الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 04:01

نعمة الأطفال/ بقلم: يثرب سعيد

كل العرب
نُشر: 28/06/16 17:15,  حُتلن: 17:32

يثرب سعيد في مقالها:

أتمزق وجعا على كل طفل يفارق هذه الحياة دون أن يرتوي من حلوها ومرها، ودون أن يستكفي من ألعابه وشقاوته وطفولته

يا رب افتح عيون السائقين للمحافظة على شقاوة اطفالنا لقلة وجود اماكن ترفيه في بلداتنا تحتضن اطفالنا بأوقات لعبهم في الشوراع

عصفت بنا في الآونة الأخيرة موجة من الأحزان نتيجة حوادث عديدة ونسيان اطفالنا في مركباتنا البيتية، عفوا هذه ليست قضاء وقدرًا إنّما نحن صناع هذه الحوادث الأليمة التي خطفت اطفالنا منا وعشنا حصرتهم ونتضرع لغيابهم وجعًا.

اعلم أن ضغوطات الحياة مسيطرة على عقولنا وتفكيرنا مما جعلنا في بعض الأحيان ننسى من يتكلم معنا، ومن يجلس بجانبنا، وماذا نريد أن نفعل ونعمل في يومنا؟ وإلى أين سنذهب في ضجيج هذه الحياة.

نعم سرقتنا اهتماماتنا المالية ومشاكلنا المتشعبة التي لا توجد لها نهاية في حياتنا واعطائها الحيز الكبير من حياتنا. انني حزينة جدًا وأتمزق وجعا على كل طفل يفارق هذه الحياة دون أن يرتوي من حلوها ومرها، ودون أن يستكفي من ألعابه وشقاوته وطفولته.

اكتب الآن عن هذه الظاهرة، وليس من باب التأنيب والتذنيب للأهل، إنّما حفاظًا على ضحكة أطفالنا التي ستختفي من بيوتنا دون سابق انذار، دون التفكير بأنّه سيحدث معنا كما حدث مع غيرنا.

بالأمس قرأنا عن طفل غفل عنه والديه وتركوه في السيارة، لو لمنا الوالدين وشتمنا تربيتهم وأسوبلهم لعدم المحافظة على طفلهم، واليوم وغدًا سوف يحدث معي ومعك ومع الجميع كهذه الحالة، لم اصرح بأن كل الاهالي مقصرين تجاه اطفالهم او مهملين بحقهم.

أناشد جميع الأهالي ليس فقط المتزوجين وانما جميع الفئات لنحافظ على اطفالنا ليس من الضروري أن يكونوا من احشائنا، ممكن طفل اخاك او اختك وغيرهم يرافقك في سيرك فلنتذكر وجودهم، فلنحرص ونحافظ على اطفالنا التي رزقنا اياهم الله سبحانه وتعالى لتكن نعمة ومواليد سعادة في حياتنا ليسوا ليخطفهم الموت من بين ايدينا بظروف قاسية ومأساوية.

عندما أرى طفلًا يلهو ويلعب في الشارع وفي مناطق خطرة، كأنها نارا وتشتعل بقلبي، وابدأ بالتفكير والخوف ماذا سيحدث له؟ هل سيصل سالمًا لوالديه؟ يا رب احمِه، افتح عيون السائقين للمحافظة على شقاوة اطفالنا لقلة وجود اماكن ترفيه في بلداتنا تحتضن اطفالنا بأوقات لعبهم في الشوراع.

مأساة الطفلين محمد واحمد من دير الأسد حرقت قلوبنا جميعا، ايقظتنا من سباتنا العميق وتصبح روتينا بحياتنا. نقرأ عن الحادث، نلوم الأهل وننتقل للخبر التالي. بسبب الوجع الذي اعتراني بدأت افكر بالخطوة الاولى التي ممكن أن افعلها لتقليص هذه الظاهرة، لإطالة ضحكة اطفالنا بيننا بشقاوتهم وسعادتهم وحزنهم.

وفي النهاية اختصر بخير الكلام ما قل ودل، اطفالنا نعمة وهبنا الله إيّاهم لنتعكز عليهم في حياتنا، وضعهم أمانة بين ايدينا ليحين وقت عودتهم اليه.

مقالات متعلقة