الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 17:01

مجرد تساؤل/ بقلم: محمد نجيب الشرافي

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 06/10/15 07:11,  حُتلن: 07:12

محمد نجيب الشرافي في مقاله:

الرئيس مطالب بالتوجه فورا إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه على الأقل وحكومة التوافق الوطني بكافة أعضائها مطالبة بالتوجه إلى القدس وعقد اجتماع لها بين أهلها وشعبها

الاحتلال أقر خطة لـ "عبرنة" شوارع المدينة المقدسة ثم خطة حرب ضد رماة الحجارة والآن خطة لتهويد الأقصى فماذا نحن فاعلون؟ ليس المهم أن نشعل انتفاضة ثالثة ورابعة، بل أن نحدد ما نريد وكيف نصل لما نريد؟

في مشهد بات يوميا، يقتحم المستوطنون والجنود مسجدا للعبادة، سرعان ما يتحول المسجد إلى مرقص، عندها ينقلب المشهد إلى ساحة للمواجهات بين المصلين والعابثين. الاسرائيليون كلهم متدينون وعلمانيون يشتركون في الجريمة. انتهت حفريات فئرانهم أسفل الأقصى ولم تفلح في إيجاد أساسات للهيكل المزعوم فبدأ الحفر فوق الأرض بالعبث فيه وتحطيم أبوابه.

تدمير منهجي تدريجي وانتهاكات يومية تسعى من ورائه اسرائيل لكي يصبح عملا مألوفا ومقبولا وغير مُستهحن قبل الانتقال إلى الخطوة الثانية وهي تقسيمه زمانيا ثم تأتي الخطوة الثالثة نسفه من الأسفل أو قصفة بطائرة ليقال بعدها إن الطيار مجنون فيكون لهم ما يصبون إليه ويقيموا هيكلا أو فندقا أو مرقصا، عندها لا ينفع المسلمين ندما.
زعماء العالم الإسلامي لم يعودوا قادرين، أو غير راغبين في تحريك ولو مسيرة غضب ولا يملكون سوى الدعوة لعقد اجتماع عاجل قد يأتي ولا يأتي، وان عُقد فسقفه بيان لا يساوي الحبر الذي سال فيه.

السلطة الوطنية حريصة على توجيه الدعوات المتكررة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن، وهي تعلم أن المجلس لن يجتمع وإذا اجتمع فلن يقدم شيئا عمليا، وان فعل واصدر بيانا فسوف يدين "شغب" المتطرفين و"إرهاب" الفلسطينيين.

ضاعت فلسطين ومعها عاصمتها. تراجع حضورهما في خطاب بعض الفصائل وحل بدلا عنها مصطلح القطاع المحاصر حتى صارت غزة قِبلة الحجيج السياسي من قطر وتركيا وإخوان أوروبا.. صارت بيت حانون وبيت لاهيا والزنة أكثر قدسية من المسجد الأقصى. صارت بوابة رفح أكثر أهمية من باب المغاربة. ولم يفهم المتطرفون أننا سنقطع اليد التي ستمتد إلى الأقصى. ربما لأنهم لم يسمعوا تصريحات قادتنا، وربما لأنهم لم يجيدوا فهم العربية بعد، وقد يكونوا سمعوا وفهموا ولا نعرف ما فهموا.!!

الرئيس مطالب بالتوجه فورا إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه على الأقل. حكومة التوافق الوطني بكافة أعضائها مطالبة بالتوجه إلى القدس وعقد اجتماع لها بين أهلها وشعبها. أعضاء المجلس التشريعي مطالبون بالذهاب إلى الأقصى، بل وعقد اجتماع لهم هناك. أحزابنا الوطنية والإسلامية مطالبة وبإلحاح بوقف المناكفات والتحريض الأسود ضد بعضنا. لا نطالبهم ب" الوحدة ". جربناها. نرجوكم أن لا تفعلوا، ونعذركم ..!

لماذا لا تقام مباريات كرة القدم على ملاعب المدينة المقدسة حتى ولو كانت غير صالحة أو غير مهيئة بفعل الإهمال أو غياب الدعم المالي؟ لماذا لا تتوجه وفود من منظمات حقوق الانسان المحلية إلى القدس للاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال؟ هذه خطوات بسيطة، وهل هناك ما ينتظره المقدسيون منهم اكثر من ذلك؟

أما شيوخنا الأفاضل المشغولون ب" جهاد النكاح " وحكم سبي النساء من غير المسلمات. واؤلئك الذين يصلون الليل بالنهار بحثا عن فتوى ترضي هذا الأمير أو ذاك.. المشغولون بإرضاء السياسيين ثمنا للاقامة في فنادق السبعة نجوم. الذين لا هم لهم سوى التحذير من التطبيع وغسل أيديهم من القدس والأقصى "خشية" التطبيع قد لا يكونون أفضل من بعض الحاخامات. هم يعرفون أن زيارة السجين ليست رضى بالسجان أواعترافا به. أصحاب السماحة والفضيلة اخبرونا أن سيدنا عثمان استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم بزيارة أقاربه في مكة اثناء صلح الحديبية، وكانت مكة وقتها تحت ولاية قريش. الرسول الكريم أجاز لعثمان فيما حرّم شيوخنا على العرب زيارة مدينتهم وأهلهم.

أما الثوريون جدا الذين يطالبون بتدويل موسم الحج وغاب عنهم أن القدس كلها مناطق مقدسة ومحتلة، وأن أهلها يستصرخون المسلمين تدويل المدينة ماداموا غير قادرين على تحريرها وأن شعار الموت لإسرائيل لم يعد يكفي لردع الاسرائيليين عن القتل وتدنيس المقدسات. ورغم ذلك لا نسمع منهم غير بيانات الزلزلة.

في ظني وليس كل الظن إثم، إن الذين يكتفون بمقولة: ان للبيت ربا يحميه وهم نائمون في بيوت زوجاتهم ويكتفون بدعاء الله أن ينصرهم فان الله قد لا يكون راضيا عنهم. لكن الاكيد أن شعبهم ليس راضيا عنهم.

الاحتلال أقر خطة لـ "عبرنة" شوارع المدينة المقدسة ثم خطة حرب ضد رماة الحجارة والآن خطة لتهويد الأقصى، فماذا نحن فاعلون؟ ليس المهم أن نشعل انتفاضة ثالثة ورابعة، بل أن نحدد ما نريد وكيف نصل لما نريد؟ وأن تقودنا الفصائل كلها لا أن يستفرد بنا فصيل واحد أيا كان. عندها سيكون كلام آخر. أليس كذلك؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة