الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 02:02

النواب العرب عن من؟! ولمن؟!/ بقلم: أحمد فياض محاميد

كل العرب
نُشر: 21/07/16 12:54,  حُتلن: 12:57

أحمد فياض محاميد في مقاله:

على النواب العرب أن يستوعبوا بأنّ الجماهير العربية في إسرائيل قد انتخبتهم ليمثلوهم وليعملوا من أجل مصالح منتخبيهم ولكن على ما يبدو فإنّهم أشغلوا أنفسهم في قضايا مزاودات مختلفة لأغراض إعلامية لا غير

الظروف والعوامل التي يخضع لها الطالب في هذا التوقيت من صيام وتوقيت الامتحانات وغيرها تقلل من فرص نجاحهم ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم تحقيق آمالهم

الطالب يُمتحن وهو صائم أي بلا طعام ولا شراب بلا شك فإنّ هذه الظروف تحدّ من إمكانيات النجاح لأن الطالب يقوم بمجهود ذهنيّ يتطلّب طاقة فكريّة تمتدّ قوتها من الطاقة الجسدية ومن أين يمكن أن تتوفر هذه الطاقة؟

بداية أود أن أشير بان آرائي ليست حقيقة مطلقة وهي بعيدة كل البعد عن ذلك. اتناول ظواهر اجتماعية نتيجة سلوكيات انسانية واحاول تحليلات من خلال الزاوية التي اقف بها. وانظر منها للحدث، ربما شخص آخر يقف في زاوية مختلفة من الممكن ان يفسر نفس الحدث تفسيرا آخر وهذا هو المطلوب. الحقيقة المطلقة هي فقط في العلوم الدقيقة وبها ايضًا لحد ما، مجال للشك بينما العلوم الانسانية، تخضع لعدة متغيرات ولهده الاسباب فهي تخمن تخمينا مثلما هي قابلة لصواب هي ايضًا قابلة للخطأ. كما أود أن أشير الى ما قالة الفيلسوف الفرنسي رولن بارت: "بأن كل ما يكتب من قبيل أي كاتب أن كان هو ملكه الشخصي، طالما هو في حوزته ولكن حينما ينشر الى الملأ فهو يصبح ملكًا لجمهور وكل قارئ من حقه أن يفسر كما يشاء، لذا عدد المفسرين لنص ان كان هو يساوي عدد قرائه وهذا حق مشروع. ولان بعد ما بنيت هذا الجسر بيني وبين القارئ اعتقد في بإمكاني أن أخوض صلب الموضوع.

كنا نتوقع من "النواب" العرب من خلال عملهم الدبلوماسي في الكنيست ان يكونوا بمثابة جسر للتوصيل بين الشعبين وتحسين ظروف معيشة منتخبيهم. فبدلا من ذلك، يتنافسوا بين بعضهم البعض حول من هو قادر اكثر على استفزاز الطرف الآخر. وهكذا استطاعوا بناء سد ليفصل بين الشعبين وزيادة الهوا بينهم، ومثلما يقال: "بدل ما يكحلوها عاوروها". كما عليهم أن يستوعبوا بأنّ الجماهير العربية في إسرائيل قد انتخبتهم ليمثلوهم وليعملوا من أجل مصالح منتخبيهم. ولكن على ما يبدو فإنّهم أشغلوا أنفسهم في قضايا مزاودات مختلفة لأغراض إعلامية لا غير، فكان من واجبهم، ولو أدبيًّا أنْ يكرسوا قسطا من العمل ولو القليل، من أجل الجماهير التي انتخبتهم لكي ينوبوا عنهم في السلطة التشريعية.

على سبيل المثال، خلال شهر رمضان المبارك آلاف من الطلاب العرب تقدموا إلى امتحانات البجروت راجين أن يقبلوا للدراسة في الجامعات، ولكنّ الظروف والعوامل التي يخضع لها الطالب في هذا التوقيت من صيام وتوقيت الامتحانات وغيرها تقلل من فرص نجاحهم، ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم تحقيق آمالهم وخاصة لأن الطالب يتعرض إلى أسوأ عوامل من شأنها أن تؤثر سلبيا على استغلال المهارات الإدراكيّة وما فوق الإدراكيّة.

فعلى سبيل المثال الصوم الذي يتخلله جوع وعطش إضافة إلى الطقس الحار، وتوقيت الامتحانات ما بعد الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وهو توقيت سيء ينهك التفكير لأنّ الانسان غالبا يكون في هذا التوقيت أقل نشاطا فكريًّا، أضف إلى ذلك بأن الطالب يُمتحن وهو صائم أي بلا طعام ولا شراب؛ بلا شك فإنّ هذه الظروف تحدّ من إمكانيات النجاح لأن الطالب يقوم بمجهود ذهنيّ يتطلّب طاقة فكريّة تمتدّ قوتها من الطاقة الجسدية ومن أين يمكن أن تتوفر هذه الطاقة؟ وخاصة حين يكون الإنسان جائعا ويفتقر إلى كمية الغلوكوز التي يحتاجها المخ لكي يتمكن من القيام بالوظائف المطلوبة منه، أضف إلى ذلك أنّ نسبة عالية من الطلاب يتعرضون إلى ارتباك وتوتر وذعر عند الامتحان لأن هورمون الأدرينالين يرتفع ويؤثر سلبًا على أداء الطالب، ومن النصائح الناجعة في مثل هذه الحالات شرب كمية كبيرة من الماء لأن الماء يقلل من نسبة الأدرينالين في الدم ممّا يبعث على الهدوء.

وهنا نتساءل كيف من الممكن أن يتناول الصائم الشراب والطعام؟ وما هي النتيجة المرتقبة في مثل هذه الظروف؟ أليس فشل الطالب في هذه الحالة يعود إلى عدم إتاحة المناخ المناسب لتأدية الامتحان؟! نحن نعلم بأن تحصيل الطالب سيكون أقل بكثير مما لو كان يخضع للامتحان بظروف عادية. هناك من يقول: "لقد منح الطلاب زيادة في الوقت تعادل ربع ساعة في كلّ امتحان". هذه زيادة في الظروف التي يخضع لها الطالب أي الصيام فهي "لا تغني ولا تسمن من جوع". من باب التذكير فقط لا غير للحصر وليس للكسر، لدى الديانة اليهودية يصادف يوم واحد في السنة يطلق عليه يوم الغفران، وهو يعتبر يوم عطلة عامّة في جميع المؤسسات في الدولة، بينما الطلاب العرب يُمتحنون في أصعب الظروف وفي امتحانات مصيرية.

كنا نتوقع كل من: "عطوفة" النائب جمال زحالقة و"فخامة" النائب باسل غطاس و"علو" النائبة حنين الزعبي أن يتعاطفوا ولو قليلا مع جمهور ناخبيهم، الذي بفضل أصواتهم وصلوا إلى هذا المنصب، وقد آن الأوان أن يستفيق أعضاء الكنيست العرب من سباتهم وأن يعملوا لصالح ناخبيهم وأن يكفوا عن رفع الشعارات الرنانة، عليهم أن يعلموا بأن صوت العمل أقوى بكثير من صوت الكلام!!! فأين أنتم؟ لِمَ تحاولوا أن تغيروا مثل هذه الظروف المجحفة بحق طلابنا؟ وما الفائدة المرتقبة منكم؟ أنتم مثل "الأطرش في الزفة". وإليكم هذه الرواية يروى عن شخص من بلادنا سافر الى الديار المقدسة ليؤدي فريضة الحاج فالتقاء هناك برجل كاهل من تلك الديار فسأل الرجل الكاهل الحاج: من أين أنت؟

الحاج: من فلسطين من بيت المقدس.
الكاهل: ما هي احوال قوم فلسطين؟
الحاج : فلسطين احتلت على ايدي قوم آخر.
الكاهل: ومن هو القوم الذي احتلها؟
الحاج: اليهود اقاموا دولتهم على أرض فلسطين عام 1948 ومن بعد 1967 احتلوا أيضًا مساحات واسعة ومن ضمنها بيت المقدس.
الكاهل تساءل في دهشة: هل حدثتم مالكنا في ذلك؟ لو كان على علم بذلك لهزمهم.

نعم الملك لم يعلم بذلك، وأنتم ايضًا لستم على علم بذلك بأن آلاف الشبان الذين تنوبون عنهم في الكنيست تقدموا الى الامتحانات البجروت المصيرية وهم جائعون وظمئون!!! وهنا يجوز لنا السؤال: ما الفائدة من راعٍ لا يلم في امور رعيته؟!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة