الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 03:01

آمال تمشط فضاء السماء


نُشر: 29/10/07 12:01

" أنت حقا أمنا ..يا أيتها الأرض فقد يكون أعظم ما فيك أنك كلما أمعنا النظر في أغوارك عمقاً زدت ثروة وجوهرا ً وعطاء"..
عندما فرش خليل تقي الدين أرض أوراقه بحبر هذا الشكر لفؤاد الأرض الرحيمة ، كان على يقين بأن الأرض كالأم مهما ازدادت جراحها وتعذبت في مسيرة حياتها تبقى حنونة وتعطي من أعماق قلبها وتزداد عطاء اذاما وجدت أن أبناءها يقدرونها ويتقنون الولوج في أغوارها والاعتناء بها كما اعتنائها بهم وضمهم إلى صدرها وتقبيلهم من شفاه شرايينها وبالأخص لو ظللتها أفنان زيتونة معمرة أفنت حياتها بين آلام مخاضٍ بدأت من ماضٍ بعيد..مذ زمن الفراعنة والفينيقيين ، وبدأت مسيرة حياتها بحمل تلو الآخر من أول بكرٍ لها في موسم زيتون إلى أولاد جدد في كل سنة فهي أيضا كالأم الرؤؤم...كريمة ..حنونة ، تغريك بحباتها اللامعة في كل سنة.
لكن ماذا تفعل هذه الأرض لو ضاعت حقوق أولادها عبر الحدود؟
فرحاب قرانا ومدننا العربية مليئة بكل أسراب أفرادها لفضاء الأراضي حتى تحلق من شجرة زيتون إلى أخرى  فهنا زيتونة بلدية وهناك أخرى نبالية وبينهما أطفالٌ يجولون ويلهون ببعض1 الثمار والكرات مما يعطي شرعية الاحتفال على منصة هذا التراب المقدس ولكن من هذا الذي يسمح بنكران هذه الشرعية في النهد الثاني لهذه الأرض والتي أطلقوا عليها " بلدان خارج الخط الأخضر" وكيف يفتخر أحد الحاخامات الإسرائيلية باغتصابه علناً لهذا الحق وهذا الاحتفال ؟
لا وقد أثارني حقاً بقوله أنه من الممكن قطف الزيتون متى شاؤؤا مدعيا بأنهم يرقصون في أرضهم ( أو أرضنا كما ذكر بضمير المتكلم الشرعي)..
وما إن سمع المستعمرون هذه المقولة حتى بدأوا بالاعتداء على ممتلكات إخواننا الفلسطينيين وتشغيل بلدوزراتهم لسرقة المحاصيل واقتلاع الأشجار وإني لأذكر بحسب آخر إحصائية عرفتها بأنه يتم اقتلاع شجرة زيتون كل دقيقة تقريباً.
فماذا يكون شعور هذه الأرض يا ترى؟ ومن يسمع نداءات استغاثاتها، وكيف تكون آلام ولادةٍ لأم ترى أن أطفالها يسرقون أمام عينيها المتعبتين؟
وما هو دور قطعان الخنازير الحقيقية التي يطلقها المستوطنون نحو أراضي قرى نابلس وبالأخص من مستوطنة " ألون موريه"؟ الهذه الدرجة يود هؤلاء رفع ضغط إخواننا الفلسطينيين؟ أو أن فوائد زيت الزيتون تهمهم لهذا الحد؟ أيستغلون ذلك لتفجير المرارة في جسد كل مزارع فلسطيني سهر أياماً وليالي حتى يحتضن بين ذراعيه أطفال كل شجرة ..
إني لأجد نفسي غبية جداً حين أفكر بهذه السذاجة ، فهل إسرائيل مهتمة جداً بزيت الزيتون ؟ أو أن هؤلاء الحاخامات لا يشبعون من دهن " سوالفهم الطويلة" بتلك المستحضرات الأوروبية؟
من الواضح أن دولتنا " الحبيبة" مهتمة جداً بهذا الاحتفال وطقوسه ولكنه وعلى ما يبدو فهو أكبر من مجرد بعض الشجيرات والسلام..أو اهتمام ساذج ببعض براميل من الزيت، فبالإضافة إلى محاولات تجويع هذا الشعب أكثر فأكثر وضرب اقتصاده حتى لو كان بالمفهوم البسيط...سنجد أننا أمام مهمة صعبة لتزوير التاريخ كما شاؤؤا فشجرة الزيتون هذه تدل على عمر أقدم من أقدم تاريخ كتب لليهود هنا..!
إنني لست بتلك المتشائمة ولكنني وعلى ما يبدو ؟؟أتعذب عذاب الآخرين حتى لو كان في الطرف الثاني للعالم ، فكيف لو كانوا اخوتي بالانتماء والشرف والعقيدة؟
وإني حقاً لا أبحث عن تلك المثالية ولكنني وددت لو أعدل بسيف هذا القلم وأن لا أجعل هذا الموضوع وكأنه موضوع هامشي قد لا تذكره وسائلنا الإعلامية حتى ، ولكن ماذا يكون اكثر من سرقة واغتصاب وقطع للأرزاق حتى نسلط الضوء عليه؟
وما جاءت مقالتي أيضا إلا للرد على تلك المقولة للدكتور حسين يونس أستاذ اللغة العربية في أحد الكليات بالرياض بقوله :" ما دامت النار في ديار جارك فهي ليست بنار فقد غلبنا حبنا لأنفسنا فعجزنا حتى عن مجرد الشعور بآلام الآخرين "..لأن العائلة مهما كبرت تبقى  مرتبطة رباطا دمويا لا اختلاف عليه وهكذا شعبنا الحبيب مهما تفرق يبقى كالجسد " إذا ما مرض أحد أعضائه تداعت له البقية بالسهر والحمى".
ولإخواننا الواقعين تحت ظلم الاحتلال أقول:يسكن نبضنا في كل حبة زيتون وتستقر قلوبنا معكم في جسد كل شجرة حتى لو تقطت أغصانها جميعا فدوما هناك ولادة جديدة لحدائق غناء، وآمال تمشط كل ليلة فضاء السماء .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.00
EUR
4.68
GBP
221975.83
BTC
0.51
CNY