الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 18:02

المحمول بحدود اللامعقول/بقلم: جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 25/01/12 08:59,  حُتلن: 10:59

جاء في المقال:
سوء استخدام الهاتف الخليوي يوثر على المجتمع سلباً وتكون سلبياته أكثر بكثير من ايجابياته

الهاتف الخليوي له دور مهم اذ يقدم خدمة كبيرة للناس فيوفر جهداً كبيراً عليهم سواء أكان في الوقت أو في المال أو في التنقل من مكان إلى آخر

الهاتف النقال نعمة مثله كمثل جميع الأدوات والآلات التي نستعملها في حياتنا اليومية أما إذا أسأنا استعماله وأصبح وسيلة للتسلية ووسيلة للاعتداء بها على الغير فعندها يكون مصدرا أو أداة لفتح أبواب الشر والهلاك في المجتمع

كثيرة هي النعم التي منّ الله بها علينا ولا مجال لحصرها ، وكلها من أجل تسهيل وتيسير حياة الإنسان ، أي إنسان ، فهناك العديد من الابتكارات والاختراعات التي اهتدى إليها العلماء والباحثون وتتعلق في المجال التكنولوجي لتصل إلى العامة ويتم استغلالها والاستفادة منها ، ولا سيما من الناحية الايجابية ، ولكن ماذا لو أساء الإنسان استعمال واستغلال هذه الوسائل والتي هي نعمة من نعم الله ، عندها تتحول الى نقمة وباب من أبواب الشر ؟.

الهاتف المتطور
إن الهاتف الخليوي له دور مهم ،اذ يقدم خدمة كبيرة للناس فيوفر جهداً كبيراً عليهم ، سواء أكان في الوقت ، أو في المال ، أو في التنقل من مكان إلى آخر ... الخ ، إضافة إلى خدمات أخرى عديدة ومتوفرة في هواتف الجيل الثالث (الهاتف المتطور) . حقاً إنها لنعمة كبيرة أن نتواصل مع الآخرين بقليل من الجهد والتكلفة والوقت ،سواء بالحديث المباشر ، أو بإرسال الرسائل القصيرة ، أو تقديم التهاني أو غيرها دون الحاجة إلى إرسالها في البريد العادي والذي يتطلب منا الوقت والجهد والانتظار في بعض الأحيان نتيجة للازدحام وغيرها من الأسباب التي نهدر من خلالها الوقت . لا شك أن هذا الجهاز الخليوي أصبح مقوّما هاما لجميع الناس بلا استثناء وضرورة ملّحة لجميع الفئات العمرية حيث نلحظ أنه أصبح عبارة عن البوصلة التي يستدل بها الشخص في أي مكان كان ويستطيع التوجه من خلاله إلى حيث يشاء والوصول إلى هدفه بأقصر وأسرع الطرق فأصبح بإمكان الأمّي ، والمتعلم ورجل الأعمال وحتى الطفل في مدرسته أو أثناء الرحلة المدرسية ، أصبحوا جميعا لا يستطيعون التحرك ولو للحظات دون أن يكون بحوزتهم هذا الجهاز ، إذ يستطيع السائق الإبلاغ عن عطل ما في مركبته عن طريق الاتصال ، وكذلك الطفل أثناء وجوده في الرحلة المدرسية ، وهكذا .. . لا شك أنه والى جانب هذه الايجابيات التي نحصل عليها من هذا الجهاز فهناك سلبيات كثيرة نتيجة لسوء استعمال هذا الجهاز ، وبمعنى آخر قد نسبب لأنفسنا أضرارا كثيرة ، أو نختارها لأنفسنا دون أي دافع خارجي أو مسبب خارجي ، فمن هذه السلبيات الفاتورة الكبيرة التي يدفعها الفرد منا عند استعماله للهاتف بطريقة مبالغ بها وغير ضرورية.

الاستعمال المفرط
ومن الأضرار أو السلبيات الأخرى لإستعمال الهاتف عندما يتحدث الناس في أماكن عامة مثل المساجد، أو في بيوت العزاء، أو غيرها من المناسبات الاجتماعية المختلفة والتي قد تسبب ضررا أو إيذاء للغير. هناك أضرار أخرى صحية جراء استعمال الهاتف الخلوي والتي تؤثر على جسم الإنسان أو على الأجزاء الحساسة منه مثل الدماغ ، والقلب نتيجة حشو جزء كبير من الطاقة الكهربائية في جزء صغير من هذا الجهاز الأمر الذي يؤدي إلى سرطان في الدماغ ، وفقدان الذاكرة في بعض الأحيان . رغم أن للهاتف المحمول كثيرا من الايجابيات في تسهيل عملية التواصل بين الأفراد ، واختصار المسافات ، الا أن سوء استخدامه يوثر على المجتمع سلباً وتكون سلبياته أكثر بكثير من ايجابياته ، خاصة وأنه أصبح ملحوظاً في الآونة الأخيرة أن عدد مستخدمي هذا الجهاز في ازدياد ، وأصبح الناس ينفقون أموالا طائلة من أجل شرائه واستخدامه ، الأمر الذي أصبح الاستغناء عنه أمراً شبه مستحيل ، وبسبب عدم استعماله بالشكل الصحيح انشغل الكثير به وأهملوا بعض الواجبات من خلال الاستعمال المفرط ، وتعلقهم به حتى وصل الحال بالكثير من مستخدميه إلى الإدمان عليه مثل الإدمان على أي شيء آخر.

وسيلة للتسلية
عندما يخرج الهاتف المحمول عن وظيفته الأساسية ويصبح جزءا لا يتجزأ من شخصية الإنسان فيصبح الأمر في غاية الخطورة، خاصة وأن استعماله يفوق الحد المعقول والمقبول خاصة في حالة الاستخدام السيء من خلال الاعتداء على حرية الآخرين ، وهذا ما يتعارض مع كل الشرائع السماوية ، ويتعارض كذلك مع العادات والتقاليد ، ويتنافى مع الأخلاق ، فكما أن لكل شيء وظيفته ومهمته الأساسية الخاصة بظروف تصميمه ، وهدف من اختراعه ، فكذلك هو الحال بالنسبة للهاتف النقال ، فإذا كانت السيارة لغرض السفر ونقل الركاب فلا ضرورة ولا حاجة بأن نعتبرها آلة للسباق مثلاً ، وكذلك الحال إذا كان الهدف الأساسي من صناعة الهاتف النقال هو الاتصال مع الآخرين ، فلا حاجة بأن نستعمله كمذياع أو كاميرا ندخل فيها الى خصوصيات الآخرين ، وننتهك بها حرمات الآخرين . يكون الهاتف النقال نعمة مثله كمثل جميع الأدوات والآلات التي نستعملها في حياتنا اليومية ، أما إذا أسأنا استعماله وأصبح وسيلة للتسلية ووسيلة للاعتداء بها على الغير فعندها يكون مصدرا أو أداة لفتح أبواب الشر والهلاك في المجتمع ، وخاصة في أوساط الشباب والمراهقين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 


 

مقالات متعلقة