نديم خوري:

سوريا تنزلق نحو حرب على النمط اللبناني ما سيزعزع الاستقرار في المنطقة إلى حد خطير

رضوان زيادة:

هذا هو السبب في حاجتنا لمنطقة حظر طيران، مثل هذه الخطوة ستوفر ملاذا آمنا للقوات المنشقة

المنفي السوري والصوت البارز في المعارضة، إن القتال في الرستن يؤكد الحاجة لتدخل أجنبي أقوى

أشارت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الى فشل مشروع قرار مخفف في الأمم المتحدة بسبب تهديد روسيا والصين باستخدام الفيتو ضده وقالت ان سوريا تنزلق حالياً نحو هاوية حرب أهلية.

 

وكتب اليستر بيتش في الصحيفة:" اضطرت بريطانيا وحلفاؤها في الاتحاد الاوروبي للتخلي عن دعوات الى فرض عقوبات فورية ضد سوريا مع ظهور انباء عن ان مئات من المنشقين عن الجيش السوري يقاتلون ضد قوات (الرئيس السوري) بشار الاسد في اول مواجهة كبرى ضد النظام.
ومع تصاعد المخاوف من ان سوريا على حافة الانزلاق الى حرب اهلية، فإن بريطانيا وفرنسا وحلفاءهما الأوروبيين اضطروا لسحب المطالبات بعقوبات فورية ضد سوريا بعد ان فشلت القوى العظمى في الاتفاق على مسار مناسب للعمل.

مجموعة من العقوبات الأوروبية والأميركية
ووزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مسودة قرار مخفف جدا على أعضاء مجلس الأمن يدين النظام البعثي في دمشق. لكن المطالبة بعقوبات فورية الغيت بسبب معارضة روسيا والصين. وكان المندوبون يأملون أن الوثيقة الأضعف، التي طالبت "بوضع حد فوري للعنف"، ستتم الموافقة عليها حتما من جانب هاتين الدولتين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو).
وانتقد أحد الضاغطين السوريين من أجل عمل أقوى، خلال وجوده امس في نيويورك، مشروع القرار المقترح قائلاً ان "لا جدوى منه في الأساس". وقال وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة إنسان لحقوق الإنسان: "إنه عمليا ضعيف جدا. وهو لا يذكر المحكمة الجنائية الدولية كما لا يتضمن حظرا على السلاح".
وهناك مجموعة من العقوبات الأوروبية والأميركية على سوريا سارية المفعول الآن، ولكن لم تتم الموافقة على أي عقوبات في الأمم المتحدة.

التطورات
وجاءت التطورات في نيويورك فيما استمر القتال في مدينة الرستن وهي معقل للمعارضة اصبحت مكانا لتجمع المنشقين عن الجيش. وقال الناشطون إن اكثر من ألف منشق ومواطنين مسلحين يشنون الآن معركة ضد قوات الأمن، التي تفرض حصارا على المدينة مدعومةً بالدبابات والمروحيات الهجومية.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان "أفاز" ومقرها نيويورك فان النظام السوري نشر حتى طائرات مقاتلة لقصف البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألفا، وهو ادعاء كررته منظمتان على الأقل للناشطين الذين يراقبون تطورات العنف. وقالت منظمة ثالثة إن الطائرات ألقت غازا ساما، رغم أن من غير الممكن التحقق من اي من هذين الإتهامين. وقال احد الشهود متحدثا إلى "آفاز": "في الرستن يستخدمون طائرات عسكرية لقصف شعبهم". ووردت تقارير عن قصف بالدبابات في أماكن أخرى من البلدة، وتمشيط للأحياء بالرشاشات، وقطع المياه والكهرباء عنها.

تصعيد للعنف
وقال نديم خوري الباحث في "هيومان رايتس ووتش" في بيروت إنه سمع تقارير عن طائرات فوق الرستن لكنه لم يتلق معلومات حول إسقاط قنابل. وإذا كان الاتهام صحيحا فهذا يشكل أول تصعيد خطير للعنف. وسيزيد من المخاوف بأن سوريا تنزلق نحو حرب على النمط اللبناني ما سيزعزع الاستقرار في المنطقة إلى حد خطير. وقال رضوان زيادة، المنفي السوري والصوت البارز في المعارضة، إن القتال في الرستن يؤكد الحاجة لتدخل أجنبي أقوى.
واوضح قائلا :"هذا هو السبب في حاجتنا لمنطقة حظر طيران"، مضيفا أن مثل هذه الخطوة ستوفر ملاذا آمنا للقوات المنشقة. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت: "إذا كان هناك ما يذكر بقوة بأن على الامم المتحدة ان تتخذ مزيدا من الإجراءات فهذا هو".

تدخل قوات متمردة
ورغم أن حركة الاحتجاج السورية كانت إلى حد كبير سلمية منذ اندلاعها في آذار (مارس)، فقد وردت تقارير عديدة في الآونة الاخيرة عن تداخل قوات متمردة مع المجموعات المحتجة. وشهدت منطقة حمص الواقعة على بعد 10 أميال جنوبي الرستن أكبر عدد من الانشقاقات. وحدثت أشد أعمال القمع الدموية في هذه المنطقة. والمعركة في الرستن هي أول مواجهة رئيسية بين المنشقين والنظام، رغم ان غالبية القوات السورية ما زالت موالية للجيش.

عنف وحشي
وحتى الآن، كما ذكر الناشطون لصحيفة "ذي اندبندنت"، فإن بعض المحتجين بسبب العنف الوحشي الذي تمارسه الدولة، يسعون الآن لتسليح أنفسهم. وقال أحدهم: "الناس يبحثون عن اتصالات وتمويل. وجاء استمرار العنف أمس في الوقت الذي دعت فيه منظمة "هيومان رايتس ووتش" إلى تحقيق دولي في تقطيع جثة فتاة سورية في الثامنة عشرة.
وتعرضت الفتاة، زينب الحسني، وهي من حمص، إلى التعذيب وقطع راسها قبل إعادة جثتها إلى عائلتها. كما قتل مهندس نووي في حمص بالرصاص، وفقا لوكالة الانباء الحكومية. والقى المسؤولون باللوم على "إرهابيين مسلحين"، لكن الناشطين قالوا إن النظام يستهدف الأكاديميين.