الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

ليدي- صبحي بدارنة: 75 طفلا عربيا يلقى حتفه سنويا بسبب الإصابات المنزلية

أمين بشير -
نُشر: 18/08/15 17:06,  حُتلن: 07:10

صبحي بدارنة محاضر التثقيف والتنمية الصحية:

في كل سنة يتوفى حوالي 150 طفلاً نتيجة الاصابات وحوالي 2500 طفل يمكثون في المستشفى للعلاج وما يقارب 180,000 طفل يصابون ويتوجهون الى غرف الطوارئ

تشكل الاصابات البيتية السبب الأول للوفاة بين الأطفال في اسرائيل، حيث أن الحوادث هي السبب المركزي لمكوث الأطفال للعلاج في المستشفى ولوفاة بعضهم.


صبحي بدارنة

التقينا المحاضر الاستاذ صبحي بدارنة ،محاضر التثقيف والتنمية الصحية في كلية سخنين حول الموضوع، خاصة وان الطلاب والاطفال مقبلين على عطلة صيفية تمتد لأكثر من 70 يوما، الأمر الذي يجعلهم عرضة للحوادث البيتية وحوادث الدهس ،فحصة المجتمع العربي كبيرة في هذا المضمار.

ويقول بدارنة: "في كل سنة يتوفى حوالي 150 طفلاً نتيجة الاصابات، وحوالي 2500 طفل يمكثون في المستشفى للعلاج وما يقارب 180,000 طفل يصابون ويتوجهون الى غرف الطوارئ، وكل سنة 75 طفلا عربيا يفارق الحياة نتيجة الاصابات، وهذا يعادل 50% من مجمل عدد وفيات الأطفال جراء الاصابات ،في حين أن الاطفال العرب نسبتهم أقل من 30% من مجمل الأطفال في اسرائيل".

بالمجمل نسبة وفيات الأطفال في المجتمع العربي أكبر بـ 2.1 مرة مقارنة مع المجتمع اليهودي، جدير بالذكر أن نسبة وفيات الأطفال العرب جراء حوادث الطرق تصل الى 76% في جيل 5 – 9 سنوات.
لذا أصبحت الاصابات البيتية وحوادث الطرق ،وخصوصاً نسبةً للعرب مشكلة مروعة وخطرة على صحة الأطفال.

ان البيت الذي يلجأ اليه الطفل للحماية والاطمئنان لم يعد آمناً، بل أصبح مصدرا للأذى والاصابات ،وذلك خصوصاً أن أسباب الاصابات تتربص للأطفال في عقر دارهم وأهمها حوادث السقوط، حيث تكون السبب الأول للوفاة بين الأطفال العرب اضافة الى الحروق والغرق وحالات التسمم والجروح.

ان الحوادث البيتية لا تحصل قضاءً وقدراً كما يعتبرها البعض وليست مفاجئة ،بل متوقعة لأن عوامل الخطر كامنة في داخل بيوتنا. في علم الطب لم تعد تعتبر الحوادث مفاجئة بل أصبحت مرضاً لأن لها مسبب وظروف مواتية واحتمالات الاصابة قائمة.

أسباب الاصابات البيتية
- قلة وعي الوالدين حول قواعد السلامة في البيت.
- عدم تخطيط جيد للمرافق في البيت وتركيب وسائل الوقاية والسلامة.
الأطفال في هذا الجيل لديهم حب الاستطلاع والمجازفة ممل يساعد على وقوعهم في شرك الحوادث البيتية. 
- العوامل البيئية في المنزل وحوله من ساحات غير وقائية ووضع الخردوات ،مثل سيارة معطلة ، برادات وخزائن معطلة، تسبب مصدراً لأذى الأطفال. اضافة الى حالات الدهس لدى وقوف السيارة في ساحة الدار وعند قيادتها دون انتباه ،فقد تدهس الأطفال الصغار وغالباً ما تكون حالتهم حرجة أو الوفاة.

أنواع الاصابات البيتية
- السقوط هو السبب الأول للإصابة والوفاة بين الأطفال من جيل سنة الى سبع سنوات، خصوصاً بسبب السقوط على الدرج بدون درابزين وقائي، أو من شرفات البيوت أو شبابيك الدور التي لا تحتوي على درابزين.
- الاختناق بسبب تناول بعض المأكولات مثل العنب، التفاح، المسليات والمكسرات، قطع الحلوى والجزر، فيجب تقطيعها لأجزاء صغيرة لكي لا "يتشردق" بها الطفل ويختنق.
كذلك عدم وضع نقود معدنية ، أزرار ،بنانير وألعاب صغيرة بالقرب من الأطفال حتى لا يضعها في فمه ويختنق.
- عدم وضع خيط المصاصة في عنق الطفل خوفاً من خنقه.
- عدم اللعب بأكياس النايلون التي قد تسد المجرى التنفسي وبعدئذٍ الوفاة.
- عدم ترك الأطفال في السيارة لوحدهم لأنهم يختنقون ،خصوصاً أن درجة الحرارة تصل الى ?37، وقد يؤذي الى حالة الوفاة في حال تأخر وجودهم بالسيارة لوحدهم.
- الغرق في حوض الماء في البيت ،حيث يكفي 2 سنتيمتر ونصف علو الماء كي يغرق الطفل الصغير.
كذلك في هذا الموسم الحار الكثير من الأطفال يذهبون للاستجمام والسباحة في شواطئ البحر والبحيرات في البلاد وعليه:
- يمنع الاستجمام في شواطئ لا تحتوي على منقذ دائم.
- عدم الانشغال عن الطفل حتى لدقيقة واحدة ،ويجب مرافقته طوال الوقت من قبل انسان بالغ مع وضع الطواشات على جسم الطفل.
- ينصح تعليم الأطفال السباحة حتى يجيدوا فن العوم ولا يكونوا فريسة للغرق في البحر.
- التسمم: في حالات الطقس الحار قد يلعب الأطفال ويعطشون سريعاً ،وكثيراً ما يهرع الولد للشرب فيشرب مواد سامة أو كاز أو كلور اذا كانت في غير أوانيها الرئيسية، اضافة الى تناول أدوية اذا كانت موضوعة تحت متناول أيدي الأطفال لأن لونها جذاب للطفل وكذلك طعمها حلو، مما يجذب تناول الأطفال للدواء دون حاجة أو يتناولون أكثر من حاجتهم فيصابون بالتسمم.
كذلك الحذر من لدغات الأفاعي والعقارب التي تكثر في فصل الصيف. لذا:
- يجب وضع الدواء بعيداً عن متناول ايادي الأطفال وفي خزانة مقفلة.
- عدم وضع مواد التنظيف والمبيدات الحشرية، والكاز في غير أوانيها الأصلية منعاً للخطأ وبعيدة عن متناول أيادي الأطفال.
- ازالة الخردوات من جانب البيت التي يمكن أن يختبأ فيها الأفاعي والعقارب .
- الجروح: الحذر من وضع أدوات الطبخ كالسكاكين تحت متناول أيدي الأطفال وعدم وضع أدوات زجاجية حادة قد تتكسر وتجرح الطفل.
الحروق والاكتواء: يحدث ذلك غالباً بسبب ماء ساخن، شرب وأكل ساخن، مدفأة، تكهرب وأشعة الشمس الحارقة. لذا يجب:
- عند تجهيز الحمام للطفل يجب وضع الكوع في حوض الماء قبل دخوله للماء للاطمئنان أن درجة الماء مناسبة.
- عدم استعمال أدوات كهربائية معطلة لأنها تسبب التماس كهربائي وتكهرب الطفل.
وضع امان اوتوماتيكي عند عداد الكهرباء لمنع حالات التكهرب.
- عدم المكوث طويلاً وبشكل غير مراقب تحت أشعة الشمس الحارقة ،خصوصاً على شواطئ البحر، خاصةً في ساعات الظهيرة حيث تكون الشمس ملتهبة ولذلك يجب:
- السباحة في البحر في الساعات الأولى وبعد العصر لأن أشعة الشمس تكون أخف حرارة وتكوّن فيتامين دي في جسم الانسان.
- وضع مرهم واقي على وجه وجسم الطفل قبل نصف ساعة من الذهاب الى السباحة.
الباس الطفل ملابس قطنية خفيفة ولكنها من أكمام طويلة.
- وضع قبعة واقية للأطفال لتحمي وجوههم ،وخلف رقبتهم لتحميهم من حروق الشمس.
تركيب نظارات شمس واقية.
الاكثار من شرب الماء.

وانهى بدارنة محاضرته قائلًأ: "لأبنائنا حق علينا، يجب رعايتهم لأنهم امانة في أعناقنا وهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، علينا العناية بهم عناية سليمة كاملة حتى يترعرعوا في ظروف حياتية صحية تحت كنفنا بأمان بعيدين عن عوامل الخطر المحدقة بهم". وأضاف: "نأمل أن يتربى أطفالكم قرة عيونكم وتنعمون بهم، وكي يصبحوا أهلاً للحياة سالمين غانمين معافين". ويقول أطفالكم: "أعطوني الطفولة، أعطوني الأمان، أعطيكم الحياة!".
 

مقالات متعلقة