الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 23:02

واصل طه : أدعو قيادة الحركة الاسلامية العودة للمشتركة وعدم الاستمرار في الهرولة وراء السراب والاوهام

واصل طه
نُشر: 19/08/22 19:13,  حُتلن: 08:13

 قال رئيس حزب التجمع وعضو الكنيست السابق واصل طه في مقال له :"من يتابع تصريحات غانتس ولبيد ونتنياهو، يستنتج، حتما، ان هؤلاء جميعاً قد رضعوا من ثدي واحد، وتربوا وتثقفوا في مدرسةٌ الصهيونية التي تنظر الى الفلسطيني كعدو مبين، سواء اكانت البطاقة التي يحملها اسرائيلية، أو اميركية أم اوروبية، او حتى عربية من بطاقات الدول العربية المُطَِبعَة. بمنظور هؤلاء، فإن البطاقة ومهما كان لونها، فهي لا ولن تغير من وجهة نظر المؤسسة الاسرائيلية اتجاه الفلسطيني شيئاً، حيث يبقى هو عدوا مستهدفا باعتباره الضحية التي ستظل تطاردهم في كل زمان ومكان. كيف لا وهم يعرفون جيدا انهم هم من أكلوا لحما نيئا، لذلك فإن بطونهم وعقولهم قلقة متخوفة من اي فلسطيني، بكونه فلسطينيا شاهدا، وليس مهما تحت اي مظلة او قبعة يكون.


لهذا، فتصريحات غانتس ولبيد ونتنياهو، تأتي منسجمة مع هذه القاعدة العنصرية الثابتة، وتؤكد مجددا بأنهم عازمون على تشكيل حكومة لا تستند الى حزب عربي مهما أوغل ذاك الحزب بالانحراف والتصهين. هذه الحقائق الفاضحة يعلمها الصبي قبل الشيخ… وتؤكد صحة رفض التجمع التوصية امام رئيس الدولة على اي من المذكورين اعلاه. من هنا، ينبغي لنا التحذير أن الهرولة نحو الائتلاف والتوصية تنطوي على أبعاد انتخابية يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمها: أنها لا تحفز الناخب العربي على المشاركة بالانتخاب، ومن شأنها كذلك تعزيز وتعميق تكالب الاحزاب الصهيونية نحو المزيد من الاستهتار بالعرب، خاصة بعد تجربة القائمة الموحدة المأساوية الفاشلة التي تنازلت، من خلالها، عن المواقف المبدئية الاساسية التي ارتكز عليها نضالنا السياسي، وذاك عندما ارتمت في حضن الائتلاف الحكومي واندفعت مجانيا في مهاوي التنازلات، دون محاذير ودون فرامل، بل وحتى بتجاهل خطير للحد الأدنى من احترام للثوابت والكرامة الوطنية. لا شك أن حاجة الفلسطينين في اسرائيل الى توحيد الصف في هذه المرحلة، قد أصبحت ضرورة الساعة للحفاظ على حضورنا الكريم في وطننا، وتأمين مصالحنا الأساسية، في ظل تعمق القمع والعنصرية والهدم الرسمي الموجه لمجتمعنا، وتفاقم الازمة السياسة بين الاحزاب الصهيونية… وحيث تشكل الهرولة نحو الائتلاف عائقا امام توحيد الصف الانتخابي العربي.


لذلك يتعين على القيادات العربية الحزبية وخارجها، العمل والضغط على الموحدة والحركة الاسلامية الجنوبية كي يتراجعا عن وهم شعار التأثير بالمشاركة في الائتلاف الحكومي، لان تجربتهم اثبتت فشلها على ضوء ممارستها العملية التي شوهت نضالنا السياسي العريق النظيف، والذي تمكن من إنجاز الكثير خلال العقود السابقة دونما التنازل عن اي موقف سياسي له علاقة بقضيتنا الفلسطينية والمواطنة، ام بتلك التشريعات العنصرية العديدة التي وطدت الظلم والتمييز ضدنا، ورسخت ووسعت الاستيطان والقتل ضد شعبنا الذي يناضل من اجل الحرية وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وما ازدياد وتيرة ومنسوب الاقتحامات الصهيونية للمسجد الاقصى، في ظل الائتلاف الصهيوني الاسلامي الجنوبي الحالي، لهو خير دليل على سقوط رهانات القائمة الموحدة وعقم " مشروعها" الاستسلامي. وفي هذا السياق كذلك، فلا بد ان يتم الضغط ايضا على قيادتي الجبهة والتغيير للاعلان بشكل واضح، لا يقبل التأويل، في رفض فكرة المشاركة بالتوصيات أو دخول اي ائتلاف صهيوني قادم، وتبني مبدأ وحدة الصف العربي المؤثر، وهجر المواقف الضبابية المعروفة لدى بعض قيادة هذين التنظيمين، خاصة واننا نعرف عن قرب موقف القاعدة الشعبية لهذين التنظيمين من موضوعة التوصية، او الدخول في اي ائتلاف حكومي مستقبلي او التبرع بتشكيل شبكة امان لاي شقٍ يصبو لتشكيل الحكومة.


إن مراجعة قيادة الاحزاب لموقفها ليس فيه من العيب شيئ، بل هو الموقف الأسلم والأشرف لقيادة تناضل من اجل شعبها ومصالحه، وفي بيئة تعج بموجات من التمييز والعنصرية التي لا تنتهي. عليه، فإن واجب الساعة يقتضي ان تتخلى بعض القيادات عن نرجسيتها، وان تضع ارجلها على الارض وتلتحم بناسها، بعيدا عن الانجرارِ وَراء الاوهام الائتلافية والوعود العرقوبية لاقطاب الحركة الصهيونية يسارًا ومركزا ويمينا…. فنحن وجع بطونهم وعقولهم.

وعليه فأني ادعو قيادة الحركة الاسلامية اولا الى الانضمام للصوت الداعي الى وحدة الصف العربي وعدم الاستمرار في الهرولة وراء السراب والاوهام
لان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين والعودة الى المشتركة لتكون قائمة وحدة الصف ، كذلك ادعو باقي مركبات المشتركة الجبهة والتجمع والتغيير
لاعادة بناء المشتركة على اسس سياسية واضحة غير قابلة للتأويل على ان نستفيد من الاخطاء السياسية السابقة وتصويب نهج العمل المشترك بموجب برنامجٍ سياسي متفق عليه يعيد الاعتبار للناخب وللناس كافة الاعتبار والاحترام.
فقط بذلك نحفز الناس للتدفق نحو الصناديق فترتفع نسبة التصويت ، إن الوقت ضيق فلا تضيعوه.

مقالات متعلقة