الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 22:02

البناء على قرار مجلس الامن 2334/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 25/12/16 11:34,  حُتلن: 12:26

د.هاني العقاد في مقاله: 

فنزويلا – نيوزلندا – ماليزيا - السنغال اربع دول صديقة قامت على الفور بتقديم المشروع للتصويت امام مجلس الامن بعد سحب القرار من قبل مصر العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن

لعل القرار يوجب أن يتبع من الساعة الأولى جملة التحركات الدولية لحشد دولي بإتجاه طلب وتوفير حماية سريعة للأرض والشعب تحت الاحتلال تطبيقا لاتفاقية جنيف الرابعة وارسال لجان دولية تتواجد على الارض تراقب وترصد اي سرقات جديدة على الارض

القرار يتطلب منا كفلسطينيين عدم النوم في العسل بل العمل مع كل اعضاء مجلس الأمن والدول الصديقة لتمارس ضغطا على اسرائيل لتنفذ القرار ويوقف الإستيطان بالفعل ولابد من الوصول مع تلك الدول الصديقة الى إجراء يهدد بقطع العلاقة مع اسرائيل 

تابع العالم بترقب كبير التصويت علي مشروع قرار دولي يدين الاستيطان ويطالب بوقفه فورا على اعتبار انه غير قانوني وغير شرعي في الضفة الغربية والقدس باعتبار انها اراض محتلة عام 1967، ولعل العالم صدم من تدخل مصر وسحبها المشروع بل وسحبها المشروع من التداول نهائيا في خطوة غير مفهومة من قبل مصر الراعي العربي الكبير للقضية الفلسطينية وصاحبة التاريخ الذي نتشرف به كفلسطينيين، الصدمة الكبرى التي حدثت وأحدثت عاصفة كبري في الأوساط الأمريكية للحزب الجمهوري والرئيس الأمريكي المنتظر دونالد ترامب لأنه لم يكن يتوقع تقدم الدول الاربع التي ناصرت الحق الفلسطيني وأثبتت أن القضية الفلسطينية قضية ذات إهتمام دولي كبير لا يمكن أن تنحصر في الاقليم وبالتالي تتحكم دول الاقليم في مسارات حل الصراع، وكانت الصدمة كبيرة لترامب بامتناع إدارة اوباما عن إستخدام حق النقد الفيتو واسقاط المشروع وتعتبر هذه اول صدمة يتلقاها ترامب قبل وصوله الى البيت الأبيض بشهر تقريبا هذا بإختلاف عن الصدمة التي تلقها نتنياهو الذي بات متأكدا أن القرار لن يمرر وخاصة بعدما قضي ساعات المساء يجري الاتصالات بترامب لكي يمارس ضغطا على مصر وتقوم بسحب القرار ويلعب دورا هاما مع اللوبي الصهيوني في امريكا ليمارس ضغطا على إدارة اوباما حتى يستخدم حق النقد الفيتو في وجه المشروع، لكنها فشلت فشل زريع.

فنزويلا – نيوزلندا – ماليزيا - السنغال اربع دول صديقة قامت على الفور بتقديم المشروع للتصويت امام مجلس الامن بعد سحب القرار من قبل مصر العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن وبعدما ركنت كل من اسرائيل وترامب بأن القرار سحب من التداول نهائيا بواسطة مصر على اثر اتصالات التي أجراها ترامب بالرئيس السيسي ليفعل ذلك، وما حدث بالضبط هو عملية بنيت على درجة عالية جدا من الذكاء السياسي فقد أحدث سحب مصر للمشروع غضبا فلستينينا وهزة لدة الدول الاعضاء الاصدقاء في مجلس الامن وما جاء من تلبية طلب القيادة الفلسطينية بالتدخل وتقديم المشروع من جديد من قبل الاربع دول الصديقة وكان كردة فعل على الإجراء المصري وبالتالي رفع المشروع للتصويت وصوت مجلس الأمن بأغلبية 14 لصالح قرار دولي يدين الاستيطان ويطالب بوقفة فورا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، نعم قرار نصه ضعيف لكنه مفيد في هذا الوقت كورقة مهمة في يد الفلسطينيين تساند نضالهم لإنهاء الاحتلال.

هذا القرار جاء في وقت تتغول فيه اسرائيل في الارض الفلسطينية وتتنكر لحل الدولتين الذي هو بالأساس حل لا يلبي إلا الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني لكن ينبغي القبول به مرحليا، ولعل أهمية المشروع اليوم تأتي في وقت حساس جدًا باعتبار أن اسرائيل لم تعد تحترم أي قوانين دولية وتمضي باختراع القوانين التي بموجبها تقوم بمصادر الاف الدنمات وتزرع فيها المستوطنات وتعمد الى فصل مدن الضفة الغربية عن بعضها البعض لتجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية من رابع المستحيلات وتضع الفلسطينيين والعالم أمام سياسة الأمر الواقع وبالتالي لا يبقي في وجه الفلسطينيين سوى كيان مؤقت لا حدود له عبارة عن كانتونات غير متواصلة جغرافيا، يخشي البعض أن يبقي القرار حبرا على ورق لا اكثر ولا اقل ويضاف الى القرارات الأخرى بما فيها 242 و 338 و 181 و194 وبالتالي يتفقوا مع ما قالة داني دانون مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة، وهذه حقيقة لان القرار مهم وستجند اسرائيل كل ما لديها من قوة وعلاقات مع الإدارة الجديدة لتجعل من القرار كأنه لم يكن وخاصة أن ترامب قال في تعليق له على القرار بأن الأمور ستتغير في الأمم المتحدة بعد 20 من يناير العام الجديد، وهنا لابد من أن يبدأ الفلسطينيين فوار بالعمل مع جبهة دبلوماسية واسعة ومتعددة الاطراف المؤيدة للحق الفلسطيني لتبني على القرار ليكون قاعدة أساسة من قواعد المدخلات في مؤتمر باريس القادم في الخامس عشر من يناير يعتمده المؤتمر بالنص ليحقق حل الدولتين ويعترف العالم بان الارض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس هي ارض فلسطينية لا يحق لإسرائيل التواجد عليها عسكريا او مدنيا باعتبار ان المستوطنات هي مستوطنات يقطنها مدنين إسرائيليين. ونقول ايضا ان قرار مجلس الامن الجديد يحتاج الى استراتيجية عمل دبلوماسي وسياسي فلسطيني كبيرة تشتمل على جهد فلسطيني عربي ودولي مضاعف حتى يصبح واقع ويطبق على الارض وخاصة ان ادارة ترامب القادمة تتجهز لنسف القرار ونسف حل الدولتين واعادة الامور الى مفاوضات مباشرة لا تفضي الى أي حلول تلزم اسرائيل بإنهاء الاحتلال.

لعل القرار يوجب أن يتبع من الساعة الأولى جملة التحركات الدولية لحشد دولي بإتجاه طلب وتوفير حماية سريعة للأرض والشعب تحت الاحتلال تطبيقا لاتفاقية جنيف الرابعة وارسال لجان دولية تتواجد على الارض تراقب وترصد اي سرقات جديدة على الارض، كما أن القرار يتطلب منا كفلسطينيين عدم النوم في العسل بل العمل مع كل اعضاء مجلس الأمن والدول الصديقة لتمارس ضغطا على اسرائيل لتنفذ القرار ويوقف الإستيطان بالفعل ولابد من الوصول مع تلك الدول الصديقة الى إجراء يهدد بقطع العلاقة مع اسرائيل اذا ما تمادت في انتهاكها لهذا القرار والقرارات ذات العلاقة، كما ويتوجب العمل مع الأمم المتحدة والكتل المركزية كروسيا والصين والاتحاد الاوروبي والدول الصديقة والداعمة لعدالة القضية الفلسطينية لفرض عقوبات على اسرائيل في حال استمرت في انتهاكها للقوانين والشرائع الدولية حتى لو جند ترامب كل المؤسسات الامريكية للدفاع عن اسرائيل، ولا يتوجب علينا الإنتظار حتى يأتي ترامب لإدارة البيت الابيض، ويتوجب علينا عدم الإنتظار لما قد يفعله القرار من عاصفة في اسرائيل قد تصل الى حد سقوط نتنياهو، وعلينا البدء فورا إثارة الغبار والرمال التي تجعل من العاصفة مدمرة لحكومة نتنياهو تسقطها، والبدء فورا في الاجراءات التي يمكن أن تساعد وتساهم في جعل قرار مجلس الأمن نافذا تحترمه اسرائيل رغم عن انفها ويكون مقدمة لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة