سهير مسعود شقيقة المرحومة:

المرحومة قتلت على يد أشخاص لا توجد لديهم رحمة ولا روح الإنسانية

تربينا لدى عائلة محترمة علمتنا على القيم والأخلاق التي ترافقنا في حياتنا ولا نقبل لأي إنسان المس بنا

شقيقتي عاشت إنسانة محترمة وحصلت على لقمة عيشها باحترام ومن عرق جبينها وكانت تعيش مع طفلتها في بيت بالإيجار

الشرطة تدعي بأنها حذرت شقيقتي على أنها كانت مهددة لكن ما تدعيه الشرطة غير صحيح وعار عن الصحة فهي لم تحذرها في يوم من الأيام

المرحومة تزوجت في المرة الأولى وانفصلت عن زوجها وتزوجت مرة أخرى وفقط قبل خمسة أشهر قتل زوجها ولا نعرف ما هو السبب

لوبا السمري الناطقة الرسمية بلسان الشرطة للإعلام العربي:

بهذه المرحلة نحن غير معنيين للتطرق إلى أي من التفاصيل ذات الصلة

التحقيقات ما زالت جارية وعلى قدم وساق في وحدة التحقيقات المركزية (اليمار) في لواء المركز

تعيش عائلة مسعود من مدينة اللد حالة من الألم والحزن الشديدين بعد مقتل ابنتها ليليان مسعود في الثلاثينات من عمرها رميا بالرصاص قبل اربعة أيام بجانب بيتها، كما نفت العائلة أن تكون ابنتها قد قتلت على خلفية ما يسمى "بشرف العائلة"، مشيرين إلى أنها قتلت ظلما. وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع سهير مسعود شقيقة المرحومة قالت: "شقيقتي عاشت إنسانة محترمة وحصلت على لقمة عيشها باحترام ومن عرق جبينها، وكانت تعيش مع طفلتها في بيت بالإيجار، ولم تضايق أي شخص في حياتها، كما أننا لم نشعر في يوم من الأيام بأنها كانت مهددة، حتى أنها لم تحدثنا عن شيء من هذا القبيل، ولو كانت فعلا مهددة لأبلغتنا في الأمر".

وتابعت قائلة: "مؤسف جدا إطلاق إشاعات بأن شقيقتي قتلت على خلفية ما يسمى "بشرف العائلة"، ونحن غاضبون جدا على هذا الحديث المؤسف، إذ نؤكد بأن شقيقتي عاشت بكرامة ولم تقتل على الخلفية التي تذكر، فعلاقة شقيقي بالعائلة كانت متينة جدا، وجميعنا كنا نحبها، ولم يفكر أي شخص بان يؤذيها، حتى انه قبل مقتلها دعت والدي وزوجته لوجبة عشاء في مطعم في بات يام، وكانوا سعداء جدا في هذه الليلة، وبعد أن انتهت سهرتهم عادت المرحومة بهم إلى بيتهم، ثم ذهبت إلى بيتها، ولدى نزولها من مركبتها قتلت على يد أشخاص لا توجد لديهم رحمة ولا روح الإنسانية".

ومضت قائلة: "حتى بعد وفاتها سمعنا أقاويل ليست في مكانها، ومن هنا نناشد بالكف عن تلك التصرفات، وأعطوا مجالا لشقيقتي المرحومة لترتاح في قبرها، لان مثل هذا الحديث يؤثر على نفسيتنا، فيكفي ما حل بنا من كارثة. نحن تربينا لدى عائلة محترمة علمتنا على القيم والأخلاق التي ترافقنا في حياتنا، ولا نقبل لأي إنسان المس بنا والعكس هو الصحيح، فشقيقي قتلت ظلما، والله يشهد على ذلك".

ونوّهت قائلة: "الشرطة تدعي بأنها حذرت شقيقتي على أنها كانت مهددة، لكن ما تدعيه الشرطة غير صحيح وعار عن الصحة، فهي لم تحذرها في يوم من الأيام، ولو كان لدى الشرطة أي دليل على التحذير فليأتوا به إلينا. أنا اعرف شقيقتي جيدا، وتربطني معها علاقة طيبة، فهي لم تبلغني أن الشرطة قد حذرتها. المرحومة تزوجت في المرة الأولى وانفصلت عن زوجها، وتزوجت مرة أخرى وفقط قبل خمسة أشهر قتل زوجها ولا نعرف ما هو السبب".

وختمت سهير مسعود حديثها بالقول: "قضية جرائم قتل النساء أصبحت تقلق مضاجع الجميع، ولا بد من محاربة هذه الظاهرة التي تهدد حياة النساء، وعلى الوسط العربي أن يصحوا قبل ان تنتشر جرائم أخرى وتصبح غامضة أو أن يتم ربطها في أمور عارية عن الصحة".

سهير مسعود حاملة صورة شقيقتها المرحومة

تعقيب الشرطة
من جانبها، عقبت الناطقة الرسمية بلسان الشرطة للإعلام العربي لوبا السمري قائلة:" التحقيقات في قضية مقتل المرحومة من اللد، ما زالت جارية وعلى قدم وساق في وحدة التحقيقات المركزية (اليمار) في لواء المركز وبهذه المرحلة نحن غير معنيين للتطرق إلى أي من التفاصيل ذات الصلة".

بيان احتجاجي
هذا، وبعثت مديرة جمعية نعم العاملة الاجتماعية سماح سلايمة اغبارية بيانا جاء فيه: "بغضب وألم شديدين نستنكر باسم الجمعيات والمنظمات النسوية والحقوقية مقتل ليليان مسعود (38 عاما) من اللد، في اقل من شهر بعد مقتل سيدة اخرى، ومحاولة قتل أخرى قبل أسبوعين وفرض تعتيم إعلامي على مجرياتها".

وتابع البيان:" الشرطة ادعت هذه المرة وقالت " علمنا بالخطر على حياتها وقمنا بتحذيرها". لم نكن نعلم نحن المواطنون هنا، أن دور الشرطة الترصد للمخاطر والتنبؤ بالجرائم المقبلة، واعتقدنا أن دور الشرطة منع الجريمة والحفاظ على أرواح البشر .إذا تعترف الشرطة اليوم بما حاولنا إثباته سنوات، عندما تقتل امرأة فجأة " ليس باليد حيلة" وعندما نعلم أن امرأة ستقتل " ليس باليد حيلة أيضا". وهنا نتساءل حتى ولو رفضت ليليان اللجوء لمأوى لحماية نفسها، كيف استمرت الشرطة بمتابعة القضية؟ هل تم التوجه للخدمات الاجتماعية أو الجهات المختصة لمتابعة التطورات والوقوف إلى جانب ليليان؟ حسب اعتقادنا لم ولن يهتم أحد بذلك ما دام الحديث عن امرأة فلسطينية".

ثم قال البيان:" وبتوجه عنصري، يتفوه رئيس بلدية اللد في ساحة الجريمة وجثة ليليان تنزف على الأرض، يبث سمومه وغضبه حول عدم إعلامه بان هنالك "قنبلة موقوتة" تتجول في حارته، ولم يعبر عن أسفه لجريمة القتل وعن مطالبته الشرطة في مكافحة الجريمة . ولو علم بوجودها لما سمح لها بالسكن في الحي ابدا". وأضاف البيان: "نطالب بعدم المرور على مثل هذه التصريحات العنصرية ومطالبة الجهات المختصة بمنع الجرائم القادمة والتي تهدد حياة النساء بشكل خاص .لطالما قلنا بأن العنف ضد النساء وقتل النساء قائم منذ عصور ولكن ازدياد العنف في المجتمع يغذيه وينميه ويجعل المستضعفين ومن بينهم النساء أولى الضحايا".

كما ذكر البيان: "ندعو المؤسسات والأفراد للتحرك سريعاً لوقف حالة العنف المجتمعية وحالة اضطهاد النساء المستمرة والتي تودي بحياة نساء وفتيات وترعب الأخريات من واقع قامع اليم، كما نحمل الدولة وأجهزتها القضائية والاجتماعية والشرطة ومؤسسات التربية والتعليم المسؤولية تكرار مثل هذه الجرائم، ونطالبها بإنزال أقسى العقوبات بالمجرمين وملاحقتهم حتى يزج آخر قتلة النساء بالسجن، فالتقاعس يقتل والإهمال يقتل، والصمت يقتل، والتخاذل يقتل، والعنصرية تقتل، والقمع يقتل. كلنا نحمل مسؤولية قتل النساء بمجتمعنا للقياديين/ات، ناشطين/ات سياسيين، مثقفين/ات، إعلاميين/ات، صحفيين/ات مهنيين / ات كلنا. قتل المرأة ليس من شأن المرأة انه هم مجتمع بأكمله".

يشار الى لجنة مناهضة قتل النساء مكونة من عدة مؤسسات وجمعيات وهي : السوار – الحركة النسوية العربية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية، اتحاد المرأة التقدمي، انتماء وعطاء-الطيرة، إعلام- مركز إعلامي للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، المنتدى العربي للجنسانية ، الزهراء- لرفع مكانة المرأة ،المنتدى النسوي الفلسطيني، أصوات نساء فلسطينيات مثليات ، بلدنا – جمعية الشباب العرب، حركة النساء الديمقراطيات، مدى الكرمل -المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، جمعية نساء ضد العنف ،كيان – تنظيم نسوي ، معا – اتحاد الجمعيات النسائية العربية في النقب، مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل، مركز الطفولة - مركز نسائي متعدد الأهداف، نعم- نساء عربيات في المركز، الملتقى النسوي الفلسطيني في مدن المركز، شتيل اللد وأعضاء وعضوات ناشطين/ات".