طيفك يأتي حين أنامْ
فيرتِّبُ لي باقةَ وردٍ
ويعلِّقُ قرب أريكة نومي
سلَّةَ أنغامْ..
يرسم حولي لوحاتٍ
زاهيةَ الألوانْ..
فيها الجبلُ الأخضرُ
والشفقُ الأحمرُ..
فيها أبراجُ حمامْ
وأرى فيها وجهَ حبيبٍ
لا يتوارى حين تجيء الأحلامْ..
أجمل وجهٍ
يحملهُ أجملُ طيفْ..
يحمل لي نافورة ماءٍ
وسط حديقة أزهارٍ تتجمَّلُ
مسترخيةً في مرآة الصيفْ..
طيفٌ يسكن في حلمي
يجعلني أستعجلُ ساعةَ نومي..
يجعلني أتمنى لو كنت مقيماً
مع فتيةِ أهل الكهفْ..
**
طيفُك يجلس قربي
فوق سحابةْ..
ونطير معا فوق جداولَ
تنسابُ برفقٍ
قرب مراعي الأغنامْ
نترجلُ كي نشربَ
من عين الماءْ..
نجلس في ظل الخروبةْ..
ونشاهد في الأفق حقولاً
وكروم عنبْ..
ونرى أزهاراً متسلقةً
وعرائشَ منصوبةْ..
تأتي قُبَّرةٌ لتغني..
تتوقف أحياناً
كي نسمع موّالاً وربابةْ..
تحملنا الريح إلى يافا
لنشاهد كيف احتضنت
برجَ الساعة والميناءْ..
نسمع كيف يصيرُ
حفيفُ الأمواج غناءْ..
أنظرُ في عينيكِ فأدركُ
كيف تصير الأرضُ سماءْ
**
يتسلل نورُ صباحي
من خلف ستارةِ حلمي..
أنظر حولي
لا باقة وردٍ.. لا سلَّة أنغامٍ
قرب أريكة نومي..
يتركني طيفُك وحدي
لأحدِّق في صورة أمي..
يتركني طيفُكِ منشطراً
بين نسيم حنيني
ورياح الهمِّ..
يتركني أتصارعُ وحدي
مع كل شواغلِ يومي.

 نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net