الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 05:02

الفرج عند ترامب؟!/ بقلم: د. محمد حسن الشغري

كل العرب
نُشر: 20/11/16 17:58,  حُتلن: 15:48

د. محمد حسن الشغري في مقاله:

سكان مستعمرة عمونة ظنوا أن القضية انتهت وان الأرض الفلسطينية أصبحت لهم دون منازع، لكن هيهات! 

 محكمة العدل العليا  أقَرت وحكمت للفلسطينيين بان هذه الأراضي هي فلسطينية ولهم وأنه يتوجب على المستوطنين اخلاء المكان والأرض

إن كنتم تعتقدون بأنّ الحل لعدم اخلاء مستوطنة عمونه بيد ترامب فيفضل أن تعيدوا النظر وتفكروا بأن الحل هو بالاخلاء وليس فقط عمونه، بل جميع المستوطنات والمستعمرات التي اقمتموها

مستعمرة/مستوطنة عمونة أقيمت على أراضي الفلسطينيين، وهي ملك لهم والمحتلون استولوا عليها عنوة وبالقوة واقاموا عليها المساكن والمنازل والبيوت، وأصبح ما قاموا به امرا واقعيا بنظرهم مثلهم كمثل الذي يقترب من ارض جاره قليلا فقليلا الى أن يصبح الاقتراب مترا على طول قطعة الأرض، أو أن يستعملها لكي يركن مركبته وأمور أخرى ولا حياة لمن تنادي، كلاهما استغلال وتسلط وحكم القوَي على الضعيف، لكن لا يضيع حق وراءه مطالب! هذه هي سنَة الحياة.

سكان هذه المستعمرة ظنوا أن القضية انتهت وان الأرض الفلسطينية أصبحت لهم دون منازع، لكن هيهات! هيهات ! واستمر الاهالي في المطالبة بارضهم وبحقوقهم، لكن "طبل عند اطرش"، بعدها توجهوا الى القضاء بالإضافة الى  الرأي العام ووصلوا الى محكمة العدل العليا والتي اقَرت وحكمت لهم بان هذه الأراضي هي فلسطينية ولهم وأنه يتوجب على المستوطنين اخلاء المكان والأرض.

ومنذ القرار الذي صدر والدنيا قامت ولم تقعد، عدا عن التحريض واستعمال العنف ومحاولة منع الاخلاء بشتى الطرق والوسائل ومنها استدعاء عددا كبيرا من اليهود من اليمين ومن غيره والذين تتطابق آرائهم مع آراء المستوطنين وهم كثر، في محاولة لمنع الاخلاء ووضع العقبات أمام الشرطة وأفراد الجيش وغيرهم من الذين سيشاركون في عملية الاخلاء، والاستجابة لهذا التواجد كبيرة وكبيرة جدا كما شهدناها من على شاشات التلفزيون وهذا امر مخيف ويخيف على الأقل الذين يناط بهم تنفيذ الامر(لكن عندما يحضرون لهدم بيت أو اخلاءه في المجتمع العربي فانهم لا يحسبون حسابا لاحد).

المحكمة نظرت وقررت وأصدرت القرار وعلى ذوي الشأن التنفيذ، والحكومة توجهت بالتماس مجدد الى المحكمة تطلب منحها مدة أطول لتنفيذ الاخلاء، وعليه احتدم الجدل والنقاش على التصويت على قانون التسوية بين رئيس الحكومة نتنياهو والوزير بينيت من البيت اليهودي على الرغم من اننا على يقين من أن بينيت لا يريد التصويت على القانون، بل هي مجرد مماحكات!

نتنياهو على يقين بأنه يتمتع بأغلبية حكومية ستصوت الى جانبه أو على الأقل تدعم أن لا يكون تمرير القانون والتصويت عليه آنيا. والمستشار القانوني للحكومة  أوضح أنه ليس باستطاعته الدفاع عن تأجيل موعد اخلاء أو ضد الاخلاء في المحكمة. وهنالك من يعتقد ان بالإمكان التعويض المالي لاصحاب الاراضي الفلسطينية والتي ثبت انها لهم وبملكيتهم وهذا يعطي للمستعمرين الاستمرار في العيش في عمونه والى الابد ليصبح واقعا لا يتغير خصوصا بعد فوز رونالد ترامب على منافسته على الرئاسة في أمريكا هيلارلي كلينتون.

المستوطنون سواء في عمونه أو في غيرها من المستوطنات المقامة على أراضي فلسطينية ومنذ احتلال هذه  الاراضي في حرب حزيران 1967 والمباشرة في بناء وإقامة هذه المستوطنات ليصل التعداد السكاني لاكثر من 650 ألف نسمة، يظنون أنه بالإمكان اقناع بعض الفلسطينيين بيع أراضٍ لهم وباسعار مغرية جدا، كما أنهم شرحوا أن الامكانيات القانونية متوفرة للإبقاء على وجودهم ويسكنون في عمونه بعد إرضاء أصحاب الأراضي. فالرئيس الامريكي المنتخب ترامب أعلن أنه سيقوم بنقل مقر السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس،  ولا يعارض المستوطنات وبقاءها في الضفة الغربية والقدس وفي جميع ألانحاء وأن بينيت قال:"لن يكون بعد اليوم الحديث عن دولة فلسطينية"، وكأنّ  قيامها كان مرتبطا بفوز ترامب ونتنياهو في انتظار الالتقاء معه ليشد على ايديه ويعزز من إصراره على الإبقاء على المستوطنات وعدم القبول بحل الدولتين، مع اننا سمعنا وقرانا عكس ذلك، ولحد الآن الصورة غير واضحة في السياسة التي سينتهجها ترامب تجاه المشاكل والقضايا في الشرق ألاوسط ومنه إقامة دولة فلسطين وتنفيذ القرارات ألاممية بحق الشعب الفلسطيني وحصوله على أمانيه وكيانه وحقوقه المشروعة كاي شعب على هذه ألارض والمعمورة، ولا ننسى اللقاء الهام الذي عقد بين الرئيس عباس ورئيس حكومة روسيا ألاتحادية ميديديف في اريحا والتأكيد الروسي على استمرارية الدعم لهذه الحقوق المشروعة ولروسيا تاثير كبير وعلى استعداد لاستضافة مؤتمر في موسكو في نهاية هذا العام والمشروع الفرنسي للحلول.

إن كنتم تعتقدون بأنّ الحل لعدم اخلاء مستوطنة عمونه بيد ترامب فيفضل أن تعيدوا النظر وتفكروا بأن الحل هو بالاخلاء وليس فقط عمونه، بل جميع المستوطنات والمستعمرات التي اقمتموها سواء في عهد "المعراخ" أم بعد ذلك ومخجل جدا أن تستمروا في استعمار واستعباد والتسلط والتحكم بشعب آخر ونحن في القرن الحادي والعشرين، ففرنسا انسحبت من ألجزائر بعد أن تكبد شعبها مليون شهيد وكذا باقي المستعمرات في افريقيا ليبيا وتونس والمغرب وفي جميع أنحاء العالم تقريبا، وانتم ما زلتم تفكرون كيف ومتى؟ دولة الى جانب دولة بامن وامان وسلم وسلام وازدهار اقتصادي بدلا من المصروفات على التسلح بناء المشافي بدلا من بناء الغواصات وتامين الصحة والدواء والمدارس ودعم السلع الغذائية واطعام مليون طفل جائع و800 ألف من غيرهم فقراء للعيش الانساني فكروا وفكروا كثيرا واتعظوا مما قيل في مراسم احياء الذكرى الحادية والعشرين لاغتيال رابين هذا الاغتيال السياسي بيد يجئال عمير وسبقه تغذية وتأجيج  الاجواء بالكراهية والعنصرية والتمييز والحقد الدفين وعدم احترام الغير وعدم تحقيق المساوا ة للمواطنين العرب في هذه البلاد والاعتراف بهم كأقلية قومية لها كيانها ومكانتها فاعترفوا بنا.

 كفرياسيف 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة