الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 13:01

هل ضاقت مصر بأهلها لتبدأ بسلخ نفسها؟/بقلم:آسيا طه مصالحة- زريقي

كل العرب
نُشر: 10/02/15 22:27,  حُتلن: 08:23

آسيا طه مصالحة- زريقي في مقالها: 

مصر اختصت غزة بالإطباق على أنفاسها لتسقط آخر ثغور جزيرة العرب والمسلمين على الساحل الشامي بأيادي المعتدين

نتخب الفلسطينيون حماس عبر صناديق الاقتراع صورة جلية للعيان من يفاضل على الابتكار الاستعماري باختيار حق شعبه وممثليه وليس من سلطوا على رقاب أبنائه

ربما ظن بعضنا لطيبة في نفسه، أو بساطة في تعاملاته أو .... إلى أن تطغى "أو" على كلماته بأن ذروة المؤامرة الدولية على فلسطين اغتزتها مصر بحصارها لغزة هاشم، والعرب تقول قد غز فلان بفلان واغتز به إذا اختصه من بين أصحابه. اختصت مصر غزة بالإطباق على أنفاسها، لتسقط آخر ثغور جزيرة العرب والمسلمين على الساحل الشامي بأيادي المعتدين.

فوز حماس في انتخابات عام 2006 أوقد شعلة البداية في الدورة الرياضية الجديدة لتطهير أرض العرب من العرب الآثمين الذين لم تسعفهم خبرة السنين وظنوا بأنهم مستقلون. انتخب الفلسطينيون حماس عبر صناديق الاقتراع، صورة جلية للعيان، من يفاضل على الابتكار الاستعماري، باختيار حق شعبه وممثليه، وليس من سلطوا على رقاب أبنائه، وقدموا من خضم الصفقات الدولية التي تلغي الحق وتدوس على أصحابه، بصيغة براقة من قوانين وحقوق دوليه، غير شعب الإرهاب؟

مرت الأيام خفافا لتحسم حماس الحكم في غزة سنة 2007، وانطلقت صافرة البداية لحصار غزة بمشاركة مصريه. مضت السنون تلو السنون، والحصار الإسرائيلي المصري يعمل على تقريب غزة من رب العزة، بإسناد جولات حروب إسرائيلية قل نظيرها، إلى أن رأفت يد القدر ببني صهيون، واستطاعوا أن يستنتجوا أنه لم يعد هناك متسع لحروب جديدة على غزة.

أما مصر فقد هرمت، ولم تعد قادرة حتى على استحضار ذاكرتها، لتعرف بأن فلسطين أرض الحراب أرفع من أن ترفع راية بيضاء لأعداء البشرية والإنسانية. لم يفت ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان، في الجزء الخامس من معجمه، صفحة 249 بأن يلفت النظر للعبد الصالح الرملي النابلسي الذي سلخ حيا في مصر:" توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل ابن نصر الرملي ويعرف بابن النابلسي، فقد هرب من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه الوالي بدمشق وأخذه وحبسه في شهر رمضان سنة 363 وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر، فلما حمله إلى مصر قيل له: أنت قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم ! فاعترف بذلك وقال: قد قلته، فأمر بسلخه، وحشوا جلده تبنا وصلبوه".

بعد أن غار الود في الأعماق، وتيقنت مصر من فشل إسرائيل في حروبها على غزة، وفشل الحصار في إخماد نار الكرامة الفلسطينية وارضاخها لثقافة الذل الفرعونية، كان حقا على مصر أن تخطب رضى الأسياد في تل أبيب وواشنطن. سرعان ما بدأت في أكتوبر 2014 بهدم منازل الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة تمهيدا لإقامة منطقة عازله من المرض الفلسطيني الفتاك الذي يستوجب الحجر والعزل قبل أن يفتك ببسطاء المصريين. لم يعلن حد نهائي للمنطقة العازلة، ففي 18/11 /2015 أعلنت مصر أنها ستزيد عمق المنطقة العازلة على حدود قطاع غزة من خمسمائة إلى ألف متر كمرحلة ثانيه وصولا إلى تحقيق الأمن القومي للبلاد. ما هو الأمر الذي يستدعي مرحلة ثانية؟ هل هناك مراحل عديدة لإقامة المنطقة العازلة؟ قبل الإجابة على ما اختلج في الصدور، أعلن محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور، في شهر تشرين الثاني- يناير 2015، أن السلطات المصرية تعتزم إزالة مدينة رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة بالكامل....

ما حدث في مجزرة الدفاع الجوي ينبىئ بغير ذلك، لم يقف الأمر عند رفح وسيناء ولا يلوح في الأفق بصيص شفاء، إذ ورد بالجارديان أنها ثالث عملية قتل جماعي لمشجعي كرة القدم بمصر، ويقول باتريك كينغزلي، مراسل صحيفة "الغارديان" في القاهرة، إن الحادث هو الأخير من بين حوادث القتل الجماعي التي تشهدها مصر منذ ثورة عام 2011. ماذا تعني كل تلك الأقفاص التي رأيناها في مجزرة ملعب "الدفاع الجوي"؟ هل هي طريقة مبتكره للحجر على الوباء المتفشي بين مشجعي كرة القدم المصريين؟ أم هي استنساخ للقفص الخشبي الذي حمل فيه أبو بكر الرملي النابلسي من دمشق ليسلخ في مصر؟ أيعني ذلك أن مصر تبتكر من الطرق العجائب لتسل الطريق لمصر نحو الحشو بالتبن؟
فهل ضاقت مصر بأهلها لتبدأ بسلخ نفسها؟

آسيا طه مصالحة- زريقي
ماجستير قانون براءات اختراع- جامعة حيفا
ماجستير إعلام – علاقات عامه – جامعة حيفا
لقب أول أوبتومتري- فحوصات نظر- كلية هداسا- القدس
لقب أول علوم طبيعيه- بيولوجيا- الجامعة المفتوحة الإسرائيلية

كفر كنا- الجليل

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة