الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 03:01

الغيرة التي اصابها الصمم / بقلم: إسراء محاميد

كل العرب
نُشر: 26/12/11 22:45,  حُتلن: 07:32

إسراء محاميد:

تثيرني تلك النزاعات العقيمة التي تحدث لأتفه الأسباب وتقلقني تلك المشاعر البغيضة التي تكنها جارة لجارتها لأنها فاقتها مالاً أو جمالاً

أرجو أن يصلح مجتمعنا بمن فيه فيخلو من هذه المصطلحات الرهيبة التي تعشش في خلاياه فتحوله الى مجتمع فاسد، تسوده الكراهية والأحقاد

هي إحدى الصفات الإنسانية التي لا يمكننا اقتطاعها واجتزاؤها من مجموع الصفات الانسانية. بل هي لب كون الإنسان إنساناً. إلا أنها تتعدى كونها ذلك الشعور الأرعن للشخص بالغيرة والحسد والحقد على من حوله، حين تترجم الى أفعال، وتصبح مقصودة مؤذية، وموجهة. هي مزيج من التحام والتصاق صفات غير انسانية بانسان، تجرد من انسانيته. لا سيما حين تؤدي الى عواقب وخيمة.
فحين نرى الأخ قد قاطع أخته، أو الصديق قد غدر بصديقه، والزميل قد هجا زميله، لمجرد شعوره بغيرة هوجاء لا داعي لها، فهنا يكون قد دق ناقوس الخطر، وبدأ المجتمع بالحراك نحو الهاوية. فالشخص يمثل المجتمع، والتصرفات الفردية تنعكس على مجموع الأفراد، فالعدوى ستنتقل شئنا أم أبينا من شخص الى آخر، بفعل القرابة والبيئة والتقارب الاجتماعي المفروض على بني البشر.

عرقلة المسيرة
تثيرني تلك النزاعات العقيمة التي تحدث لأتفه الأسباب، وتقلقني تلك المشاعر البغيضة التي تكنها جارة لجارتها، لأنها فاقتها مالاً أو جمالاً.
الغيرة العمياء، هي مصطلح يرافقنا طيلة حياتنا، بحيث نجده يلوح لنا في كل خطوة نخطوها، وعند أي منعطف نود اجتيازه. فدائماً ما نجد أشخاصاً يتربصون بنا، ويحاولون عرقلة مسيرتنا بغية ثنينا عن مسارنا. فمنا من يستسلم ومنا من يتابع مسيرته دونما التفاتة الى ذلك الشبح القاتم الجاثم فوق صدورنا.

خنوع وهزيمة
والويل كل الويل لمن قرر الاستسلام والتنحي، وكأنما اثر الخنوع والهزيمة. ربما يتساءل البعض، لم أطرح هذا الموضوع، ولم اوليه تلك الأهمية. ذلك أن هذه الكلمة على صغرها، هي سلاح فتاك، ذو حدين، ولو أننا بحثنا في كثير من أعمال العنف التي حدثت مؤخراً في بلدتنا وسائر البلاد لوجدنا أن الغيرة هي الدافع الرئيسي والمحرك لتلك الأعمال والجرائم، فنجد الزميل يغار من زميله لتفوقه. والجارة تغار من جارتها فتكيد لها المكائد، وآخر يغار على انسانة يحبها.. فيجن جنونه، وزملاء العمل يغارون من زميلهم فيختلقون الكثير من الطرق لعرقلة عمله!

المصطلحات الرهيبة
أرجو أن يصلح مجتمعنا بمن فيه. فيخلو من هذه المصطلحات الرهيبة التي تعشش في خلاياه فتحوله الى مجتمع فاسد، تسوده الكراهية والأحقاد.
فلنكن قلوباً محبة للغير، سعيدة لنجاح الآخرين، معززون لهم لا محبطون. ولنزرع تلك المحبة والتسامح في قلوبنا قبل قلوب أبنائنا.
ولنفسح مجالاً للألفة والترابط والعطاء. ولندرك أن كلا منا سيأتي دوره على سلم النجاح إن كان هو مثابراً، وإننا لن نكسب من حقدنا على الآخرين، ومن اختلاق الأكاذيب للإطاحة بهم، بل اننا سوف نقع بشرّ أعمالنا، فلنتقي تلك اللحظات التي قد تقلب الموازين، وتكشف شرور أنفسنا!
حطموا قيد الغيرة والحسد المعششان في نفوسكم، وانبذوا تلك الصفة القاتلة، بل واستبدلوها بمحبة وتسامح وآخاء. ذلك هو المستقبل المشرق، الذي قد يقودنا الى الانجاز تلو الانجاز.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة