الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 11:02

عدة امور تحكم ضربة اسرائيلية قادمة لغزة؟ / د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 25/04/16 19:20,  حُتلن: 07:14

د. هاني العقاد في مقاله: 

شعبة الاستخبارات الاسرائيلية "آمان" تحدثت مؤخرًا تحدث عن ثلاث سيناريوهات للوضع في غزة وإمكانية نشوب مواجهة جديدة أولها أن حماس يمكن أن تسعى لتغيير الواقع بعملية خطف جنود

قد تؤجل اسرائيل أي حرب قادمة على غزة حسب متطلبات المرحلة وحسب متطلبات إختيار التوقيت المناسب على المستوى الداخلي الإسرائيلي والمستوى الدولي ومدى تجهيز الرأي العام الدولي لذلك

إذا شعرت اسرائيل أن كافة مخططاتها فيما يتعلق في استدامة الإنقسام لإخراج غزة في اللحظة المناسبة من الصراع وتجزئته قد فشلت وايضاً نجاح أي حل دولي مستقبلي قائم على أساس دولة فلسطينية مستقلة، فإنها لن تبقى على قوة المقاومة العسكرية في غزة على حالها

منذ فترة والاعلام الإسرائيلي ينقل تحريض ضباط الجيش الاسرائيلي والاستخبارات والقادة السياسيين على غزة ويطالبوا بشن عملية عسكرية جديدة بهدف اضعاف المقاومة الفلسطينية بشكل عام وحماس بشكل خاص وبالتالي إبتزاز هدنة طويلة الأمد تفرض فيها إسرائيل شروطها، لم يبقى أحد في اليمن الحاكم ولا حتى المعارضة ولا اليمين غير الحاكم ليبرمان الذي يناكف حكومة نتنياهو إلا وأوصى بتوجيه ضربة قاسمة لغزة، تعززت تلك المطالبات بعد ان أعلن الجيش الاسرائيلي إكتشاف نفق قديم على حدود غزة، وبعد العملية الأخيرة التي اعتبرها الكثيرون بداية مرحلة جديدة من الصراع واعتبرها صقور اليمن أنها جاءت لتقوي وجهة نظر المحرضين على الحرب وتبطل أصوات من يطلبوا بغير ذلك، نعم العملية قد تشكل عامل ارتكاز لدعاة الهرولة للحرب في الكابينت الاسرائيلي المصغر وقد تكون وضعت اسرائيل في تصور واحد لا اكثر ولا اقل وهو مدى نجاح كل عمليات الردع الاسرائيلية للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة على السواء، لذا فان السؤال التالي لهذا هل حالة الإشتباك الحالية تنذر بحرب جديدة على غزة تحاول فيها اسرائيل تحقيق جملة من الأهداف اولها إبقاء حالة الردع الاسرائيلية في أحسن حال وخاصة ان حالة الاشتباك الحالي في مرحلة تعقيد الان والمشهد متدهور الى الدرجة التي قد تفضي في القريب العاجل الى تلاشي حالة الهدوء غير المرغوب فلسطينيا في ظل الحصار الخانق والمستمر منذ تسع سنوات حتى الان.

شعبة الاستخبارات الاسرائيلية "آمان" تحدثت مؤخرًا تحدث عن ثلاث سيناريوهات للوضع في غزة وإمكانية نشوب مواجهة جديدة أولها أن حماس يمكن أن تسعى لتغيير الواقع بعملية خطف جنود خاصة وهذا اعتبرته خيار ضعيف، والسيناريو الثاني تنفيذ القسام لهجمات عبر الإتفاق إذا ما ايقن أن كشفها بات قريبا وهذا اعتبرته الشعبة ايضا خيار ضعيف، أما الخيار القوي والمرجح هو تدحرج للأمور بشكل غير مقصود ليصل الى نقطة اللا عودة على غرار ما حدث في العام 2014، إذا ما قرأنا تلك السيناريوهات جيدا نعرف أن اسرائيل بالفعل ترجح الخيار الثالث وهو الأقرب لإمكانية أن تقوم اسرائيل بتنفيذ عملية مباغتة لاغتيال احد القادة العسكرين للمقاومة في غزة بغض النظر عن تداعيات ما قد يفضي اليه الأمور على الارض وخاصة انها تخشي قيام حماس بعمل ما يهدف لتغيير الواقع وتحريك الأوضاع لصالحها ، (اساف غيبور) مراسل الشؤون العربية لموقع "أن آر جي" العبري تساءل عن ما يمنع إسرائيل من إتخاذ القرارات المناسبة اللازمة لمواجهة مخاطر الأنفاق في غزة، ولماذا لا تذهب للحرب مع حماس بحيث تكون قادمة للقضاء عليها وليس لإضعافها فقط الا انه قال أن هناك قرار سياسي اتخذ خلال الحرب الأخيرة بعدم القضاء على حماس وإبقائها حية لكن ضعيفة في غزة وهذا قد يمثل نوعا من إقرار اسرائيل بأهمية توجيه ضربة للمقاومة في غزة دون أن تفضي لحرب استنزاف طويلة او احتلال كامل للقطاع، أما المراسل العسكري لموقع "ويلا" (أمير بوغبوط) نقل عن (عاموس كوهين) قائد كتيبه الناحل المسؤولة عن الأمن في حدود غزة إلى أن التهديد الحقيقي في غزة يتمثل في إستعادة أي جندي إسرائيلي يتعرض للإختطاف من قبل مسلحي حماس، حيث سيقوم الجنود بملاحقة الخاطفين حتى داخل الأنفاق، وهذا قد يؤدي الى تدحرج الأمور الى مواجهة كبيرة لا تريدها اسرائيل في الوقت الحالي.

قد تؤجل اسرائيل أي حرب قادمة على غزة حسب متطلبات المرحلة وحسب متطلبات إختيار التوقيت المناسب على المستوى الداخلي الإسرائيلي والمستوى الدولي ومدى تجهيز الرأي العام الدولي لذلك، لكن هناك عدة أمور تحكم مدى هرولة اسرائيل لتنفيذ الضربة العسكرية لغزة ، أولها مدى نجاح الفلسطينيين في توحيد جبهتهم السياسية وقدرتهم على إنهاء الإنقسام، وهناك عامل آخر وهو مدى التقدم السياسي الذي ستحرزه فرنسا في موضوع المؤتمر الدولي للسلام ومستوي الضغط الذي يمكن أن تمارسه لجنة الضغط الدولي التي سوف تشكلها فرنسا في هذا الاتجاه، وإذا شعرت اسرائيل أن كافة مخططاتها فيما يتعلق في استدامة الإنقسام لإخراج غزة في اللحظة المناسبة من الصراع وتجزئته قد فشلت وايضاً نجاح أي حل دولي مستقبلي قائم على أساس دولة فلسطينية مستقلة، فإنها لن تبقى على قوة المقاومة العسكرية في غزة على حالها خوفا من أن تصبح هذه القوة يوما من الأيام حامية ظهر الدولة الفلسطينية القادمة، ولأن اسرائيل غالبًا ما تعتقد أن الحلول التي تأتي بعد الحروب افضل من تلك التي تفرضها الإرادة الدولية هنا قد تهرول اسرائيل لضربة سريعة ومكثفة لغزة تختلف كليا عن سابقاتها لتقود في النهاية لهدنة طويلة الأمد تكون المدخل لحل سياسي تريده اسرائيل تتوسط فيه أطراف دولية وعربية وبالتالي تسقط كل المساعي الدولية لحل الصراع على أساس حل الدولتين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة