الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

قلنسوة: 550 إصابة بالسرطان تخيف السكان وحزن على فقدان ضحايا المرض

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 08/02/16 13:34,  حُتلن: 19:46

أمير عودة زوج المرحومة هبة عودة:

مررنا بتجربة صعبة للغاية فزوجتي عانت من المرض مدة خمس سنوات ونحن كذلك عانينا معها

أتوجه لكل انسان ومسؤولين ولكل من يهمه الأمر أن تكون هنالك ثورة لبحث أسباب إنتشار مرض السرطان

قبل أعوام كنا نفقد اشخاصا كبار في السن أصيبوا بالسرطان بينما اليوم نفقد شباب وشابات صغيرة في السن

ماهر مخلوف شقيق المرحوم مهران مخلوف:

شقيقي اكتشف أنه مصاب بالمرض خلال ممارسته لرياضة كرة القدم فعندما كان يلعب الرياضة كان يشعر في كثير من الأحيان بآلام في رجله
 

لو كان مهران حيا لقدم النصيحة لكل انسان بإجراء فحوصات طبية وعدم الإستهتار بالأمر

نطالب بالكشف عن أسباب إنتشار المرض من خلال إقامة لجنة خاصة، وآمل أن يكون شقيقي آخر حالة وفاة

الناشط نواف زميروا:

أكثر من 450 شخصا من سكان مدينة قلنسوة من الرجال والنساء والأطفال مصابون بمرض السرطان وربما عشرات الحالات غير المعلن عنها

الى متى نقف متفرجين وغير مكترثين بمصائر ومستقبل اطفالنا لماذا لا نبحث عن أسباب تفشي هذا المرض في بلدتنا؟
 
عصام تايه عضو بلدية قلنسوة:

فقدنا خلال اسبوع زهرتين من البلدة وهما هبة عودة والأخ مهران مخلوف املا من الله أن يصبر أهلهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان

موضوع السرطان يجب أن نولي له أهمية كبيرة جدًا فبحسب الإحصائيات التي نعرفها من خلال صناديق المرضى والمسؤولين أن قلنسوة فيها أكثر من 600 حالة 

هنالك وباء أصبح ينتشر في قلنسوة بشكل خاص، والأسباب هي كثيرة، مثل الأنتينات الخليوية، ووادي اسكندر الذي يمر من وسط البلدة 

عبد الباسط سلامة رئيس بلدية قلنسوة:
الإحصائيات التي تصلنا تشير الى أن قلنسوة تتصدر لائحة هذا المرض الخبيث الذي ما زال يقطف من أزهارنا

أعتقد بأن السبب الرئيسي هو التلوث البيئي وخاصة المواد الكيماوية كذلك جبال المزابل التي من حولنا والتي لا نعرف على ماذا تحتوي

سوف نستعين بخبراء عربا ويهودا وإذا لزم الأمر سنتصل بخبراء من خارج البلاد وانا على إستعداد لتخصيص وقت وميزانية حتى نعثر عن إسباب إنتشار هذا المرض

يعيش أهالي مدينة قلنسوة بحالة من الألم والقلق بسبب إنتشار "مرض السرطان" الذي أدى وفقا للإحصائيات الواردة الى أكثر من 550 حالة مرضيّة من كافة الشرائح، لا سيما أن أسباب هذا المرض حتى هذا اليوم غير واضحة، فهنالك من يدعي أن الأسباب ناجمة عن إنتشار المزابل والنفايات، وآخرون يشيرون  الى أن السبب هو الأنتينات الهوائية المخفية داخل البيوت وعلى أسطحها، وقسم آخر يدعي بأنّ وادي اسكندر الذي يمر من وسط قلنسوة هو أحد المسببات لهذا المرض الخبيث كونه يجرف معه الأوساخ.


عبد الباسط سلامة - رئيس بلدية قلنسوة في حديثه للعرب


أمير عوة - زوج المرحومة هبة عودة 


ماهر مخلوف وزياد مخلوف- شقيق وقريب المرحوم مهران مخلوف 


عصام تايه - عضو بلدية قلنسوة 

فقدان شابة 
في الاسبوع الماضي فقدت مدينة قلنسوة شخصين عانا من مرض العضال لأكثر من ثلاث سنوات، الوفاة الأولى كانت للشابة الصيدلانية هبة عودة (35 عامًا) التي تركت وراءها زوجا وطفلين. بالرغم من كل المحاولات لإنقاذ حياتها التي باءت بالفشل، إلا أنها بقيت صامدة وشامخة حتى أنفاسها الأخيرة.
وبعد يومين من فقدان الشابة هبة عودة، فجعت البلدة بخبر وفاة الشاب مهران مخلوف (30 عامًا) الذي اكتشف إصابته بهذا المرض بعد زواجه باسبوع، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش بأجواء حزينة، لكنه في نفس الوقت كان يثابر من أجل مواجهة المرض، ولم يبق سوى أن أقر الأطباء وفاته تاركا وراءه زوجه وطفلة. كما وتوفيت الحاجة خاتمة سلامة (59 عامًا) قبل شهر تقريبًا، وهي شقيقة رئيس بلدية قلنسوة، وذلك بعد أن تعرضت لنفس الإصابة. وفي العام الماضي توفي الحاج احمد سلامة (76 عامًا).

موقع العرب وصحيفة كل العرب التقى مع عائلات الضحايا الذين تحدثوا بإسهاب عن موضوع مرض السرطان وأسبابه وعن المعاناة التي مروا بها خلال الفترة الأخيرة.


أمير عودة - زوج المرحومة هبة عودة 

تجربة صعبة 
هذا، وفي حديث خاص مع أمير عودة زوج المرحومة هبة عودة، قال: "مررنا بتجربة صعبة للغاية، فزوجتي عانت من المرض مدة خمس سنوات، ونحن كذلك عانينا معها، وبصعوبة تعاملنا مع الأمر، لدرجة انه في بعض الحالات لم اجد حلولا للعقبات التي كنا نواجهها. عملية العلاج لم تكن بسيطة، وأمل أن لا تصاب أي عائلة بهذا المرض".
وأضاف قائلا: "الحمد لله أن زوجتي بقيت صامدة حتى أنفاسها الأخيرة، فهي دائما كانت تبذل كل ما بوسعها حتى تشعرنا بأنها قوية ومرحة، لكن في بعض الحالات كانت تصاب بالإحباط لعدم وجود أي أمل لعلاجها. عندما أتذكر هذه الأيام أشعر بحجم الألم والحزن الذي رافقنا، وعندما أرى اليوم شخصا مصابا ينتابني شعور حزين، ويذكرني بما مرت به زوجتي".
وفي نهاية حديث وجه أمير عودة رسالة وقال: "أود التوجه لكل انسان وللمسؤولين ولكل من يهمه الأمر أن تكون هنالك ثورة لبحث أسباب إنتشار مرض السرطان، لا أن نبقى مكتوفي الأيدي. من خلال تجربتنا هنالك أعداد كبيرة مصابة بالمرض، هنالك مصابون ولا علم لهم بإصاباتهم، لهذا السبب أتوجه للمواطنين بإجراء فحوصات طبية كي يتعدوا هذه المرحلة. الأمر الآخر لا بد من إقامة لجنة تحقيق وبحث في أسباب المرض ومحاولة إيجاد حلول حتى ننقذ على الاقل قسم من المصابين"، مضيفا: "قبل أعوام كنا نفقد اشخاصا كبار في السن أصيبوا بالسرطان، بينما اليوم نفقد شبابا وشابات وصغارا. كما يبدو هنالك أسباب بارزة للمرض وهي معروفة لدى الكثيرين، لكنهم يفضلون السكوت دون الكشف عنها".


ماهر مخلوف- شقيق المرحوم مهران مخلوف 

اكتشاف المرض
عائلة مخلوف فقدت ابنها مهران مخلوف الذي توفي عن عمر ناهز 30 عامًا، وهي لا تزال حزينة على مصابها الذي عانى الأمرين. ماهر مخلوف شقيق الضحية، قال في حديث خاص مع موقع العرب وصحيفة كل العرب: "شقيقي المرحوم كان انسانا خلوقا ومتواضعا وإجتماعيا وإنسانيا جدًا وفيه كل الصفات الحميدة والطيبة. المرحوم اكتشف أنه مصاب بالمرض خلال ممارسته لرياضة كرة القدم، فعندما كان يلعب الرياضة كان يشعر في كثير من الأحيان بآلام في رجله، وعندما ذهب لإجراء فحوصات طبية اكتشف الأطباء بانه مصاب بمرض العضال، وهذا الأمر وقع بعد زواجه باسبوعين".
ومضى وهو يقول: "بعد أن اكتشف المرض لم نصدق ما سمعناه، وقد دخلنا بحالة نفسية صعبة للغاية، ولم نتوقع أن يصاب في يوم من الأيام كونه انسانا رياضيا ولم يدخن في حياته، لكن هذا قضاء الله وقدره. مع كل الظروف القاسية بقينا الى جانب شقيقي طوال فترة مرضه ولم نفارقه بتاتا، بل حاولنا كل المحاولات لإنقاذه من المرض لكن دون جدوى".
واختتم حديثه قائلا: "لو كان مهران حيا لقدم النصيحة لكل انسان بإجراء فحوصات طبية وعدم الإستهتار بالأمر. نحن نطالب بالكشف عن أسباب إنتشار المرض من خلال إقامة لجنة خاصة، وآمل أن يكون شقيقي آخر حالة وفاة".

أمل لعلاجه
هذا، وفي حديث آخر لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع زياد مخلوف قريب المرحوم مهران، قال: "الحمد لله على كل حال. المرحوم مهران مر بمعاناة كبيرة وكان طوال الوقت لديه أمل لعلاجه. اليوم بعد الحادثة نصوب أنظارنا الى الأمام"، مضيفا: "كما هو معروف أن هناك أنتينات هوائية مخفية داخل البيوت، كذلك الاسبست والأوساخ التي تتواجد في واد اسكندر، وأمور اخرى التي قد تكون سببًا في إنتشار الأمراض، لذلك لا بد من إزالتها كي نحافظ على سلامة الجميع، فبلدتنا تفقد أشخاصا في ريعان شبابهم بسبب هذا المرض الخبيث. الى متى ستبقى هذه اللامبالاة؟. علينا أن نقف ونحارب المرض بكل الوسائل المتاحة أمامنا. كلي ثقة بأن تكاتفنا سيجلب نتيجة لتنظيف المناخ".


الناشط نواف زميروا

الى متى سنبقى متفرجين؟
وفي حديث مع الناشط نواف زميروا، قال: "أكثر من 450 شخصا من سكان مدينة قلنسوة من الرجال والنساء والأطفال أصيبوا بمرض السرطان، وربما عشرات الحالات غير المعلن عنها، واليوم يحصد هذا المرض الخبيث روح أم وأب في ريعان شبابهما، رحمهما الله ولذويهم وأسرتهم الصبر والسلوان، ونسأل الله أن نقضي على هذا المرض الذي اصبح يطال الكثير من العائلات". وأردف قائلا: "الى متى نقف متفرجين وغير مكترثين بمصائر ومستقبل اطفالنا، لماذا لا نبحث عن أسباب تفشي هذا المرض في بلدتنا؟ أين المسؤولين من جميع الأطر الجماهيرية المحلية؟ لماذا ننتظر حتى يفتك بنا جميعا؟ الجميع قلق وخائف ولكن لا مبادرات ولا دراسات ولا إفعال، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

الوضع البيئي لدينا خطير جدًا
وفي حديث آخر لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع عضو بلدية قلنسوة عصام تايه، قال: "بداية أود الإشارة الى اننا فقدنا خلال اسبوع زهرتين من البلدة وهما هبة عودة والأخ مهران مخلوف، املا من الله أن يصبر أهلهما وأن يلهمهم الصبر والسلوان. موضوع السرطان يجب أن نولي له أهمية كبيرة جدًا، فبحسب الإحصائيات التي نعرفها من خلال صناديق المرضى والمسؤولين أن قلنسوة فيها أكثر من 600 حالة إصابة بالسرطان، وهذه أعداد هائلة نسبيا والمخفي أعظم. هنالك وباء أصبح ينتشر في قلنسوة بشكل خاص، والأسباب هي كثيرة، مثل الأنتينات الخليوية، ووادي اسكندر الذي يمر من وسط البلدة ويجر معه نفايات ومجاري وأوساخ، كذلك إنتشار المزابل والجو غير النظيف. بإختصار شديد الوضع البيئي في بلدتنا خطير جدًا. نحن نطالب الجهات المسؤولة من وزارة الصحة وحماية البيئة وكل المسؤولين التعاون والبحث عن أسباب المرض الخطير، ونناشد كل من يشعر بالام معينة التوجه لإجراء فحوصات في الوقت المناسب، ونسأل الله أن يوفقنا في مشوارنا".


عبد الباسط سلامة رئيس بلدية قلنسوة 

البحث عن أسباب إنتشار المرض
هذا، وصرّح رئيس بلدية قلنسوة عبد الباسط سلامة قائلا في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "مرض السرطان مقلق للغاية وهو يتفشى في العالم بشكل عام، كما أن الإحصائيات التي تصلنا تشير الى أن مدينة قلنسوة تتصدر لائحة هذا المرض الخبيث الذي ما زال يقطف من أزهارنا. في الأسبوع الأخير فقدنا شخصين هبة عودة ومهران مخلوف، وانا شخصيا فقدت قبل شهرين اختا لي بنفس المرض وفي العام الماضي شقيقي توفي أيضا نتيجة إصابته بمرض العضال وفي عام 1992 توفيت والدتي لنفس الأسباب. هذه حالات مقلقة، والأكثر من ذلك حتى هذا اليوم لم يتم إكتشاف دواء لهذه الأمراض، لذلك نحن أمام مفترق طرق طويل، وعلينا أن نمكث فيه حتى نبحث عن الأسباب التي تقطع من أعمار المواطنين".

وأضاف قائلا: "أعتقد أن عدد الإصابات في قلنسوة إجتاز الـ450 حالة، وهنالك حالات التي لم تسجل في الإحصائيات. إن كثرة هذه الحالات في قلنسوة تضيء كل الأضواء الحمراء، وعليه سيكون لدينا في الأسبوع المقبل جلسة خاصة لهذه القضية التي ننظر إليها بمنتهى الخطورة، وسوف نستعين بخبراء عربا ويهودا وإذا لزم الأمر سنتصل بخبراء من خارج البلاد، وانا على إستعداد لتخصيص وقت وميزانية حتى نعثر عن إسباب إنتشار هذا المرض الخبيث، مع انني أعتقد بأن السبب الرئيسي هو التلوث البيئي وخاصة المواد الكيماوية، كذلك جبال المزابل التي من حولنا والتي لا نعرف على ماذا تحتوي، كذلك وادي اسكندر الذي يمتلئ على مدار السنة بالنفايات والأوساخ، وكما هو معلوم ايضا أن قلنسوة تكثر فيها الزراعة وهذا الأمر يتطلب موادا كيماوية، لذلك سنبحث في الأمر من خلال الجهات المختصة". 


عصام تايه عضو بلدية قلنسوة 


زياد مخلوف - قرب المرحوم مهران مخلوف 


الشاب المرحوم مهران مخلوف 


المرحومة هبة عودة 


المرحوم أحمد سلامة 


وادي اسكندر 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.81
USD
4.09
EUR
4.77
GBP
245810.83
BTC
0.53
CNY