الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

أضواء استعراضية على بيت جن الأثريّة / بقلم: مسعد محمد خلد

كل العرب
نُشر: 26/11/13 12:17,  حُتلن: 09:00

مالك حسين صلالحه في مقالة منشورة :

إن من لا يحافظ على تراثه ووجوده اليوم سيجد نفسه غدا في متاهات الضياع وربما اللجوء والتشرد إذ أن من لا يحترم نفسه لن يجد من يحترمه

قيل قديما ليسَ اليتيمُ الذي قد مات والدهُ.... إن اليتيمَ يتيمُ العلمِ والأدبِ – كُن ابنَ مَن شئتَ واكتسِب أدبا.... يغنيك مَحـمودُهُ عنِ النســبِ. ومن أمثال قدماء المصريين: الكتب غذاء النفوس، أما الشيخ اليازجي فقال : مَضى ذكرُ الملوكِ بكل عصرٍ وذكرُ السوقةِ العلماء باقي...

مشاعر العطاء
هذه المقدمة تهدف الى التعريف بأديب باحث وفنان خصص قسطا وافرا من نتاجه وابداعه، جاهدا مجاهدا، مستخدما يراعه في خدمة بلده، بأشعار وأغانٍ ولوحات فنية، أو نثر وتأريخ وفكر وعمل، إنه الأستاذ مالك حسين صلالحه، حيث أصدر كتابه الأخير، والذي نحن بصدده في هذه العجالة، بعنوان " بيت جن الأثرية - بيت داجون" تكملة لما جاء في مؤلفه الجامع الذي أصدره عام 2001 تحت مسمى " بيت جن عبر التاريخ " والذي يعتبر مرجعا (جيوتاريثيا) لبلدتنا الكريمة، قريتنا الغنية بمواقفها المشرّفة، الوادعة بمعالمها ومناظرها والمعتزّة بمعارفها الكرام، بيت جن أثارت مشاعر العطاء في نفس كاتبها المالك وهج الإلهام، ليمسك قلمه بين أنامله، هادفا الى تخليد ما استطاع ليحميه من الضياع.

سبات عميق كأهل الكهف
وعلى لسانه جاء في مقالة منشورة تحت عنوان ( علينا احترام أنفسنا أولا): "وإن من لا يحافظ على تراثه ووجوده اليوم، سيجد نفسه غدا في متاهات الضياع وربما اللجوء والتشرد، إذ أن من لا يحترم نفسه لن يجد من يحترمه، فها نحن نرى الكثير من زيف وتزييف، وطمس لمعالمنا وأسماء مواقعنا حتى أننا تبنيّنا الكثير منها، حتى وصل بنا الأمر أن تنازلنا بقصد أو غير قصد عن أسمائنا العربية الجميلة وكأننا أصبحنا نخجل من حملها أو لفظها أو إطلاقها على أبنائنا أو مواقعنا، فلنأخذ أي من المجتمعات الأجنبية غير العربية هل لديها الاستعداد على تبني أسمائنا أو لباسنا أو عاداتنا أو تقاليدنا، فالجواب واضح كنور الشمس، إذا لماذا هذا التهافت على ما ليس لنا صلة به.. لا بتاريخنا ولا بتراثنا ولا بعقيدتنا أو ديننا،  اكتب هذا والألم يعتصرني لرؤية ما حل بنا وما يجري حولنا.. ونحن نغط في سبات عميق كأهل الكهف.. وندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام.. وكما قال المثل–ما عند قريش خبر.. فها هي الخرائط تزيّف أسماء مواقعنا أو تتجاهلها لتكتبها بالعبرية ولكن بأحرف عربية، كذلك الحال مع اللافتات على الشوارع وعلى المكاتب الحكومية وعلى المحال التجارية حتى في بلداتنا، ونحن لا نحرك ساكنا حيال ذلك، وكأن اللغة العربية باتت لا تشرفنا أو أننا نخجل"!،  ومن هذا المنطلق قام الكاتب بإعادة صياغة بعض ما جاء في كتاب "بيت جن عبر التاريخ" وأضاف ما يتحتم أن يضاف بما يتلاءم مع هدف المؤلف ليولد الكتاب الثاني شقيقا مميزا لما سبقه.

الكتاب من إصدار مركز الدراسات القروية معليا وأشرف على مراجعته وتنقيحه د. شكري عراف، وقد جاء في مقدمة المؤلف:"حرصت على بحث وتوثيق تراثنا المادي في هذه البلدة، ليستطيع أهلنا كبارا وصغارا، التعرف على تاريخهم وهويتهم الحضارية وجذورهم المتأصلة فيها.." أخيرا وليس آخرا، ومن باب ترك المجال مفتوحا أمام القراء الأعزاء لاكتساب المعرفة والمعلومات عن بيت جن: لمحة تاريخية وطرق مواصلات، أماكن مقدسة ومغاور ومعاصر، مصادر مياه وعيون وبرك، خرب وقلاع، بالإضافة الى وضع رسومات توضيحية دقيقة حسب مقياس رسم وتدقيق مسافات وكذلك صور مناسبة للسياق، أصبح القسط الأوفر منها تاريخا لأشخاص أو صور لأحداث هامة في مسيرة قريتنا العامرة بمواقفها وأهلها وناسها الكرام وللمثال لا للحصر صورة افتتاح بيت التراث العربي الدرزي صفحة 149 أو صور لأماكن أثرية مثلا قباوة الزابود صفحة 172 وما يليها أو مواقع ومناطق مثلا صفحات 104 وما يليها وغيرها من ملاحظات تشمل إحداثيات تساعد المتمرس على الرجوع اليها والاستزادة. كل هذا وغيره من مواد تحتضنه صفحات هذا الكتاب الهام، والمتواجد عند المؤلف وفي المكتبات، وجدير بأن يتواجد في كل البيوت العامرات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة