الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

سجين الماضي/ بقلم: نسرين طعمة

كل العرب
نُشر: 17/09/16 14:16,  حُتلن: 14:07

*ديالوج (حوار ما بين العقل والقلب)

العقل: 

الحياة تبتدىء بعويل الولادة
وتنتهي بحشرجة الموت
وما بين البداية والنهاية
شطرٌ نقرر عيشهُ بذواتنا
وحينها نبدأ باكتشاف الحياة
فالحياة التي تجرعّنا الحلاوة بيمينها
تسقينا المرارة بيسارها
وهذه الحياة التي نعرفها
تعانقنا احياناً كزهرةٍ تضمُ مياسمها
وتقذفنا مراراً برياحها
وأنا!! لطالما توقفت عند مفترق طرقٍ ولم أقرر!
لطالما أوقفت عقارب ساعتي فباغتتني الحياة بإستمرارها
وانا! ما أنا؟
هه! جثة تتحرك بلا حياة
جثة تتحرك دون أهداف

القلب:
يا خليلي, أتعلم أن هناك كثيرون على قيد الحياة
ولكنهم فقط يتحركون
آه يا خليلي ليتهم يعلمون معنى الحياة
أنا أسكن بعضُ الأجساد كمضخة دماء
قليلة تلك الأجساد التي أرقص بها حياً
أهتف بها حياً
وأصرخ بها ضاحكاً
يا خليلي كفاكَ
توقف عن التفكير وانسى
توقف عن التذكار وانسى
لا تُجسد ذكرياتك البائسه
لا تؤلم حاضرك
ولا تنهي مستقبلك
لا تقف عند ماضيكَ
إعصب جرحك الدامي
أحضني, فأنا قلبك الباكي
لقد سئمت أوجاعي

العقل:
سمعتها تهمس لي أطلقني حرة
حررني فقد سئمت القيود ومللت العيش فيكَ
أنجبني كما تلد المرأة
تألم وتلوع
وأنجبني
فكَ أسري
وأطلقني حرة طليقة
كعصفورٍ يشدو متهللاً
وانزعني عنكَ

القلب:
تمرد ولا تخشى أحداً
فكم من نفسِ بشرية أعاقت نفسها؟
وكم من نفسِ تعانق ماضيها وتضمهُ بشدة
كم من شخصِ يحيا ماضيه بتفاصيله
الماضي يُكبلكم حتى تصبحوا عبيداً لهُ
الماضي يجركم للخلف حتى تعيشوهُ
الماضي يخشى الموت
يخشى الرحيل
الماضي يسكن الذاكرة
والذاكرة تحمله من أمسنا الى يومنا
ومن يومنا الى غدنا
وكأنهُ ربة منزل جاهله
لا تنفك من تجميع الامتعة القديمة
وان قال لها قائل:
ما نفعكِ من هذا الكرسي المهشم؟
او من تلك القبعة الرثة؟
أجابتكَ بأن الكرسي عزيز عليها
لأن هذا الكرسي الذي كان "المرحوم"
يجلس عليه

كم من دمعةٍ حارقةٍ تسيل متلوعة
من وجع الماضي
وبصرخة متألمة وبصرخة مرتعشة أجابني العقل:
وأما نحن فدوماً على سفر
وإن تسألني: من أين والى أين؟
أجبك :-
من عبودية الموت الى حرية الحياة
من الجهل الى سناء المعرفة
من الظلمة الى النور
من اللاشيء الى منال النفس
أجل نحن سائرون الى اهدافنا
ونجري نحو قراراتنا
فأهدافنا أبناء لقراراتنا
لا تجعل ماضيكَ يحصرك
الماضي ليس أريكة للإسترخاء
بل إنه منصة للقفز نحو المستقبل
فأصرخ قائلاً:
إذ أَنَا أَنْسَى مَا هو وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى ما هُوَ قُدَّامُ، وأَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ

الرامة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة