خبراء وجنرالات في الجيش الإسرائيلي:

التهديد لا يصل إلى مستوى محو إسرائيل من الوجود ولكنه مؤذ ومؤثر بنفس الوقت

سورية تمتلك قدرة حقيقية للتسبب بأضرار جسيمة لإسرائيل في حال نشوب أي حرب مستقبلية بين الدولتين

هجوم إسرائيلي على إيران سيكون فتيلا يعجل من التصعيد القادم أو هجوم فتاك أو نقل سلاح استراتيجي من سورية إلى حزب الله وكل هذه أمور قد تكون مقدمة لحرب كبرى

البروفيسور الكسندر بلي:

على الرغم من أن قدرات سورية العسكرية متدنية نسبيا لكن من غير المحبذ امتحانها

على الرغم من عدم وجود قدرة لسورية لمحونا من الخارطة لكنهم قادرون على التسبب بأضرار كبيرة في الجبهة الداخلية ومدنها وبلداتها

البروفيسور موشيه معوز:

حزب الله تسبب بأضرار جسيمة ولدى السوريين قوى اكبر بكثير

للجيش الإسرائيلي تفوق استراتيجي واضح لكن الحرب ستتسبب بخسائر كبيرة للطرفين والصواريخ السورية ستصل لكل المدن الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي لن توقفها جميعها

قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي يائير غولان:

قدّرنا أن تتم الإطاحة بالنظام السوري في غضون عام ونصف وأنا الآن اعتقد أن تقديرنا كان خاطئا كما اعتقد أن ذلك سيستغرق شهورا طويلة

ما يجري في سورية حرب أهلية داخلية وغدا ربما تكون على حدودنا وهذا يعني أن اختفاء الجيش السوري النظامي سيطرح أمامنا تحديا كبيرا وغيابه سيضعنا في مواجهة الإرهاب

الوضع الحالي في سورية يمكن السيطرة عليه عبر خلطة من الأعمال الوحشية للجيش إضافة إلى تصرفات سياسية ذكية في الداخل والحرص على عدم إغضاب المجتمع الدولي أكثر من اللازم وممارسة اللعبة الدبلوماسية

اعترف خبراء وجنرالات في الجيش الإسرائيلي بأن سورية تمتلك قدرة حقيقية للتسبب بأضرار جسيمة لإسرائيل في حال نشوب أي حرب مستقبلية بين الدولتين، ورأى الخبراء أن هذا التهديد لا يصل إلى مستوى محو إسرائيل من الوجود بحسب تعبيرهم، ولكنه مؤذ ومؤثر بنفس الوقت، وشددوا على أنّ هجومًا إسرائيليًا على إيران سيكون فتيلا يعجل من التصعيد القادم بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي أو هجوم فتاك أو نقل سلاح استراتيجي من سورية إلى حزب الله، كل هذه أمور قد تكون مقدمة لحرب كبرى وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي.

غولان وسط الصورة

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن البروفيسور الكسندر بلي من جامعة نوتردام الأمريكية وكلية اريئيل، الواقعة في الضفة الغربيّة المحتلّة قوله إنّه على الرغم من عدم وجود قدرة لسورية لمحونا من الخارطة، لكنهم قادرون على التسبب بأضرار كبيرة في الجبهة الداخلية ومدنها وبلداتها، على حد تعبيره.

سياسة ذكية
وساق قائلاًً إنّه لا يتوقع أنْ تُسارع سورية لفتح مواجهة عسكرية مع إسرائيل، مشيرا إلى أنّ من واجب إسرائيل منع خطر كهذا من خلال الوسائل السياسية، موضحا أنّه على الرغم من أن قدرات سورية العسكرية متدنية نسبيا، لكن من غير المحبذ امتحانها، داعيا إلى استغلال الوسائل السياسية لدرء الحرب. ودعا بلي إسرائيل إلى إتباع سياسة ذكية للردع وخلق وضع تكون فيه سورية غير قادرة على تطوير مصالحها المتعارضة مع مصالح إسرائيل على المستوى السياسي، دون الوصول إلى حرب.

دمار متبادل
ومن جهة أخرى قال البروفيسور موشيه معوز، المتخصص في الشؤون السورية في الجامعة العبرية بالقدس إن سورية هي الأخرى ستتكبد خسائر كبيرة وأنّ أساس القوة السورية والتهديد الكبير هو الصواريخ طويلة المدى، لافتا إلى أن للجيش الإسرائيلي تفوقا استراتيجيا واضحا لكن الحرب ستتسبب بخسائر كبيرة للطرفين، والصواريخ السورية ستصل لكل المدن الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي لن توقفها جميعها. وحذّر البروفيسور معوز من التقليل بالقدرات السورية بضرب المدن الإسرائيلية على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي، قائلا: إنّ إسرائيل ستتضرر بشكل قاسٍ جدا وعدد ليس بقليل من مدنها قد تصبح خرابا. فحزب الله تسبب بأضرار جسيمة، ولدى السوريين قوى اكبر بكثير، على حد تعبيره. ورجّح البروفيسور معوز أن لا تبادر سورية لمواجهة عسكرية، لكنها سترد على أي هجوم إسرائيلي عليها أو على إيران أو على لبنان. وقال: الطرفان يعرفان أن الحرب ستتسبب بدمار متبادل، والحرب واردة فقط إذا هاجمت إسرائيل سورية أو في حال مواجهة بين إيران وإسرائيل قد تتدحرج الأمور إلى حرب بمشاركة سورية.

تدخل سورية في الحرب
وإمكانية أخرى واردة أن تدخل سورية الحرب في حال هاجمت إسرائيل لبنان، وقد تنفذ سورية تهديدات وتدخل المواجهة. وخلص إلى القول: في الشرق الأوسط هناك كثير من التصريحات، لكن ليست هناك رغبة لدى أي طرف بشن حرب ستتسبب بأضرار جسيمة.

الهدوء والتصعيد
وعن التوتر الذي يسود في صفوف قادة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة التي يصفونها بالمرحلة الفاصلة بين الهدوء والتصعيد الكبير، اعترف قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي يائير غولان أن التهديدات التي يتوجب عليه التعاطي معها أكبر من أي جبهة أخرى، وحاول غولان تقدير التهديدات التي تنتظر إسرائيل في اليوم الذي يلي سقوط نظام بشار الأسد ورسم سيناريوهات المواجهة المقبلة مع حزب الله اللبناني التي يتوجب على الجيش الإسرائيلي بحسب غولان ليس فقط إعادة الهدوء إلى الحدود وإنما أيضا تقليص الهجمات الصاروخية على قلب إسرائيل. وزعم غولان أن وسائل قتالية متطورة وفتاكة تصل إلى حزب الله، وتوقع أن الأسد لن يتم الإطاحة به قريبا وأن دما كثيرا سيسفك قبل ذلك، ويقول في هذا السياق: هذا سيستغرق شهورا طويلة، ففي شهر تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي قدّرنا أن تتم الإطاحة بالنظام السوري في غضون عام ونصف، وأنا الآن اعتقد أن تقديرنا كان خاطئا كما اعتقد أن ذلك سيستغرق شهورا طويلة.

الأعمال الوحشية
ويعتقد الأسد، بحسب تقديرات غولان، أن الوضع الحالي في سورية يمكن السيطرة عليه عبر خلطة من الأعمال الوحشية للجيش، إضافة إلى تصرفات سياسية ذكية في الداخل والحرص على عدم إغضاب المجتمع الدولي أكثر من اللازم وممارسة اللعبة الدبلوماسية. وأعرب غولان عن خشيته من تحول سورية إلى دولة فاشلة وهذا يعني أن تتحول الحدود الهادئة لإسرائيل منذ أربعين عاما إلى حدود منتجة للإرهاب، لافتًا إلى أنّ الدولة الفاشلة تعني أنها مكانا مناسبا لنمو الإرهاب وعندما نتابع الهجمات التي تنفذها القاعدة في حلب أو دمشق ندرك إلى أي درجة باتت قبضة النظام ضعيفة، اليوم ما يجري في سورية حرب أهلية داخلية وغدا ربما تكون على حدودنا وهذا يعني أن اختفاء الجيش السوري النظامي سيطرح أمامنا تحديا كبيرا وغيابه سيضعنا في مواجهة الإرهاب.

تغير الوضع
وحول النشاط الإستخباري لإسرائيل في سوريّة اعترف غولان أن الوضع تغير بالكامل: في السابق من اجل الحصول على المعلومات عن سورية كنا بحاجة إلى تركيز جهدنا إلى شخص الرئيس السوري وبطانته ودراسة قدرات الجيش السوري من اجل الاستعداد لأي حرب محتملة، أما الآن فقد انقلبت الأوضاع في سورية وفي عدد كبير من دول الشرق الأوسط وهذا وضعنا أمام تحد استخباري عظيم جدا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأن التطورات تستوجب تغيير وإضافة مصادر معلومات جديدة وبحث جديد لدراسة تلك المعلومات، على حد قوله.