الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 21:01

مملكة اسرائيل... ومملكة يهودا/بقلم:عمر مصالحة

كل العرب
نُشر: 14/08/15 10:28,  حُتلن: 10:23

عمر مصالحة في مقاله: 

مملكة اسرائيل في الشمال كان أول ملوكهم يربعام بن نباط وهو لا ينتمي لسلالة النبي داود وكانت عاصمتها في السامرة

 لم يطبق زعماء الدولة شرائع التوراة، كما ورفضوا قبول رأي الحكماء الذين اطلق عليهم "الفروشيم" (الفريسيون) الذين تمسكوا بشرائع الدين والتوراة مقابل الصديقين "هتسديكيم" الذين تقربوا من الملك وحاشية

ابرز الصراعات كانت نشوب حرب العصابات التي مارستها جماعات صغيرة ضد الرومان كما وازدادت ظاهرة اغتيال الاشخاص اليهود المقربين للسلطة الرومانية

تم توحيد أسباط اسرائيل في مملكة متحدة زمن الملك شاول "طالوت"، واحتوت تلك المملكة على جميع أسباط بني إسرائيل الـ12، وهم سلالة سيدنا يعقوب. بقيت تلك المملكة موحدة قرابة قرن من الزمان في أزمنة ملوكها الثلاثة شاول وداوود وسليمان. بعد وفاة سليمان عليه السلام أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكًا على بني اسرائيل فبايعه سبطا يهودا وبنيامين، اللذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب حتى بئر السبع، ورفض الأسباط العشرة الآخرون مبايعته لخلاف نشب بينهم، وهكذا انقسمت مملكة اسرائيل إلى مملكتين:

مملكة اسرائيل في الشمال: كان أول ملوكهم يربعام بن نباط وهو لا ينتمي لسلالة النبي داود، وكانت عاصمتها في السامرة. أشرك يربعام بالله فصنع أوثاناً وهياكل وطلب أتباعه من بني اسرائيل عبادتها بدلا من الذهاب إلى أورشليم، فأستجابوا له، ودامت دولتهم 250 سنة وانتهت سنة 721 قبل الميلاد، عندما غزاهم سرجون ملك آشور واستولى على السامرة وسبى الأسباط وأجلى اليهود إلى ما وراء نهر الفرات وبذلك انتهت هذه الدولة ولم تقم لها قائمة. كان ملوك مملكة السامرة بعد يربعام، ابنه نداب، بعشا بن أحيا، إيلا، عمري، أحآب، أحزيا، يهورام، يهوا، يهوآز، يهوآش، يربعام، زخاريا، شالوم بن يبيش، مناحم بن جدي، بكاحيا، بكاح بن رملياهو، هوشع بن ايله. مملكة يهودا في الجنوب : كان أول ملوكها رحبعام بن سليمان وعاصمتها أورشليم وقد دامت أكثر من اختها اسرائيل، كان ملوك مملكة يهودا بعد رحبعام، ابنه أبيم، ثم آسا، يهوشفاط، يهورام، أحازيا، عتاليا، يهوآش بن أحج، أماتسيا، عزاريا، يوتام، أحاز، حزكياهو، منشه، أمون، ياشياهو، يهوكيام، يوهايخيم، تسدكياهو. تعرضت مملكة يهودا لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ- نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 قبل الميلاد. تغلب عليها ودفعت له الجزية، ثم ثارت مرة أُخرى فغزاها سنة 593 فقام بسبى عشرة الآف من شعبها، كان من بينهم أعيانها وأشرافها وكنوز الهيكل، وثارت مملكة يهودا على حكم نبوخذنصر سنة 593 قبل الميلاد، فأتاها سنة 586 قبل الميلاد وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل.

هدم الهيكل الذي بناه سليمان عام 586 قبل الميلاد، ثم اعيد بناؤه، واستنادًا لهذا الحدث، اعتاد المؤرخون التمييز بين فترتين تاريخيتين للشعب اليهودي هما: فترة البيت الاول وفترة البيت الثاني الذي هدم في عام 70 للميلاد. تسبب الاختلاط مع الحضارات المختلفة الى ضعف وتهلهل الديانة اليهودية، وهنا برز دور الانبياء في تاريخ الشعب اليهودي وكان اول الانبياء الياهو النبي "هتشبي" (هو الخضر) الذي عارض وندد بافعال الملك أحئآب التحررية، داعيا الشعب الى التمسك بديانه موسى.
احتل الاشوريون مملكة شومرون في العام 722 قبل الميلاد وقاموا بطرد قادة الشعب من الدولة وأحضروا الى البلاد الكثير من المستوطنين من القوميات الاخرى، وامتزج هؤلاء المستوطنون بالاسرائيليين وتبلورت طائفة سميت "السامريين".
يؤمن السامريون بديانة موسى، غير انهم لا يقدسون باقي الانبياء ولا قدسية اورشليم، والمكان المقدس عندهم هو جبل جريزيم القريب من مدينة نابلس (شخيم)، وما زالت هذه الطائفة حية ومتواجدة حتى ايامنا ويسكن افرادها في جبل جريزيم في نابلس، ومدينة اشكلون الاسرائيلية.
في عام 589 قبل الميلاد احتل الفرس مملكة بابل وسمح كورش الفارسي لليهود بالعودة الى يهودا وبناء الهيكل من جديد وكان من بين العائدين المعلمين والمرشدين للديانة اليهودية وبرز من بينهم عزرا ونحاميا.

جعل عزرا قراءة التوراة واجبا على الجميع، فتعرف عامة الشعب وللمرة الاولى على شرائع الدين، ويقال ان عزرا قام بتلاوة التوراة للمرة الاولى امام الشعب في راس السنة العبرية وفي عيد المظلة، وفي اعقاب تلك القراءة، جرى اجتماع حافل وقع في ختامه المجتمعون على وثيقة تنص على ضرورة حفظ الشرائع اليهودية والتوراة.
لقد اخذت هذه الاجتماعات منذ ذلك الحين شكل مؤسسة ثابته، من أهم اهدافها تسيير الشعب حسب شرائع اليهودية، وعرفت هذه المؤسسة باسم "الكنيست الكبرى" وسمي البرلمان الاسرائيلي بعد قيام اسرائيل باسم "الكنيست" نسبة لتسمية "الكنيست الكبرى". بعد مضي نحو قرنين على سقوط بابل على يد كورش، احتل الاسكندر المقدوني فارس ومعظم دول الشرق. بعد موت الاسكندر المقدوني قسمت البلاد بين قادة الجيش اليوناني الذين فرضوا بدورهم الثقافة اليونانية على الشعوب المحتله.
تأثر عدد كبير من اليهود بالثقافة اليونانية وتماثلوا مع هذه الثقافه، بالمقابل حافظ البعض على التراث الديني وبرز من بين هؤلاء "شمعون هتسديك" الصديق.
لقد وقع صراع بين الموالين لليونانيين وبين المحافظين على التوراة. احتد هذا الصراع حتى أخذ طابعا قوميا، دينيا واجتماعيا. تشكلت اثناء الصراعات المذكورة حركة سرية سميت بحركة "الحاسيديم" والتي دعت سكان يهودا من اليهود التمسك بالتقاليد والقيم القومية والدينية.
انتقلت حركة "الحاسيديم" من مرحلة الدعوة الى الثورة الحقيقية وقد اعطى شارة انطلاق هذه الثورة متتياهو من عائلة "الحشمونائيم" الذين اعتبروا كهنة، استوطنوا في منطقة موديعين شرقي مدينة اللد، وتمكن متتياهو اجتذاب آلاف الفلاحين من ابناء المناطق المجاورة الى ثورته.
اسس متتياهو دولة يهودا من جديد، وخلفه في الحكم ابنه يهودا همكابي، وامتدت فترة حكم الحشمونائيم، منذ اندلاع ثورة متتياهو حتى تنصيب هوردوس ملكا، قرابه مائة وثلاثين سنة.
مع تطور الدولة الحشمونائية واتساع رقعتها، شرع قادتها في محاكاة الملوك المقدونيين بكل انماط الحياة الامر الذي اثار حفيظة الشعب.
لم يطبق زعماء الدولة شرائع التوراة، كما ورفضوا قبول رأي الحكماء الذين اطلق عليهم "الفروشيم" (الفريسيون) الذين تمسكوا بشرائع الدين والتوراة، مقابل الصديقين "هتسديكيم" الذين تقربوا من الملك وحاشية.
انشقت عن حركة الفريسيين مجموعة رأت فيما يجري عالم الخطيئة، فقرروا الابتعاد عن الناس وعاشوا في مجموعات على امتداد السواحل الصحراوية للبحر الميت، اطلق عليهم اسم "الايسيون" وحرم هؤلاء انفسهم من تناول اللحوم والخمور، كما وانقطعوا عن الزواج.
بدأ الصراع اليهودي ضد روما ووثنيتها مع قدوم الجيش الروماني للبلاد، وكانت السنوات السبعين الفاصلة بين وفاة هوردوس وبين اندلاع الثورة الكبرى عام 66 للميلاد، سنوات نضال وصراعات مستمرة ضد الغازي الروماني وصراعات داخل المجتمع اليهودي ذاته.

ان ابرز الصراعات كانت نشوب حرب العصابات التي مارستها جماعات صغيرة ضد الرومان، كما وازدادت ظاهرة اغتيال الاشخاص اليهود المقربين للسلطة الرومانية. تكونت في تلك الفترة جماعة تحت اسم "القنائيم" وتعني الغيورين على الدين، كما وبرزت مجموعة تحمل اسم "السيقارقيم" اي حملة الخناجر، والذين عملوا على محاربة الطبقة اليهودية الغنية المقربة من السلطة، دفاعا عن الفقراء والمهمشين.

من كتاب: اليهودية- ديانة توحيدية أم شعب مختار، عمر امين مصالحة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة