الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 16:02

الشباب روح التغيير / بقلم: الدكتور إحسان هنيّة

كل العرب
نُشر: 09/03/12 22:41,  حُتلن: 08:16

الدكتور إحسان هنيّة:

إنتماء الشباب إلى موطنهم وإلى أرضهم إلى مقدساتهم إلى دينهم انتمائهم إلى شعبهم

الإنتماء الحقيقي هو أن تعمل من أجل وطنك أن تكافح وتناضل وتثابر من أجله أن تساعد غيرك أن تسامح غيرك أن تُصلح غيرك أن تُرشد غيرك أن تنصح غيرك

إذا اردنا أن نخطو خطى الإصلاح والتغيير لا بدّ أن نعالج المشكلة الرئيسة التي تعدّ هي الأساس لكل حملات التوعية والإصلاح في العالم من أجل الرقيّ بالمجتمعات

معظم المشاكل التي تواجهنا اليوم من قتل لبعضنا البعض وتجريح وسرقة وتخريب وحرق وخرق لحُرمة المؤسسات العامة في جميع البلدان هي لأننا نجهلنا معنى الإنتماء الحقيقي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.  عندما تريد أن تمشي بخطى ثابتة حتى تصل إلى منالك ومرادك لا بد لك أن تنظر إلى مستوى قدميك أولاً... ولا تنظر إلى ما فوق رأسك فتتعثّر وتسقط من أوّل الطريق! هكذا علّمتني الحياه.

خطوة الإصلاح
إذا اردنا أن نخطو خطى الإصلاح والتغيير لا بدّ أن نعالج المشكلة الرئيسة التي تعدّ هي الأساس لكل حملات التوعية والإصلاح في العالم من أجل الرقيّ بالمجتمعات... فإذا أحسنّا ترميم الأساس والقاعدة ارتفعنا ببنائنا بلا خوف أو شك أو ريبة وتباهينا به بين الأمم. هذه هي قواعد الحياة ولا بدّ لنا أن نسير بمقتضاها. إن المشكلة الرئيسة عندنا هي ليست بالأفكار أو الأشعار أو عبارات أو كتابات أو شعارات لكنها تكمن في الأساس. وهي قضيّة "الإنتماء". إنتماء الشباب إلى موطنهم وإلى أرضهم إلى مقدساتهم إلى دينهم انتمائهم إلى شعبهم.
 
التعايش وتقبل الآخر
إذا تسائلنا... ما الذي يجمع عائلات وطوائف وجنسيات وديانات بمختلف الأجناس والألوان واللغات والعادات في وطن واحد؟! ما الذي يدفعهم إلى التعايش وتقّبل الواحد منهم الآخر؟! ما الذي يجعلهم يتشاركون الحلو والمرّ معاً رغم أنه لا توجد بينهم صلة أو قرابة؟!
نعم أنّه الإنتماء...  لو سألتكم الآن ما معنى الإنتماء؟! وماذا تعرف عن الإنتماء؟! كم منّا سوف يجيب؟!

ماذا يحلّ في الوطن؟!
كثير من شباب اليوم من لا يهمّه ما يدور من حوله ولا يهمه ماذا يحلّ بوطنه أو أرضه أو شعبه أو مقدّساته أو حتى أهله، إنما ما يهمه فقط هو نفسه! نرى كثير من شبابنا اليوم يعيشون حياة التطبّع وحياة الوهم والغفلة، يقلّدون الغرب، لكن وللأسف الشديد لا يأخذون منهم إلّا ما يسيء لعاداتنا لمجتمعنا لبيئتنا لديننا ولا يأخذون الإيجابيات التي ممكن أن تصلح من حالنا وتجعلنا مجتمع متحضّر... فلنأخذ على سبيل المثال إذا سألنا شبابنا اليوم هذه الأسئلة: إذا رأيت شيء مرميّ على الطريق هل ستجتهد وترفعه كما يفعل شباب الغرب؟ هل إذا رأيت عجوز في طريقك سوف تساعده كما يفعل شباب الغرب؟ هل إذا طُلب منك أن تقدّم شيء من وقتك أو مالك أو جهدك في سبيل بلدك سوف تبادر بلا تردد كما يفعل شباب الغرب؟ هل نعي نحن الشباب والكبار منّا معنى الإنتماء الحقيقي؟ وهل إذا وعيناه سوف نطبّقه؟
 
النمو والزيادة والارتفاع
إنها حقاً لمصيبة بل هي طامّة أن نعيش دون أن نعرف معنى الإنتماء الحقيقي... فلنتعرّف معاً إلى معاني الإنتماء. معنى الانتماء الحقيقي مأخوذ من "النمو والزيادة والارتفاع ". وكما عرَّف البعض الإنتماء إصطلاحًا بأنه هو الانتساب الحقيقي "فكرًا ومشاعر ووجدانًا"، إذا هو الانتساب الحقيقي فكرًا، ومشاعر، ووجدانًا.. فبانتمائنا الى شيء يكون كالآتي: أولا "النمو" يجب علينا أن ننمو عليه وفيه ومنه، وهنا سوف نتحدث عن الانتماء للوطن. انتماؤك لوطنك يعني أولاً أنك نموت وترعرعت فيه، ثانياً "الزيادة" أن تزيد عليه أي أن تكون صاحب فكر وهمّه وتساعد في تطويره ونموّه، ثالثاً "الإرتفاع" أن تجعل أسمى غايه لك هي رفعة الوطن والإرتقاء به أمام كل المجتمعات والأمم.

الشعور بالإنتماء
الإنتماء الحقيقي هو أن تعمل من أجل وطنك أن تكافح وتناضل وتثابر من أجله أن تساعد غيرك أن تسامح غيرك أن تُصلح غيرك أن تُرشد غيرك أن تنصح غيرك، الإنتماء هو أن تهب وقتك ونفسك وعلمك وعملك لوطنك لشعبك لدينك... لغيرك... والإنتماء الإجتماعي هو الشعور بالانتماء للمجتمع ويهدف الى المحافظة على استقراره ونموه، المشاركة الإيجابية في أنشطة المجتمع، الدفاع عن مصالح المجتمع، الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للمجتمع، المحافظة على ممتلكات المجتمع، حث الآخرين على التعاون لمواجهة المشكلات ووضع البرامج المناسبة لمواجهتها!

المشاكل!

إن معظم المشاكل التي تواجهنا اليوم من قتل لبعضنا البعض وتجريح وسرقة وتخريب وحرق وخرق لحُرمة المؤسسات العامة في جميع البلدان هي لأننا نجهلنا معنى الإنتماء الحقيقي... ولحلّ هذه المشاكل فإن أول ما يجب علينا أن نُصلح هي عقليتنا بتعميق الإنتماء في نفوس وعقول وقلوب شبابنا وأطفالنا حتى يترعرعوا على حب وطنهم وحب الخير والمساعدة والتضحية ويعملوا من أجل رفعته ويفخروا به متى وأينما كانوا. فلنعلم جميعاً إن ما يبني الأوطان ويكسبها عزّها ليس مكانها أو حجمها أو عدد سكانها، إنما هو بقدر ما يقدّمه الناس من أجل بلدهم... فلنقدّم لبلدنا ما نستطيع ولنقل بكل فخر هذا موطني، أعيش به ويعيش بي... وليكن شعارنا "يد بيد نصنع المستحيل".

يتبع...

تل السبع

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة