الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 18:02

لعبة الاعتدال مقابل المتطرفين وخيمة العواقب/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 18/07/13 19:18,  حُتلن: 08:49

نضال محمد وتد في مقاله:

الجبهة تحرص دائما على الزج بعبارات قاموس ماركس الطبقي في الحديث عن الغلاء والفقراء والطبقات المسحوقة حتى وإن كانت المصيبة المناوبة هي مسألة تطرف قومي وسياسة تمييز عنصري محض

الموحدة تكتفي بحفلات الاستعراض السياسي الإعلامي الممجوج والمنقطع كليا عن أرض الواقع باستثناء ضمان التقاط الصور في مطلع التظاهرة والاختفاء عندما يولع الميدان

أحداث يوم الغضب ردا على مخطط برافر تحتم على الحركة اٌلإسلامية الشمالية أن تعيد حساباتها على الرغم من انشغالها بالملف المصري فهي التي كانت ولا تزال تبادر في كل عام إلى معسكر تواصل في النقب عليها أن تحفظ ميراثها الوطني والنضالي 

منذ أن وافقت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية الموحدة في العام الماضي، على القبول بدعوة "تلميذ جابوتنسكي" النجيب، رئوبين ريفلين بالجلوس إلى الوزير بيغن ومريدور وطاقم مخطط برافر والاستماع لما عندهم، وتصر الجبهة ومعها الموحدة، على أن تحفظ لنفسها مساحة ومسافة من أحزاب وتيارات "التطرف القومي- يعني التجمع) و"التطرف الديني الظلامي، يعني الإسلامية الشمالية". وواصلت الجبهة والموحدة هذا النهج حتى بعد افتضاح أمر اللقاءات السرية، وحاولتا باستمرار متسترتين بعباءة ضرورة اتخاذ قرارات المتابعة بالإجماع، الهروب من اقتراحات إعلان الإضراب العام في المناسبات الوطنية، أو حتى عند حالات الطوارئ مثل هدم القرى في النقب أو العودة لمسلسل هدم البيوت في وادي عارة والمثلث...

تطرف قومي وتمييز عنصري  
ويلاحظ المراقب أن الجبهة، تحرص دائما، على الزج بعبارات قاموس ماركس الطبقي في الحديث عن الغلاء والفقراء والطبقات المسحوقة حتى وإن كانت المصيبة المناوبة هي مسألة تطرف قومي وسياسة تمييز عنصري محض. في المقابل تكتفي الموحدة بحفلات الاستعراض السياسي الإعلامي الممجوج والمنقطع كليا عن أرض الواقع باستثناء ضمان التقاط الصور في مطلع التظاهرة والاختفاء عندما يولع الميدان... ويبدو أن قيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( وهي في الواقع القيادة الفاعلة والمقررة في الجبهة) قررت العودة إلى نمط سياسة "الاعتدال" التي انتهجتها غداة هبة القدس والأقصى، مكتفية ومعها في المركب نفسه قائمة الموحدة، بتمييز نفسها عن باقي "قوى التطرق القومية والإسلامية" مع تشديدها في كل مناسبة على واجب التنسيق مع "القوى التقدمية اليهودية" دون أن تنجح ولو مرة واحدة في إبراز حجم هذه القوى، التي شملت في إحدى مناسبات يوم الأرض في عرابة استقبال واحتضان الحاخام المتطرف المستوطن مناحم فرومان من مستوطنة تكواع واعتبار قبوله الدعوة يومها بأنه إنجاز...

مواجهة مخطط برافر
لكن أخطر ما يمكن أن تحمله هذه المحاولات المثابرة من الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي، من جهة والقائمة الموحدة من جهة ثانية- ويشكل الطرفان في واقع الحال فريق أوسلو المناصر لسلطة عباس في رام الله في كافة الظروف- أخطر ما تحمله هذه المحاولات هو ترسيخ شق صفوف الجماهير العربية وصبغها بلوني التطرف والاعتدال إكراما للقوى "التقدمية اليهودية"، وهي لعبة تصب في صالح مخططات الحكومة الإسرائيلية وادعاءاتها بأن العرب أنفسهم منقسمون، وليسوا متفقين على موقف موحد، وأن قانون برافر قد طرح بصيغته الأخيرة بعد التشاور مع السكان، وبعد اللقاءات التي عقدها مريدور وبيغن مع عرب من النقب وقيادات سياسية عربية!!! في المقابل فإن أحداث يوم الغضب ردا على مخطط برافر، وفي ضوء المشاركة الشاحبة للحركة الإسلامية الشمالية، مقابل الحضور والمشاركة الأوسع لكوادر التجمع وحركة أبناء البلد، تحتم على الحركة اٌلإسلامية الشمالية أن تعيد حساباتها، على الرغم من انشغالها بالملف المصري، فهي التي كانت ولا تزال تبادر في كل عام إلى معسكر تواصل في النقب، عليها الآن وقد حانت ساعة الامتحان، أن تحفظ ميراثها الوطني والنضالي وألا تكتفي (كما كان الحال هذا الأسبوع) بالمشاركة الرمزية لقاداتها، بل أن تجند لمواجهة هذا المخطط كل أنصارها ومؤيديها، حتى يتسنى لنا فعلا إسقاط مخطط برافر، لا سيما وهي ترى بأم عينها لعبة "الاعتدال" التي يقوم بها أفراد فريق أوسلو بين ظهرانينا.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة