الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 18:01

وهم الرهان على مرسي/ بقلم: سميح صعب

كل العرب
نُشر: 02/09/12 14:52,  حُتلن: 15:12

سميح صعب في مقاله:

صحيح ان حسني مبارك سقط، لكن مصر لا تزال داخل حدود كمب ديفيد وداخل موقعها الجيوسياسي الذي رسم لها قبل 33 عاماً

اذا كانت جائزة ايران هي الحفاظ على مصالحها في سوريا ولو موقتاً بعد سقوط الاسد فإن النظام الاقليمي الجديد الذي يسعى اليه "الاخوان المسلمون" في المنطقة لن يلبث ان يجد نفسه في تناقض شديد مع التوجهات الايرانية

من غير المعقول ان تقف واشنطن مكتوفة اذا ما رأت ان مرسي سيغير الموقع الجيوسياسي لمصر وليس مصادفة ان تلح اسرائيل على مرسي بسحب دباباته التي ادخلها الى سيناء لملاحقة الجماعات المتشددة في الاسابيع الاخيرة

الزيارة التاريخية للرئيس محمد مرسي لطهران لا تعدو كونها محاولة من القاهرة لاقناع طهران بالتخلي عن تحالفها مع دمشق في مقابل اشراكها في النظام الاقليمي الاسلامي الجديد الذي يشكل "الاخوان المسلمون" عموده الفقري وتشكل تركيا مداه الحيوي

واهمة ايران ان هي اعتقدت ان في امكانها جذب النظام المصري الجديد الى جانبها في صراعها مع الولايات المتحدة وتحريره من اعباء كمب ديفيد وانهاء 33 عاماً من التزام مصر معاهدة السلام مع اسرائيل. فالزيارة التاريخية للرئيس محمد مرسي لطهران، لا تعدو كونها محاولة من القاهرة لاقناع طهران بالتخلي عن تحالفها مع دمشق في مقابل اشراكها في النظام الاقليمي الاسلامي الجديد الذي يشكل "الاخوان المسلمون" عموده الفقري وتشكل تركيا مداه الحيوي.

الحفاظ على مصالح ايران في سوريا
ولم يكن أمراً بلا دلالة ان يقترح مرسي اجتماعاً رباعياً يضم مصر والسعودية وايران وتركيا من اجل البحث عن حل للازمة السورية. وأي سقف لهذا الحل من المنظور المصري لن يكون أقل من اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد وإقامة نظام عماده "الاخوان المسلمون". واذا كانت جائزة ايران هي الحفاظ على مصالحها في سوريا ولو موقتاً بعد سقوط الاسد، فإن النظام الاقليمي الجديد الذي يسعى اليه "الاخوان المسلمون" في المنطقة لن يلبث ان يجد نفسه في تناقض شديد مع التوجهات الايرانية. وهذا التناقض سيبرز عندما تجد ايران ان مرسي لا يستطيع ان يغامر بعلاقاته مع الولايات المتحدة في مقابل اقامة علاقات مع طهران عنوانها تجاوز مصر معاهدة كمب ديفيد وعودتها الى موقعها السابق في صراعها مع اسرائيل. فمن غير المعقول ان تقف واشنطن مكتوفة اذا ما رأت ان مرسي سيغير الموقع الجيوسياسي لمصر. وليس مصادفة ان تلح اسرائيل على مرسي بسحب دباباته التي ادخلها الى سيناء لملاحقة الجماعات المتشددة في الاسابيع الاخيرة. فالطلب الاسرائيلي يعتبر بمثابة رسالة واضحة الى الرئيس المصري الجديد مفادها انه ممنوع ادخال اي تعديل على المعاهدة، على رغم ان الحكومة المصرية طلبت اذناً لادخال بضع دبابات الى سيناء عقب الهجوم الذي شنه متشددون اسلاميون على وحدة لحرس الحدود المصري في آب الماضي.

اسقاط النظام السوري
لذا فان المجال الوحيد المتاح اميركياً واسرائيلياً لمرسي ان يذهب فيه بعيداً هو المشاركة في اسقاط النظام السوري من أجل ايصال "الاخوان المسلمين" الى السلطة في سوريا ومن ثم ما سيلي ذلك من قطع للعلاقات مع ايران و"حزب الله". ومما لا شك فيه ان ايران تدرك حدود المناورة التي يملكها مرسي. وهي تعمل في المقابل لاغراء الرئيس المصري لينتقل من معسكر الى آخر. لكن كلفة هذا الانتقال هي بالنسبة الى اميركا واسرائيل اكثر كلفة عليها من حصول ايران على السلاح النووي. وصحيح ان حسني مبارك سقط، لكن مصر لا تزال داخل حدود كمب ديفيد وداخل موقعها الجيوسياسي الذي رسم لها قبل 33 عاماً. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة