تسري في بدني رعشة الخوف، تنقبض الاوردة في وجهي المليء باخاديد الحزن البارزة، العتمة تغزو مدينتي، ويتمرمغ البؤس في جوانبها، لك السنديانة، الضخمة يعملُ السوس فيها الخرابَ والدمار .... أسيرُ في شوارعها واتوه في ازقتها حتى الصباحِ الباكر , فيلوحُ شَبَحَ النهار كئيباً خائفاً يحملُ بَصيصَ النور الضعيف , وثم اعود لغرفتي النائية مرهقاً من السفرِ في عوالم العتمة المشرعة في كل انحاء شرقنا ....
وهنا تسدُ جميع نوافذ الفرح في نفسي , وتستسلم دموعي المتساقطة في احضانِ شرق مليء بمسامير نافرة وبرصاص قاتل وسوط جلاد لا يعرف الرحمة، يهز كأسة المليء بالخمر فوق جثثِ الاطفال ....
أتعرفُ يا ايها الشرق أن روحي تنزفُ الماً كل يوم لرؤيتي أشياء لم أحَبذ مشاهدتها اطلاقاً في زواياكَ .... احاولُ ان اتجنبَ مصائبكَ .... ودماء ابنائكَ فأطوفُ بِوَجهي في جِهاتكَ جميعاً , ولكني أجِدُ فيكَ كل يوم ما يقتل في نفسي بصيص النور والامل والسلام، كهذا الطفل الصغير شهيدَ الطفولة والانسانية "ابراهيم خليل" من أحد أحياء الشامِ العتيقة .... ماتَ لانة لم يأكل رغيفَ خبز واحد خلالَ سِتة شُهور .... تباً لعالم أصبحَ به الخبزُ حُلماً بريئاً ينقذُ ارواحَ الاطفالِ ....
أرأيتَ يا ايها الشرق ؟! الحياة قاسية فيكَ
وتسألني لماذا اودُ السفرَ بعيداً !!!!
شجعني على البقاء .... ارجوك لا تدعني ارحل منك ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net