الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 05:02

الأضراب شاهد عيان على الأحداث بقلم :تميم منصور

كل العرب
نُشر: 08/10/09 13:06,  حُتلن: 14:53


* الكثير من المواطنين العرب بؤيدون الاضراب من باب رفع العتب , لأن هذه هذه القيادات لا تملك الأليات الخاصة لصنع اجواء وتربية خاصة بالإضراب

* الملفت للنظر ان نسبه كبيرة من بين الذي خرقوا الاضراب كانوا من المثقفين من غير معلمي المدارس الذين أجبروا على الدوام من قبل وزارة المعارف

من بين المعطيات التي يدونها ويخلدها التاريخ وتترسخ في الأذهان طرق وأساليب وتفاعلات النضال الوطني , احدى هذه الأساليب النضالية الاضرابات وما ينبثق عنها .
اما العلاقة بين أي اضراب والحوادث المسببة له فغالباً ما تكون هذه الحوادث هي السباقة , الا اذا كانت هناك اضرابات تحذيرية عندها يكون الأضراب هو السباق , بات معروفاً ان شعبنا الفلسطيني متمرس ومشبع من كثرة الأضرابات التي قام بها على مر السنين , منذ وعد بلفور سنة 1917 حتى اليوم .
ليس من السهل حصر عدد هذه الأضرابات ووضعها في سلم زمني, لكن يبقى آخرها الأضراب الذي قام به الفسطينيون داخل الخط الأخضر مع بداية الشهر الحالي , جاء هذا الأضراب ليكون صرخة في وجه المؤسسة الأسرائيلية العنصرية الحاكمة لعلها تتذكر جرائمها واباحتها للدم الفلسطيني من قبل اجهزتها الأمنية التي تتعامل مع المواطنين العرب باعتبارهم اعداء وليس مواطنون كما ورد في تقرير لجنة اور .
يوجد لكل اضراب ميزاناً يقيس حرارة احداثه وقوة التعاطي والتجاوب معه من قبل الجماهير التي تتبناه وتحمله على اكتافها , السؤال الذي يطرح نفسه هل استوفى الأضراب الأخير (اضراب ذكرى هبة الأقصى ) حقه الوطني والتعبوي من قبل الجماهير العربية ؟ لقد كانت هناك نواقص وثغرات لابد من الأشارة اليها لعلها لا تتكرر في السنوات القادمة .
نعترف ان قيادات الجماهير العربية تملك ثراءاً وثقافة في تنظيم الاضرابات وممارستها , الا ان هذه القيادات فشلت حتى الآن في تسريب هذه الثقافة داخل اوردة ومسامات الجماهير العربية , وفشلت في جعل هذه الاضرابات التي تقام على خلفيات وطنية تحتل حيزاً كبيراً داخل مساحة اهتمام المواطن العربي .
ثبت حتى الآن ان الكثير من المواطنين العرب بؤيدون الاضراب من باب رفع العتب , لأن هذه هذه القيادات لا تملك الأليات الخاصة لصنع اجواء وتربية خاصة بالإضراب .
هذه القيادات فقيرة بوسائل الأعلام الكافية والقادرة على توصيل هذه الرسالة التي تعبر عن وجودنا الى كل المواطنين بطرق تعبوية حديثة لأن التواصل بين هذه القيادات ذاتها غير متماسك , وتواصلها مع الجماهير آني وموسمي مما يجعله ميتوراً .
النوافذ الأعلامية العربية التي تطل على ازقة وشوارع وحارات ومقاهي مدننا وقرانا، غالبيتها محصورة في مواقع وشبكات الانترنت واذاعة الشمس والصحف، وغالبيتها اسبوعية، من هنا فإن التعاون مع هذه النوافذ يبقى محدوداً رغم أهميتها، لكن الطرف الأخر وهم اليهود المسؤولون عن كل ما لحق بنا من أذى وتمييز قومي لا يستمعون ولا يشاهدون هذه المواقع ولا يقرأون صحفنا، انهم يتعمدون تجاهلنا خاصةً في وسائل الاعلام التي يملكونها في مقدمتها القنوات التلفزيونية هذه القنوات تتجاهل قضايانا ولا تتناولها الا من أبواب التحريض ضد المواطنين العرب.
ان عدم وجود قناة تلفزيونية فضائية عربية زاد من تعري المواطنين العرب اعلامياً وهذا بدوره ضاعف من تغييب قضاياهم لدى 80% من سكان الدولة وهم اليهود.
ومما هو جدير بالذكر أن التلفزة الاسرائيلية الناطقة بالعربية لا تمثل ولا تتحدث باسم الجماهير العربية، العكس هو الصحيح فقد وجهت دائماً من قبل الأجهزة الأمنية لمعاداتهم، ولا تزرع على شاشاتها سوى اليأس والاحباط، أما عن طبيعة الاضراب الأخير والذي قررته لجنة متابعة الجماهير العربية فقد كانت له خصائصه ومميزاته من بينها:
ـــ كان الاعلان عن هذا الاضراب وتحديد موعده من قبل لجنة المتابعة مبكراً وقاطعاً، لم يسبقه تردداً كما هي العادة في السنين السابقة، وقد أعلنت الجبهة الديمقراطية بأنها كانت السباقة في تبني هذا الاقتراح.
ـــ كان الاضراب شاملاً تقريباً حتى الساعة الثانية بعد الظهر، بعد هذا الوقت بدأ التساقط من قبل العديد من أصحاب المصالح والمحلات التجارية حيث بدأت تفتح أبوابها، هذا يؤكد أن المواطنين العرب لا يملكون النفس الطويل للاستمرار في تحمل هذا العبء، لأن الاضراب نوعٌ من القيود والمواطن العربي مثقل بالقيود ولا يريد المزيد منها.
ــــ مهما كان عدد الذين شاركوا في المظاهرة التي أقيمت في قرية عرابة فإن هذا العدد يبقى متواضعاً خاصةً اذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية الحدث والذكرى، ويبقى متواضعاً أكثر لأن نسبة الذي شاركوا لا تزيد عن 4% من العدد الكلي للمواطنين العرب الفلسطينيين في بلادهم، هذه النسبة المتواضعة لا تعكس أمال شعباً مستهدفاً دائماً وصاحب قضية وطنية.
ــ الملفت للنظر ان نسبه كبيرة من بين الذي خرقوا الاضراب كانوا من المثقفين من غير معلمي المدارس الذين أجبروا على الدوام من قبل وزارة المعارف، أما هؤلاء المثقفون فمنهم المحامون ومدققي الحسابات وغيرهم لقد داوم العديد منهم في مكاتبهم من وراء الأبواب المغلقة، يشاركهم العديد من اصحاب المحال التجارية الذين اعتمدوا على الأبواب الداخلية لتقديم الخدمات لزبائنهم.
لا نعرف اذا كانت هذه الظاهرة جديدة أم قديمة تحدث في كل مرة، في كلتا الحالتين هي خديعة تعبر عن الأنانية وضعف النفوس لكل الذين اختبأوا وراء الأبواب.

مقالات متعلقة