفة سوى 15% وكشف التقرير الإحصائي الفلسطيني، اليوم الأربعاء 29/ 3/ 2017، أن إسرائيل حولت 40% من مساحة الضفة الغربية إلى (أراضي دولة)لامتلاك ملكية التصرف فيها، في خطوة كبيرة تستغل فيها الدعم الامريكي والبريطاني للسيطرة على اكبر مساحة تمهيدا للقضاء على حل الدولتين لصالح مشروع آخر؛ البحث عنه مع دول الطوق جاري على قدم وساق ان لم يكن تم رسم خطوته مع الدول المعنية مصر والأردن والسعودية.
قضية التحرير تمر بأسوء اوقاتها وأحوالها، البيئة المحيطة معادية وتخضع للابتزاز السياسي بفزاعة التمدد والخطر الايراني والربيع العربي وفوز الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون) في بعض الدول وانتشار الجماعات السلفية المتطرفة الخوف من فقدان الحكم في الخليج العربي شبح التغيير في الخارطة السياسية في المنطقة دفع بتلك الدول الاستعانة بالعدو المركزي اسرائيل لتتحول الى حليف وصديق وجزء من المنطقة لمحاربة العدو الوهمي مما عمق الازمة والشرخ في المنطقة بين الدول والشعوب.

اسرائيل تمارس التطهير العرقي والفصل العنصر ضد الفلسطيني في اراضي 48 في ذكرى يوم الارض الواحد والأربعين عقارب الساعة ترجع للوراء مع تغلغل اليمين الصهيوني وازدياد اليمينية الصهيونية في الشارع الاسرائيلي زادت معها عناصر الكراهية للعرب الفلسطينيين زادت من اصرار نتنياهو والأحزاب جميعها بالمناداة والمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة والتنازل عن حق العودة و العاصمة والسيادة الامنية شروط تتعزز مع الوقت في أي حل توافق عليه إسرائيل وهي ترى ان مطالبها تجد شرعية وقبولا من الحليف الامريكي و بعض الدول الاوروبية ودول عربية في المنطقة الفكرة وخلاصة المشكلة أن إسرائيل تستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، حيث لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% من مساحة الأراضي فقط والقيادة الاسرائيلية ترفض عشية الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 41 ليوم الأرض ردًا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في الثلاثين من آذار عام 1967 العودة لحدود 1967 وأيضا قيام دولة فلسطينية سيادية كما جاء على لسان نائب وزير الخارجية حوطبلي من الليكود وزعيم البيت اليهودي بينت حيث اشار التقرير إلى أن 48% من مساحة المستعمرات الإسرائيلية مقامة على أراضي ذات ملكية خاصة للفلسطينيين، وأن سلطات الاحتلال في عام 2016 وافقت على 115 مخطط استيطاني جديد يشمل بناء أكثر من 5000 وحدة سكنية في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وان جدار الفصل العنصري والتوسع فيه الذي يعزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، مؤكدةً استيطان حوالي 47% من المستعمرين في محافظة القدس وحدها، في حين تشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، وبلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة