نفور المرأة الحامل من بعض الروائح والأغذية، أمر شائع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل

على الحامل ألا تجبر نفسها على تناول طعام تكرهه فقط، لأنّه مفيد لصحتها، لأن ذلك سيزيد من مرضها

نسبة 15 إلى 20 في المئة من حالات الحمل، تنتهي بالإجهاض، الذي غالباً ما يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى

بينما تشعر بعض النساء الحوامل بأن رغبتهنّ في ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج قد زادت خلال الحمل، ويستمتعن بكونهنّ غير مضطرات إلى تناول حبوب منع الحمل، فإنّ البعض الآخر من النساء يفقدن هذه الرغبة

بالنسبة إلى معظم النساء، تُعتبر الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، الأكثر إرهاقاً خلال فترة الحمل، ذلك أنّ لهذه الفترة ظروفاً خاصة، وأعراضاً متميّزة عمّا يليها من الشهور، سرعان ما تتجلى إبتداء من الشهر الرابع. لهذا، نقدّم لك هنا كل ما يجب أن تعرفيه عن أعراض الأشهر الأولى من الحمل.
يُقسّم الأطباء أشهر الحمل التسعة إلى ثلاث مراحل، تدوم كل مرحلة منها ثلاثة أشهر. وتُعرف المرحلة الأولى لدى العامة بمرحلة الوحم، لكن الوحم ليس الشيء الوحيد الذي يميزها، وإنما هو مجرد واحد من ملامح كثيرة تميّز الأشهر الثلاثة الأولى عن باقي فترات الحمل.

- الوحَم:
نفور المرأة الحامل من بعض الروائح والأغذية، أمر شائع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ولأن عملية الهضم تصبح أبطأ لدى المرأة الحامل، فإن بعض الأغذية، التي كانت تحبها قبل الحمل، تصبح كريهة بالنسبة إليها. من جهة أخرى، على الحامل ألا تجبر نفسها على تناول طعام تكرهه فقط، لأنّه مفيد لصحتها، لأن ذلك سيزيد من مرضها. أمّا الوحام، فهو الوجه الآخر لهذه العملة، حيث تشتهي المرأة الحامل تناول غذاء بعينه، وعلى الرغم من أن سبب الوحام غير معروف، إلا أنّه يعتبر الطريقة التي يخبرها بها جسمها، عمّا يمكن لها أن تأكله من دون استفراغ.

صورة توضيحية

- الثديان:
تُسلط المرأة الحامل إهتمامها على بطنها، إعتقاداً منها بأنّه مركز كل التغيُّرات التي يُتوقع حدوثها خلال الحمل، في حين أن أوّل أعراض الحمل تظهر على الثديين، حيث تلاحظ المرأة أن حمّالات الصدر أصبحت ضيقة بفعل كبر حجم صدرها، هذا إلى جانب أعراض أخرى تختلف من سيدة إلى أخرى، مثل ظهور بثور أو نَمَش، تقلبات مزاجية، انتفاخ.

- فحوص الحمل:
هناك فحوص كثيرة يُنصح بإجرائها خلال الحمل. فهناك مثلاً الفحص بالصدى، حيث يعمد أغلب الأطباء، خلال أوّل زيارة للمرأة الحامل لطبيبها، إلى إجراء فحص بالصدى للتأكد من وجود حمل، وتحديد تاريخ الحمل إذا كانت الحامل لا تعرف متى تم الإخصاب لديها. ومن الفحوص الأخرى فحص (سي. في. سي)، وهو الكشف عن أي خلل في الـ"كروموزومات"، مثل "متلازمة داون"، الذي يُجرَى عادة ما بين الأسبوعين العاشر والثاني عشر. وهناك الفحص الجيني، يجب على الحامل إجراؤه، إن كانت تعرف أنّ في عائلتها أو عائلة زوجها مرضاً وراثياً، يمكن أن ينتقل إلى الطفل، حيث يُبيّن هذا الفحص إن كان الجنين مصاباً بالمرض أم لا.

- الإرهاق:
التعب الشديد أو الإرهاق أمر شائع لدى الحوامل، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. في تلك الفترة يكون معدّل الاستقلاب، أي كمية الطاقة التي يحرقها الجسم لإنجاز وظائفه الحيوية، أكبر من العادي، كما تكون الحالة النفسية للحامل متقلبة، ما يؤثر أيضاً في حالتها. لكن هذا الشعور بالإرهاق، غالباً ما يخف في الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، وإن لم يخف فربّما تكون الحامل مصابة بأنيميا نقص الحديد، حيث إن أكثر من 50% من الحوامل يُعانين هذا النقص في الحديد، عند بلوغهنّ الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، حسب دراسة أميركية.

- العدوى والميكروبات:
قد يفاجئك أن يصف لك طبيبك، بعض المضادات الحيوية لعلاج حالات بسيطة، مثل إلتهاب اللثة أو عدوى في المثانة البولية، لكن ما لا تعرفينه، هو أن أي عدوى جرثومية، أو إلتهاب في أي مكان من الجسم، قد يكون عاملاً مؤدّياً إلى الولادة قبل الأوان. لهذا، إذا رأيت طبيبك المتخصص في النساء والولادة، قد وصف لك مضادات حيوية، فاعلمي أنّه رأى أن نفعها سيكون أكثر من ضررها، وإذا وصفها لك طبيب متخصّص في مجال آخر، فعليك أن تستشيري طبيب النساء والولادة قبل أخذها.

- الإجهاض:
من المؤسف أن نسبة 15 إلى 20 في المئة من حالات الحمل، تنتهي بالإجهاض، الذي غالباً ما يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى. نساء كثيرات يُؤنبن أنفسهنّ نتيجة ذلك، وهذا خطأ، فلم يثبت أي دليل علمي أنّ الحالة النفسية السيِّئة أو الإرهاق أو ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة، هي سبب من أسباب الإجهاض. لهذا، فعلى الحامل إن لاحظت نزيفاً من المهبل، أو مجرد قطرات دم قليلة، عليها أن تتصل فوراً بطبيبها. وإذا حصل إجهاض لا قدر الله، ونجم عن ذلك معاناة نفسية كبيرة للحامل، فيمكنها أن تطلب المساندة وجلسات علاج نفسي، لدى طبيب نفسي، فهذا يساعدها كثيراً.

- زيادة الوزن:
على الرغم من أن أغلب السيدات يعرفن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملهنّ، زيادة في الوزن يصل معدلها إلى كيلوغرامين ونصف الكيلوغرام تقريباً، إلا أن هناك حوامل يعرفن نقصاناً في الوزن. وهذا ليس أمراً غريباً إذا أخذنا بعين الإعتبار أنهنّ يشعرن بغثيان كل صباح، ويكرهن رائحة وطعم أصناف كثيرة من الأطعمة، ويستفرغن أحياناً بعد الأكل. إذا حصل هذا معك وأنت حامل فلا تقلقي، فسرعان ما سيتحسّن الوضع وتبدئين في كسب الوزن. وعلى كلٍّ، يتوجّب على النساء الحوامل أن يُقدّرن جيِّداً ويَعين أنّ الحمل ليس وقتاً مناسباً لإتباع أي حمية غذائية لتخفيف الوزن، بل الحمل هو فترة ينبغي على المرأة خلالها أن تتغذى جيِّداً وبالطريقة الصحيحة، (بعض النساء يحتجن إلى تناول ست وجبات صغيرة في اليوم، للتغلب على الشعور بالجوع). ويجب أن نعلم أنّ الحامل عندما تحرم جسمها من حاجياته من الطعام، فإنّها تدفعه إلى الإستهلاك من مخزونه من المواد الغذائية، ما يعني إستنفاد ما يخبئه الجسم من عناصر مهمة، مثل الكالسيوم والحديد مثلاً.

- مواعيد الطبيب:
بمجرد أن تعلمي أنك حامل، اتِّصلي بالطبيب واطلبي مواعيد للأشهر التسعة المقبلة، فبعض الأطباء تشهد عياداتهم إزدحاماً كبيراً. هكذا يمكنك أن تحصلي على مواعيد تناسبك وتناسب زوجك، إذن من الأفضل أن يرافقك زوجك ما أمكن، إلى زيارة الطبيب، ليقدّم لك الدعم النفسي والمشاركة الوجدانية.

- العلاقة الزوجية الحميمة:
بينما تشعر بعض النساء الحوامل بأن رغبتهنّ في ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج قد زادت خلال الحمل، ويستمتعن بكونهنّ غير مضطرات إلى تناول حبوب منع الحمل، فإنّ البعض الآخر من النساء يفقدن هذه الرغبة، بل لا يرغبن سوى في الإستلقاء على السرير والنوم. إذا كنتِ ممّن فقدن الرغبة في معاشرة الزوج، فلا تقلقي، لأنّها سرعان ما ستعود إليك، ربّما في الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، وهي الفترة التي تُسمّيها الكثيرات من النساء، "شهر عسل فترة الحمل".

- ظهور الحمل:
قد لا يظهر عليك الحمل بوضوح إلا بعد إنقضاء الشهر الرابع، حيث يكبر الرحم وينتفخ البطن، لكن هذا لا يعني أنك ستكونين خلال تلك الأشهر الأربعة، قادرة على إرتداء قياسات الملابس نفسها، بشكل مُريح، ذلك أن زيادة إفراز هورمون الـ"إستروجين" في جسم الحامل، يزيد من كمية الدهون المخزّنة في أماكن عدة من الجسم، خاصة حول الخصر.