الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 00:02

ياسمين أطرش تكتب على منبر العرب: وهم صغير

كل العرب
نُشر: 28/11/12 22:22,  حُتلن: 08:10

وهمٌ صغير سكن مخيلتي ورفض الخروج! فنسج معه الكثير من الأوهام الأخرى والنهايات السعيدة، فعشت انا متأملة حدوثها، وعاش هو سعيداً دون أي فكرة عني وعنها. بعد فراقنا القاسي بِتُّ انا بحالة مزرية اعيش اياما مريرة كالعلقم، أما هو فلم يتذمر أو يشكو على الإطلاق، بدى سعيداً كأن شيئاً لم يحدث!

تمنيت رؤية علامات الندم على وجهه، علامات اشتياقٍ علامات حزن.. لا أريد الرجوع اليه لكنني اريده فقط أن يأتي طالباً الرجوع إلى حضني الدافئ، اريده أن يقَّدِر ما كان يملك، لا أريده أن يسامحني لكن قلبي سيتحطم إذا علمت انه قام بنسياني ومحوي كلياً من قلبه الذي لطالما كان بيتي الثاني.. هل نسي كل ما كان بيننا بسرعة البرق؟ أتمنى لو أنه رحل دون ترك بصمات وذكريات كما رحل دون تفسير ! ترك جزءاً كبيراً منه عالقاً في ذاكرتي، ما ذنبي انا ؟ لست من صنع تلك الذكريات وحدي لأحملها كلها على عاتقي وأخبئها في روحي دون أي مساعدة منه،حتماً سيكون هذا صعباً، سطحيٌ وغير مبالي، يتظاهر بعدم الإكتراث لأمري ! كم هو بارعٌ بالتمثيل !

كنا شخصين تربطنا الضحكات والقهقهة، أما الآن فما من شيء يربطنا، بل هنالك اشياء تفرقنا مثل تصرفاته الساذجه وعدم اكتراثه، والاهم تلك الافق البعيده بيني وبينه، اصبحت اكبر حجة وعائق لفراقنا وتدمير ما حظينا به ! حظينا بشيء غريب لم ندرك ما هو اولاً، بحثنا في قلوب الناس ولكن دون جدوى، مع انه موجود بين الكثير من الفتيات.. تعمقنا أكثر فوجدناه في قلوبنا نحن الاثنين لا غير، كان هذا الشيء الغريب يقترب ويبتعد، وكلما ابتعد كان هو يقربه مع ارادة واصرار! حتى جاء يوم تراجع فيه هو، واقترب الشيء مني، فبقيت انا وذلك الشيء الغريب لوحدنا! فما هو العشق دون وجود العشيق ؟

انا الآن سعيدة لأجله، فاكتراثي لمصلحته يفوق اكتراثي لنفسي مع الأسف! لكنني امل أن تسعده اكثر تلك الفتاة التي سحقته من عيناي، وجعلتني اكبت ألمي بين اضلع صدري وعلى اوراقٍ على وشك الذوبان من العبرات... ها قد رحل هو حاملا قلباً كان يوماً أكبر أحلامي، فهل ستهجرني أحلامي الصغيرة ايضاً ؟ .. حقاً الحياة غير عادلة، فقد اقتربت نهاية هذا العام ومازال قلبي معلق باشخاص رحلوا منذ اعوام وكل ما بوسعي الان هو التأقلم مع رحيلهم والعيش على اوهامهم، مع همسات تخاف ان تُسمع، تهمس عبارةً وهي فاقدة الأمل، قائلة اتمنى أن تعود فأسامحك على ما مضى ونبدأ من جديد! لكن، للاسف، لا جدوى، فما من سامع لهذه الهمسات غيري وما من محتمل لها غير فؤادي المحطم التعيس..

أما حبيبي فحتى لو سمعها، سيكون هباء، فالتكلم معه عبارة عن التكلم مع حائط صلب يصعب اقناعه، لا ادري كيف أحببت شخصاً بهذا اللؤم وهذه الأنانية! وكيف أقبل أن أعيش وراء احدهم؟ يجب أن أخجل من نفسي! ومازلت أتساءل، هل تغيرت قلوبهم أم عقولنا أبصرت؟ أم أنها مشكلتي انا؟ هل خفت فقدانهم فتجاهلت اخطائهم؟ ولماذا عارضتها بعد كل هذه العشره وهذا الزمان؟ اسئلة استنكارية لا نهائية واجوبتها كلها تعود باللوم علي.

دبورية

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة