الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

مجتمعي العربي يلفظ أنفاسه الأخيرة/ بقلم: يثرب سعيد

كل العرب
نُشر: 09/10/16 16:59,  حُتلن: 19:52

يثرب سعيد في مقالها:

منذ بداية سنة 2016 شهدنا احصائيات وعدد جرائم وقتلى تجاوز عددهم الخمسين ضحية وبالطبع دقيقة حداد لا تكفي لتعبر عن غضب ووجع مأساتنا على الوضع القائم

في ايام مأساوية تتشح بسواد الليل يمر بها مجتمعي وهو يلتقط انفاسه الأخيرة، بات كل منا يخشى على حقه بالعيش بكامل حريته. أتعجب في البداية لأي مرحلة وصلنا اليها، لأي مرحلة وصلت بنا الانسانية من العنف والقتل والانحلال إذ ليس هناك أي مبرر يساعد بفهم العنف وتعداد أضرحة نرويها بدموعنا بسبب قاتل لعين وعقول مشوهة تستنزفنا ودفعنا للاحتضار ونحن أحياء.

اصبحت مواقع التواصل والنشرات الاخبارية تتسابق لتخبرنا بأحداث وجرائم تحدث في ايامنا، تخبرنا بكل ما هو سيء، مجتمعي يذرف دماً يوماً بعد يوم والسبب غامض لا يعرفه الا الظالمين الوحوش وعقلية القاتل الشرسة. اتساءل!! هل هناك ضمير لدى القاتل؟ هل ينعم في نومه؟ هل هو انسان ام وحش يهدد حياة اولادنا؟ لأية مرحله سنبقى صامتين؟ وكثير من التساؤلات التي تشوش تفكيري لساعات وايام وشهور.

منذ بداية سنة 2016 شهدنا احصائيات وعدد جرائم وقتلى تجاوز عددهم الخمسين ضحية وبالطبع دقيقة حداد لا تكفي لتعبر عن غضب ووجع مأساتنا على الوضع القائم، وقفات احتجاجية ومظاهرات وشعارات في نظري مضمونها ومردودها الايجابي المراد اصبح هزيلا بعيدا عن حل للمشكلة المأساة.
القاتل بغض النظر عن شخصيته وهويته ينعم في حياة سعيدة وردية خالية من المصاعب حر طليق فيما الضحايا أصبحت دمائهم رخيصة تباع بأي مكان وزمان. ما الحل؟ ماذا يجب ان نفعل لنحمي اولادنا؟ ومجتمعنا.

افكار تراودني ليلا نهارا ماذا علي انا كفرد من ابناء هذا المجتمع الحزين ان افعل واساعد لتقليص هذه الظاهرة، كفرد بريء يحمل معاني الانسانية يتخيل دور الضحية واهلها ويرسم في مخيلته المشاهد البشعة واللئيمة التي تحمل كل المعاني الهمجية. من بعيد يعيش كل من ضميره على قيد الحياة لوعة فقدان الاهل لأولادهم ويسعني أن اتخيل كم هو مؤلم ان يشقى ويتعب الآباء والأمهات في مسيرة بناء وتنشئة ابنائهم لفقدانهم على يد قاتل شرس.

اتنهد مئات المرات واتضرع وجعاً لإعطاء اولادنا صلاحية السياقة الجنونية لتحقيق أهدافهم وبطولاتهم الوهمية أمام اصدقائهم التي تعرض ابناء مجتمعنا لخطر اخر. رغم عدد الضحايا الذي نفقده نحن بحاجة لهذه الظاهرة ايضاً، نوعا ما أرى تناقضا فهناك وجع وغصة بالقلب لسماع ما هو سيء يمر به مجتمعي وهو بيتي المكبر، والاخر انتظاري لخبر اسوء بات يشعرني بحياة جديدة، بت اشعر كأنّني على الاطلال انتظر خبر تلو الاخر لأعيش بصورة طبيعية، لعل مجتمعي يستيقظ من غفلته وسباته القاتل التي اصبح يهدد كل فرد يعيش به، على قول المثل الشعبي " ما بتصفى حتى تتعكر".

ختاماً وليس لي ولكم الختام من اجل معالجة الظاهرة والتغلب عليها، اناشد كل شخص ذي انسانية وضمير حي واعضاء القائمة المشتركة والشرطة والمجالس المحلية واللجان معاً يداً بيد لإيقاف هذا العنف والقتل والمشاهد الوحشية، الذي نحن الانسان من صنعها بيده، نحن مسؤولين أمام رب السماء لإنقاذ أولادنا ومجتمعنا. اكتب، لعل مجتمعنا يصحو من سكرته ويعود إلى حياته الطبيعية النقية الصافية خالية من رائحة الدماء والبارود فهل من يسمع؟.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة