الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 12 / مايو 00:02

بين حماسة هولاند ولا مبالاة أوباما!/بقلم: الياس الديري

كل العرب
نُشر: 15/05/16 07:45,  حُتلن: 07:50

الياس الديري في مقاله: 

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يرفض الرضوخ للواقع اللبناني والفراغ المفروض

اطَلَعتُ، مصادفة على تحليل حديث التاريخ يتناول الأعاصير والحروب الفتّاكة التي دمَّرت ثلاثة أرباع هذه المنطقة، وفرضت على لبنان "حرب الفراغ الرئاسي والاستسلام لواقع الحال"، وإلا سيُصاب بما أصاب الآخرين من حوله وحواليه

أوباما لم يظهر أيّ حماسة أو اهتمام للوضع في لبنان لجهة الفراغ الرئاسي على الأقل ولا بالنسبة الى ما تتقلَّب فوق نار حروبه أربع دول عربية، فهو لا يريد العودة إلى ماضي "الحروب الخاسرة بمجملها"

الإدارة الأميركية والمؤسَّسات الرئيسيَّة ليست راضية عن هذه اللامباراة تجاه تصرُّفات إيران على ما يقال "والتي لا تزال تحلم بعودة تاج الأمبراطوريَّة الى فضائها"

على رغم التحليلات والترجيحات التي ترشِّح الفراغ الرئاسي للاستمرار أشهرًا إضافيَّة، ريثما يدخل رئيس أميركي جديد البيت الأبيض، فإن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يرفض الرضوخ للواقع اللبناني والفراغ المفروض.

ولا يكتفي بالرفض، والتأفُّف، والاتصالات الهاتفية، بل يضاعف مساعيه وجهوده مع هذا الرئيس وتلك العاصمة الصديقة، وذلك "المقام" الذي يتمتَّع باحترام دولي... محاولاً اقناع الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ موقف صريح وجدّي في وجه إيران، لاصرارها على إبقاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني قيد الأسر والاحتجاز...
وعلى أساس نحاول رئيساً لهذا اللبنان اليتيم، أو نفشل فنعذرا. لا استسلام في الأليزيه لهذا الواقع العدواني. ولا تراجع عن المحاولات مع واشنطن، وإن تكن سياسة أوباما لمرحلة ما تبقّى من رئاسته تراوح بين التأجيل الطويل الأمد، ورفض كل ما من شأنه إزعاج خاطر طهران.
أما بالنسبة إلى العوامل الكامنة خلف هذه السياسة الخرقاء، فقد لا تخلو من "بصمة" للوبي الصهيوني الذي "يمون" على ما هو أكثر وأهم... على ما يروي المقرّبون من المجالس بالامانات.
اطَلَعتُ، مصادفة على تحليل حديث التاريخ يتناول الأعاصير والحروب الفتّاكة التي دمَّرت ثلاثة أرباع هذه المنطقة، وفرضت على لبنان "حرب الفراغ الرئاسي والاستسلام لواقع الحال"، وإلا سيُصاب بما أصاب الآخرين من حوله وحواليه.
وورد في التحليل أيضاً: ان الرئيس أوباما لم يظهر أيّ حماسة أو اهتمام للوضع في لبنان لجهة الفراغ الرئاسي على الأقل. ولا بالنسبة الى ما تتقلَّب فوق نار حروبه أربع دول عربية، فهو لا يريد العودة إلى ماضي "الحروب الخاسرة بمجملها".
فاكتفى حتى الآن، وعَبْر سياسة التردُّد والانكفاء، "بنزهات وزير خارجيّته جون كيري التي لا تسمن، ولا تنهي حروباً، ولا تجعل النيران تصل إلى أصابع الدولة العظمى".
لكنَّ الإدارة الأميركية والمؤسَّسات الرئيسيَّة ليست راضية عن هذه اللامباراة تجاه تصرُّفات إيران على ما يقال. "والتي لا تزال تحلم بعودة تاج الأمبراطوريَّة الى فضائها".
أما بالنسبة الى ترك أوباما الشرق الأوسط في مهب حروب قاسية لم يعرف مثلها العالم العربي منذ انطفاء الامبراطوريَّة العثمانيّة، فإن الجميع باتوا على اقتناع بأن "لا مواقف أميركيّة جديدة وجادة، إلا بعد مغادرة أوباما البيت الأبيض، وحلول رئيس قوي وابن بجدتها محله".
إنما هذا لا يعفي اللبنانيّين من مسؤوليَّة الفراغ الرئاسي وتداعياته المدمِّرة، والتي أفرغت لبنان حتى من مناخه.
الاهتمام بالانتخابات البلدية والاختياريَّة مرحَّبٌ به للغاية. والتطلُّع الى انتخابات نيابية بقانون جديد يُستقبل بالتشجيع. المهم ألاّ يصبح الفراغ الرئاسي من الثوابت اللبنانيّة.

* نقلا عن صحيفة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة