" وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات .. فكّر بغيرك .. مَن فقدوا حقّهم في الكلام" – محمود درويش

أبرز ما جاء في البيان:

كنت ولا أزال أومن أن قضية الأسرى هي من أهم ارتكازات القضية الفلسطينية

اتخذت قراري الفردي وبمبادرتي الذاتية أن أعلنتُ الإضراب عن الطعام والإعتصام في ساحة "عين العذراء" ومن ثمّ انتقلتُ إلى "ساحة المدينة – شارع الكازانوفا" في الناصرة

لقد كان قراري هذا قراراً صعبا بالنظر إلى الوضع الصحّي الذي أمر به في الفترة الحالية من حياتي ونظراً إلى العلاجات الكيماوية التي أخضع لها

وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب البيان التالي الصادر عن الفنانة الفلسطينية ابنة مدينة الناصرة ريم بنا حول اعلانها الاضراب عن الطعام تضامنا مع الاسرى. وجاء في البيان:" يقبع أكثر من 11000 أسيرة وأسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية بأحكام أمنية صدرت ضدّهم وهم ليسوا إلا من مَن مارسوا حقهم الطبيعي في مقاومة الإحتلال ، وتمارس سلطات السجون بدوافع سياسية عنصرية شتّى الممارسات القمعية المنافية للمرجعيات الدولية لحقوق الأسير والمنافية للمرجعيات الأخلاقية لحقوق الإنسان ولا تقتصر هذه الممارسات على الأسيرات والأسرى وحتّى على الأسرى القاصرين فحسب, إنما تطال وبشكل سادي ذويهم وأقاربهم من خلال جعل إجراءات الزيارة مضنية وشاقة عن طريق وسائل التفتيش المهينة او اختيار متعمّد لمعتقلات بعيدة عن مدنهم وقراهم وحتى منع الزيارة قطعياً. هذا وبعد تردّي الأحوال بشكلها الأقسى وتصعيد الممارسات كي تبلغ منع الأسرى من التعليم واستسهال فرض العزل على بعضهم لفترات طويلة تبلغ في بعض الحالات حد السنوات, فقد قرّر أكثر من 6000 أسيرة وأسير .. الإعلان عن الإضراب عن الطعام يوم 27.9.2011 , حتى تحسين ظروف الأسر والتعامل معهم وفق المعايير المتعارف عليها وفق القوانين الدولية".

الإعتصام في ساحة "عين العذراء"
وأضاف البيان: " وعليه ، أنا الفنانة الفلسطينية الملتزمة إبنة الناصرة، ريـم بـنّـا، كنت ولا أزال أومن أن قضية الأسرى هي من أهم ارتكازات القضية الفلسطينية, حيث يشكّل الأسرى المُتــّكئ الصلب الذي يحمل القضية الفلسطينية بكلّيتها، هم جرحنا الصامت والمُغيّب, وقد كرّستُ الجزء الأكبر من مسيرتي الفنية لهؤلاء الأبطال في كلّ أمسياتي الفنيّة في شتّى أنحاء العالم وذلك من خلال نشر وتسليط الضوء على قضيتهم في كل مهرجان أو حفل أو أمسية كنت قد شاركت أو سأشارك بها عبر صوتي وأغنياتي, ومن أجلهم وحدهم من أجل فلسطين, اتخذت قراري الفردي وبمبادرتي الذاتية أن أعلنتُ الإضراب عن الطعام والإعتصام في ساحة "عين العذراء" ومن ثمّ انتقلتُ إلى "ساحة المدينة – شارع الكازانوفا" في الناصرة, تضامناً مع كلّ أسيرة وأسير في السجون الإسرائيلية التي تتعمّد المؤسسة أن تحوّلها من سجون إلى شبه مقابر للأحياء".

اعلنتُ الإضراب المفتوح
وتابع البيان:"لقد كان قراري هذا قراراً صعبا بالنظر إلى الوضع الصحّي الذي أمر به في الفترة الحالية من حياتي ونظراً إلى العلاجات الكيماوية التي أخضع لها، ولكنّي عزمتُ وقررتُ بالرغم من كل هذا إيماناً منّي بقضية الأسرى ودعوةً صادقة لكل الوطنيّين الشرفاء للوقوف إلى جانبهم.
لم يحتاج الحسم في هذا الموضوع - رغم صعوبته- إلى الكثير من التخطيط والإعتبارات الثانوية، فقد توجّهت يوم الاثنين 10.10.2011 الساعة العاشرة صباحاً إلى أحد مواقع المدينة "ساحة عين العذراء" لا أملك سوى تصميمي وإرادتي وإيماني بقضيتي ولوحة ورقية كتبتُ عليها أني قد اعلنتُ الإضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع المُضربين من الأسيرات والأسرى".

دعم الأسيرات والأسرى
واختتم البيان:" توافد إلى الموقع أعداداً من المارّة والمتضامنين وبدا لي أن الأمر سيتحوّل إلى حـِراك شعبي جدّي - ولا زلت أومن أنّه سيصبح كذلك - لكنّي وللأسف تركتُ الموقع وانتقلت إلى "ساحة المدينة" لأن الهدف الذي اعتصم من أجله أرقى وأسمى من أن يُزجّ ضمن مصالح حزبية وفئوية ضيقة, ويستوجب منّا تطويع طاقتنا لما هو أصدق وأنظف من مهاترات الأحزاب.
إنّي أُعلن من خلال هذا البيان أنّني مستمرّة في اعتصامي وإضرابي عن الطعام إلى أن تتحقق مطالب الأسرى وإنهاء إضرابهم, أو إلى أن يتحوّل اعتصامي هذا إلى حـِراك شعبي يضمن متابعة المسير.
وأهيب بكل الشرفاء في هذا الوطن إلى الإنضمام أو إلى أي تحرّك نضالي من شأنه دعم الأسيرات والأسرى في قضيتهم العادلة، علّنا نستطيع أن نردّ لهم جزءً بسيطاً من حقهم علينا".