الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 11:01

ما بين ظبط النفس والتدجين

ابراهيم بدوية
نُشر: 29/03/24 12:58

يمر مجتمعنا العربي بما القت الحرب في قطاع غزة بظلالها على حالة آل اليها، في خضم سبات عميق غرقت فيه قياداتنا العربية.
بعد السابع من اكتوبر ذهبت القيادات الى مطلب ظبط النفس والحذر من انزلاق الشارع العربي في الداخل الفلسطيني، لاحداث شغب او تضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يمر بحرب إبادة جماعيه، نظرا للتحضيرات الامنيه بالضرب بيد من حديد ،كل من سيشارك حتى في ابداء رأيه، وذهبت لابعد من ذلك حيث هددت المؤسسة الامنية الاسرائيلية بالملاحقة الاقتصادية ايضا، والملاحقات المخابراتية، ولا شك ان المؤسسة نجحت في كبح جماح الشارع العربي الفلسطيني في الداخل.
وقد ظهر ركود الشارع جليا في غياب التوجيهات من قبل القيادات العربية، اول ذي بدء من لجنة المتابعة العربية مرورا باعضاء الكنيست.
حتى ان تخرج هذه القيادات الهزيلة، بمشروع اضراب شامل يتم العمل على انجاحه بضم كل مكونات المجتمع خابت بالقيام به.
لا شك اننا فوتنا بقدر كبير الفرصة للمتربصين بمجتمعنا وهو بجهوزية كامله بالضغط على الزناد لأي عمل يساند قطاع غزة.
ولكن بعد قرابة ستة اشهر يمكن التحليل بشكل قاطع ان هذه القيادات اخذت الدور الرئيسي في تدجين الشارع العربي في الداخل، واسقطت منه روح المبالاة بمصير اهلنا في القطاع، ولا شك ان مقابل هذا التدجين لم تحصل على شهادات اقرار من المؤسسة، بل على العكس حين اقرت الميزانية الحالية، قضمت نصيب المجتمع العربي. والانكى من ذلك جنت المؤسسة عبر هذا التدجين ضمان اسكات كل الاصوات الوطنية، وسلخ المجتمع العربي من انتماءه للشعب الفلسطيني.
يعلم القاصي والداني ان هذا التدجين يأتي ايضا بالتوازي مع مطلب سلطة الخنوع والهوان في رام الله. والتي تلعب دورا رئيسيا في توجيه قياداتنا البائسة للصمت والخنوع.
اشد  الخطورة في هذه  المرحلة المقبلة، ان تضيع رموز نضالاتنا الوطنية ونلمح ذلك هذه الايام فلا ذكر لاحياء يوم الارض الخالد. ولا ذكر  لفعاليات يوم القدس العالمي. ولا ذكر ليوم المرأة.
ولكن اظن ان ما سيبقى هو احياء يوم العمال العالمي .فربما جل ما تسعى اليه هذه القيادات البائسة ان يعيش ابناء مجتمعنا عمالا، يهرولون للقمة العيش ولو غمست بالذل والهوان والتدجين.
 

مقالات متعلقة