الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

لماذا/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 27/10/16 07:53,  حُتلن: 08:23

لماذا
لي تاريخٌ لا يتوارى
في طي النسيانِ..
لي أحلام لا تُترك
نهبا للأحزانِ..
عربيٌّ
حمدانيُّ البأسِ أنا..
وأنا زين الفرسانِ..
أمشي في الساحاتِ
بلا وجلٍ
فالقلبُ شجاعٌ
والسيفُ يماني.
لا أخشى لسعةَ غدّارٍ
في العتمةِ..
أو طعنةّ صنديدٍ
في الميدانِ..
لا أخشى عاصفةً
أو ثورةَ بركانِ..
لا أخشى هولاكو
مع كل جحافلهِ
أو كل قياصرة الرومانِ..
فلماذا حين أرى نوراً
يتوهج في عينيها..
تتزلزل كل دعائم أركاني..
وأحس بخلجاتٍ تتراقصُ
في كل كياني؟
ولماذا تتوارى بسمتُها
وتظلُّ شعاعا يتألق
في كل خبايا وجداني؟
***
ولدتني أمي
في الحرب الكبرى
ورأيتُ النكبةَ
تلو الأخرى..
ومقتُّ صغيراً
مرأى القتلى والأسرى..
ورأيت الهدمَ
يطال المدن الممتدةَ
والبلدات الصغرى..
وشهدتُ على البشريةِ
وهي تواجه أهوالاً تتْرى..
لكني رغم الأهوالِ
ورغم نعومةِ أظفاري
قاومتُ وقاومتُ..
تمردتُ على أقداري
وصمدتُ.. صمدتُ
صمود الصبَّارِ..
عشتُ على الزعتر والزيتونِ
ونوار الأشجارِ..
وتعلمتُ البهجةَ
من فرح الأزهارِ
وتعلمت الموسيقى
من تغريد الأطيارِ..
وتعلمت الحبَ من الأرضِ
ومن أمٍ
كانت نبعَ حنانِ..
علمني زمني أن الحبَ
شفاءٌ من كل هوانِ..
صرتُ شديدَ العودِ
قوياً..
عربيّ البأس
فلسطينيّ الأحلامِ
وعزمي صلبٌ كالصوانِ..
أمشي في الساحاتِ
بلا وجلٍ..
فالقلب شجاعٌ
والسيف يماني..
فلماذا حين أرى
ظلَ البسمةِ يعلو وجنتها
تَهتز لها أركاني..
تتوارى..
وتظلُ شعاعا يتألقُ
في كل خبايا وجداني؟
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.ne

 

مقالات متعلقة