موسى مصاروة من سكان كفرقرع وهو والد زوجة الضحية احمد وتد:

حقيقة فقدنا أغلى إنسان لدينا وقد تأثرت عليه كثيرًا كونه إنسان خلوق وإنساني وطموح

لقائي الأخير معه كان يوم السبت اذ اخبرني عن طموحاته الواسعة وخططه المستقبلية فدائما كان يثق بي ويطلعني على كل سيرورة حياته وكنت اقدم له النصائح السليمة

بعد الحادث المؤلم الذي وقع على شارع 6 قرب جلجولية، وأسفر عن مصرع الشابين أحمد وتد طقاطقة (30 عامًا) ونصر ابو فول (26 عامًا) من قرية جت المثلث، لا تزال القرية متألمة جدًا من هذا الحدث الذي هزّ مشاعر السكان صغيرًا وكبيرًا.

هذا، وتحدث موسى مصاروة من سكان كفرقرع وهو والد زوجة الضحية احمد طقاطقة، إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب ودموع الحزن والألم تنزف من عينيه، حيث قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. حقيقة فقدنا أغلى إنسان لدينا، وقد تأثرت عليه كثيرًا، كونه إنسانا خلوقا وإنسانيا وطموحا. لقائي الأخير معه كان يوم السبت، اذ اخبرني عن طموحاته الواسعة وخططه المستقبلية، فدائما كان يثق بي ويطلعني على كل سيرورة حياته، وكنت اقدم له النصائح السليمة. المرحوم كان مخلصًا لأطفاله وزوجته وعمله، وصاحب أمانة، ويعتبر من خيرة شباب البلدة، وطوال الوقت كنت على اتصال معه من شدة حبي له، فهو عزيز على قلبي وله مكانه خاصة لدي، وليس من السهل أن أنسى هذا الإنسان المثالي".

وتابع قائلا:" قبل أن يفارق احمد الحياة بليلة واحدة، هاتفني في حوالي الساعة الثامنة ليلا، ودار بيننا حوار مطول، وفي تلك المكالمة فوجئت من حديثه عندما قال لي "أريد ان أوصيك على أمر مهم"، فقلت له "ما بالك تتحدث بصورة غريبة؟"، فأجابني قائلا "أمانة أطفالي في رقبتك"، فقلت له توكل على الله، واذهب الى عملك وأنت مطمئن. في اليوم الثاني تلقيت خبر وفاته، وكانت الكارثة الكبيرة بالنسبة لنا، وكأنه كان يعلم بأنه سيفارق الحياة". ومضى وهو يقول: "بعد الانتهاء من مراسيم الجنازة، ذهبت الى البيت كي ارتاح، لكنني لم استطع النوم، فطوال الوقت شعرت بأن احمد أمامي، وهو يقول لي "اسمح لي، اريد أن اذهب الى الدار"، لكنه ذهب الى دار الآخرة. الحمد لله رب العالمين على كل حال، فنحن نؤمن بالقضاء والقدر، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطينا الصحة والعافية كي نقوم بوصية المرحوم انا وأبنائي".

وعن شعور زوجة المرحوم قال: "إبنتي تشعر بألم كبير جدًا، ونحن في العائلة دائمًا نعطيها الدعم المعنوي. اليوم جلست معها وقلت لها "لديك خمس أشقاء وأنا السادس، ونسأل الله ان يقدرنا الله كي نحافظ عليك وعلى اطفالك". هذا الكلام جعلها تطمئن، ومع كل ذلك فهي تمر بظروف نفسية صعبة، بعد أن كانت فرحة هي وزوجها المرحوم بالطفلة رغد التي رزقا بها قبل أسبوعين، حتى أن المرحوم قال لي "الحمد لله بانه اصبح لدي عائلة، ورزقت بطفلة جميلة"، وكم كان فرحا به".
في نهاية حديثه قال: "أناشد جميع جمهور السائقين وبالأخص الشباب منهم التمهل في الطرقات، فإن الصبر مفتاح الفرج، كما يجب على كل إنسان أن يضع مخافة الله أمامه، والابتعاد عن المحرمات والتحلي بالأخلاق والآداب لكسب محبة المجتمع. كما وأقدم التعازي لعائلة ابو فول لفقدان ابنهم نصر ابو فول، سائلين المولى عز وجل  أن يلهمهم الصبر والسلوان، واعزي نفسي وأبنائي وأقدم التعازي باسم عائلة مصاروة لأهلي وأحبائي في جت".

موسى مصاروة


المرحوم أحمد وتد (طقاطقة)