الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 07:02

المثلي ضحية اغتصاب وتصفية جسدية

العرب
نُشر: 02/08/08 08:54

* اكتشفوا ان كمال شاذ جنسياً، من خلال حلاقة شعر صدره

* المثلي رامي: افضل الانتحار على أن تعرف عائلتي حقيقة اني لوطي

* يحرص اللوطي على ارتداء ملابس لا تفضح هويته الجنسية، ويتظاهر أمام معارفه بأن له صديقة يواعدها


شوارع بغداد ليست آمنة، لا يمكن للرجال والنساء من مختلف الطبقات والانتماءات السير فيها دون مواجهة المخاطر. غير أن الوضع يبدو أكثر سوداوية للمثليين والشاذين جنسيا. فإلى جانب تعرضهم للسحق الاجتماعي من قبل سائر الفئات، مع انتشار الأفكار الدينية، ورسوخ التقاليد الاجتماعية المحافظة، يمكن لهم بسهولة أن يكونوا ضحايا اغتصاب أو تصفية جسدية لا ترحم.



وتشير التقارير إلى أن المثليين من رجال ونساء، والذين كانوا موضع سخرية في ظل نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، تردت أوضاعهم بشدة - لسخرية الأقدار - من بعده، وباتوا هدفاً للمسلحين المقربين من اتجاهات دينية، وإن كان بعضهم قد أشار إلى علاقات جنسية سرية تجمعه بالمسلحين أنفسهم، بعيداًَ عن الأنظار.
ويروي كمال، وهو أحد المثليين العراقيين، وقد استخدم خلال المقابلة اسماً مستعاراً، أنه تعرض عام 2005، عندما لم يكن سنة يتجاوز 16 عاماً، للاختطاف من قبل مجموعة مسلحة، عمد أفرادها إلى سحبه داخل سيارتهم من أحد شوارع العاصمة العراقية للمطالبة بفدية. غير أن الرعب الحقيقي بالنسبة لكمال لم يبدأ إلا في وقت لاحق، عندما طلب منه المسلحون خلع قميصه، ليكتشفوا أنه شاذ جنسياً، من خلال حلاقة شعر صدره.



ويروي كمال، وهو يبكي، تفاصيل حكايته قائلاً: "طلبوا مني نزع كل ملابسي وإلا سيقتلونني في الحال.. وكانت هذه أتعس لحظات حياتي.. راقبتهم يخلعون ملابسهم لاغتصابي.. فلم أعرف ماذا أفعل.. فبدأت أصرخ قائلاً: أرجوكم ألا تفعلوا هذا.. سأطلب من عائلتي منحكم ما تريدون." لكن استغاثات كمال لم تلق آذاناً صاغية.
وعرّاه المسلحون بالقوة، ويقول بعدها إنه "شاهد ثلاثة حيوانات وسخة تحاول افتراس جسدي." واحتجز كمال لمدة 15 يوماً، ولم يطلق الخاطفون سراحه إلا بعد أن دفعت عائلته 1500 دولار فدية.
ويقول المثلي العراقي الشاب، إنه تعرض للاغتصاب كل يوم، ولم يتمكن من مخاطبة عائلته خلال اختطافه سوى مرّة واحدة، قال خلالها إنه يتعرض للضرب، لأن الخوف والخجل من "العار" منعاه من الإشارة إلى تعرضه لاعتداء جنسي وحشي.



وتحدث كمال ورامي صديقة (21 سنة) عن تفاصيل حياتهما، وقد قالا إنهما يتجنبان تماماً إظهار مشاعرهما تجاه بعضهما أمام الناس، ويقضيان أوقاتهما في مقاهي الانترنت للتعرف على مثليين آخرين ، عبر غرف الدردشة العراقية والاتصال بهم.
ويعيش رامي وكمال حياتهما الجنسية بصورة سرية في بغداد، لإبعاد ما يقولان أنه "عار" عن عائلاتهما. ويشير رامي إلى أنه "يفضل الانتحار على أن تعرف عائلته أنه لوطي."

سان فرانسيسكو ولاية المثليين
كما يلفت إلى أنه يحرص على ارتداء ملابس لا تفضح هويته الجنسية، ويتظاهر أمام معارفه بأن له صديقة يواعدها.
ولدى سؤاله عمّ قد تفعله عائلته إذا علمت بهويته الجنسية يقول: "سيحاولون إقناعي بالتخلي عنها، وهذا أمر لا يمكنني فعله.. الأسوياء يعجزون عن العيش في العراق، فتصور كيف ستكون حياة الشواذ؟"
وتشكل مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، المعروفة بأنها "عاصمة الشاذين جنسيا" مقصدهم الرئيسي.



القانون يحمي المثليين ومع ذلك يعانون
ويشير تقرير للأمم المتحدة صدر نهاية عام 2006، أن القانون العراقي يحمي المثليين، إلا أنهم يتعرضون مع ذلك "للعنف والوحشية".
ويؤكد التقرير أن عناصر بعض التنظيمات المسلحة تبعث برسائل لعائلات المثليين تهدد فيها باستهداف أفراد من العائلة، إذا لم يصار إلى تسليم الشاذ إليها أو تصفيته.
من جهته، يقول سكوت بورتمان، الناشط في جمعية "هارتلاند ألاينس" التي تهتم بحقوق الإنسان إن المجتمع العراقي ينظر إلى اللوطيين والسحاقيات على أنهم "مستورد غربي" وليسوا من نسيجه، الأمر الذي يجعلهم عرضة للاستهداف من الجماعات التي ترفض ممارساتها وتربطها بالغرب المكروه من قبلها.

مقالات متعلقة