الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 19:01

لو كان ازاريا عربيًا/ بقلم: عوض حمّود

كل العرب
نُشر: 13/02/17 16:21,  حُتلن: 08:27

عوض حمّود في مقاله:

ماذا سيكون ردود فعل اليمين لو كان أزاريا مجندًا عربيًا، وفعل ما فعله بقتل شاب يهودي باعتباره عربيًا؟

هل كان سيقوم بالدفاع عن ازاريا الجندي العربي (المفترض) رئيس الحكومة ووزير دفاعه ويطالبان بايجاد صيغة مخففة لاطلاق سراحه؟! 

أنا بحكم المتأكد أنّ كل هؤلاء الذين تظاهروا ورفعوا الشعارات العنصرية بل الفاشية المؤيدة والمدافعة والمطالبة باطلاق سراح ازاريا لن يفعلوا الشيء نفسه بل سيفعلون عكسه تماما لو كان ازاريا جنديا عربي

قاموس هذه الحكومة وكل اطرافها وقاعدتها الشعبية مليء حتى الثمالة بالتهم العنصرية للعربي اينما كان

المواطن العربي متهم في نهج وسلوك هذه الحكومة وغيرها من الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة حتى ولو ثبتت براءته ولو كان في مخاض الولادة

ماذا ستكون ردود فعل اليمين لو كان أزاريا مجندًا عربيًا، وفعل ما فعله بقتل شاب يهودي باعتباره عربيًا؟ هل كان الجزء الاعظم من الشعب الاسرائيلي (اليهودي) ينزل الى الشوارع ويطالب باطلاق سراحه، كما فعلوا مع ازاريا القاتل الحقيقي؟ هل كانوا سيفعلون ما فعلوه من مظاهر التأييد والتضامن معه لعدم اعتقاله؟ ورفع الشعارات المؤيدة له والمطالبة باطلاق سراحه وبأنه بريء وأنّه ولد حرا وما شابه من شعارات التضامن وعدم اجراء محاكمته؟

هذا الجزء الكبير من الشعب الاسرائيلي، وخاصة اليمين المتطرف منه، هل كانوا سيرفعون هذه الشعارات حتى ولو كان هذا الجندي من اصل عربي؟ وخاصة من ابناء الطائفة الدرزية على سبيل المثال وانني اسيق هذا المثال لأنّ ابناء الطائفة الدرزية فرض عليهم التجنيد الاجباري منذ العام 1956 على ما اعتقد.

وبالاضافة لمجموعة التساؤلات التي ذكرت اضيف سؤالا آخر وهو الاكثر اهمية: هل كان سيقوم بالدفاع عن ازاريا الجندي العربي (المفترض) رئيس الحكومة ووزير دفاعه ويطالبان بايجاد صيغة مخففة لإطلاق سراحه؟! ليس هذا وحسب بل هل كان ليسدي وزير الدفاع ليبرمان لأهل الجندي ازاريا المتهم الحقيقي النصائح بعدم التوجه للاستئناف على قرار المحكمة بعد صدوره؟! بمعنى أنّه سيقوم بالتوسط لدى ادارة السجن بالتخفيف من مدة بقائه داخل اسوار السجن! بالطبع كل هذه الخطوات من رجال الحكومة ومن اتباعهم تأتي على خلفية ومنطلقات عنصرية بحتة لأنهم يعتبرون أنّ الدم العربي رخيصا وليس ذات اهمية او اعتبار.

أنا بحكم المتأكد أنّ كل هؤلاء الذين تظاهروا ورفعوا الشعارات العنصرية بل الفاشية المؤيدة والمدافعة والمطالبة باطلاق سراح ازاريا لن يفعلوا الشيء نفسه بل سيفعلون عكسه تماما لو كان ازاريا جنديا عربيا. بل ومن الاحتمالات الواردة لديهم وفي عقولهم ان يقوموا بالصاق التهمة الحاضرة في جعبتهم بان هذا داعشي (او مدسوس بصفوف الجيش الاسرائيلي) أي الجندي العربي المفترض وغيرها من التهم العنصرية الحاضرة وهي لا تحتاج البحث عنها.

إنّ قاموس هذه الحكومة وكل اطرافها وقاعدتها الشعبية مليء حتى الثمالة بالتهم العنصرية للعربي اينما كان. فالمواطن العربي متهم في نهج وسلوك هذه الحكومة وغيرها من الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة حتى ولو ثبتت براءته ولو كان في مخاض الولادة. وهنا للمناسبة اذكّر الجزء اليسير مما ارتكبوه بحق ابناء شعبنا:

الم يقتلوا خمسة شباب وصبية في ريعان الشباب بمعركة يوم الارض الخالد عام 1976، وإن هذه المعركة كانت محاولة منهم لكسر وتركيع ارادة وتصميم هذا الشعب بالدفاع عن ما تبقى له من ارض الاباء والاجداد ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق امانيهم ومطامعهم وهذا يعود لصمود وتضحيات ابناء هذا الشعب؟!
الم يستشهد ثلاثة عشر شابا عربيا على ايدي هؤلاء الماغول عندما وقعت هبة اكتوبر عام 2000 على اثر قيام شارون بذلك الوقت باقتحام المسجد الاقصى تحديا لمشاعر العرب والمسلمين؟!

إنّ جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني لا تعد ولا تحصى ولا يتسعها مقال ولا عدد صفحات لصحيفة بأكملها. وفي الواقع لست بصدد سرد تاريخهم في هذا المقال وهو تاريخ طويل ومليء بالجرائم والانتهاكات بحق ابناء شعبنا على مدار سبعين عامًا، ولكن الشيء بالشيء يذكر.

لقد قاموا، مؤخرا، بقتل الشهيد يعقوب القيعان بدم بارد وبدون ذنب اقترفه، وقاموا أيضا بهدم بيته وفيما بعد وجهوا له التهمة الحاضرة في جعبتهم وفي رؤوسهم وفي سياستهم وفي نهجهم المتواصل بحق كل العرب اينما كانوا،  لقد الصقوا للشهيد القيعان بأنّه داعشي تارة، وينتمي للحركة الاسلامية تارة اخرى، وأنّ عملية دهس الشرطي في أم الحيران جاءت "على خلفية قومية"، وفيما بعد سارع المفتش العام للشرطة روني الشيخ باصدار بيان بأنّ الشرطي دُهس على خلفية قومية - قمة العنصرية والكره- دون أي مستمسك ثبوتي او قانوني لما ادعاه بوسائل الاعلام وذلك لتثبيت ما هو غير ثابت بالمطلق حتى الآن. ولجوقة التحريض او مزامير التحريض التي تشدق بها روني الشيخ، التجأ رئيس الحكومة نتنياهو و ما يسمى وزير الامن الداخلي اردان، وأخذا يبثان سمومهما ضد الجماهير العربية و صرحا اكثر من مرة أنّ "عملية دهس الشرطي في أم الحيران جاءت على خلفية قومية"، بالطبع من دون أي ثابت قانوني وفقط للتحريض وبث السموم والكراهية ضد جماهيرنا العربية في هذه البلاد. (هكذا هم)

وعودة لما بدأنا به فلو كان الجندي ازاريا قاتل الشاب الفلسطيني الحقيقي جنديًا عربيًا (درزيًا) وقتل شابا يهوديا (تشبها) بأنّه عربي بنفس الدوافع العنصرية التي اندفع بها ازاريا، هل كان غالبية اعضاء الكنيست اليهود - بمن فيهم عضو الكنيست حايموفش وهي تدعي بيساريتها التابعة لحزب العمل - هل كانوا سيتخذون نفس الموقف الذي اتخذوه مساندة لازاريا القاتل الحقيقي؟

طبعًا لا، وهو كذب وخداع أمام واقعهم العنصري بحيث ظهرت مطالبهم بتخفيض محبوسيته وما شابه ذلك؟  والجواب على هذه التساؤلات بالطبع لا. وهذا ما يدل بالدليل القاطع على أنّ "صاعهم" العنصري البغيض الحاقد على جماهيرنا العربية لم يمتلئ بعد حتى الان، على الرغم من مرور 70 عامًا على نفس النهج العنصري المقيت وهكذا على ما يبدو سيبقى نهجهم وسياستهم. أمّا انتم مما اكتوى في حقبة زمنية بنار هذا الجحيم في اوروبا فهل كنتم سعداء؟!

ديرحنّا

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة