الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 09:02

لا تُذكّرني يا محمد!/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 16/02/22 11:12

أرسل لي أحد زملائي الأصايل من كلية الهندسة بصورة نقية بهيّة جميلة لثلّة من الزملاء الأوائل الذي تفرقوا بين القارات وكتبَ معلقًا فبكيت ثم كتبت

كتب صديقي الحبيب والمهندس الأريب محمد ريان يقول معلقًا على الصورة الغالية المرفقة أعلاه:
8:34 ص، 08.02.2022  احتفاء شباب الكويت بزيارة سائد غيث، وقد كتبت لهم هذا التعليق
السلام عليكم،
نبدأ بالصلاة والسلام على خير الأنام، وآله وصحبه الكرام،
الله يحفظكم جميعا ويحميكم فردا فردا، ويبعد عنكم الشر والشيطان والحسد.
هل أنتم حقا مدركون لما يحدث؟
هؤلاء اللي بالصور عم يتعشوا سوا ...كانوا بيدرسوا (بيقروا) سوا قبل أربعين سنة، ما شاء الله، أربعين سنة،... يا الله ..دهر طويل، ...لقد هرمنا ...كما قال الرجل التونسي.
-كانوا ساكنين في مناطق مختلفة بالكويت الصغيرة، هلق ساكنين في بلدان وقارات مختلفة...بينهم بحار و محيطات باردة وجبال جامدة ..لكنها لا تقلل من حرارة اعتزازهم ببعض البعض.
-كانوا لسّة بياخدوا مصروفهم من أهاليهم، وهلق بعضهم مدراء شركات وأصحاب مشروعات ويمكن متقاعدين أو لسة مستوظفين .
-كان الواحد منهم على أعتاب الفتوة وحب الشباب يملأ خدوده، وبيحلق ذقنه مرة بالأسبوع، هلق صار عنده أحفاد وبكرة بيخبي ذقنه لما تطلع ذقن حفيده.
-ليس بينهم عموما صلة قرابة في الدم أو في النسب، لكن بينهم أخوة قوية في الله وصداقة عميقة ..ربما أقوى من روابط العائلة.
-بعضهم لم يقابل صاحبه من عشرين، ثلاثين سنة، وربما أكثر.. وعندما يجتمعان بعد غياب طويل..كأنهما كانا على طاولة العشاء قبل سويعات.
-ليس بينهم مصالح ولا مكاسب مالية وممتلكات دنيوية..ولكنهم يحرصون على مشاعر بعضهم البعض ..حرصا فوق الوصف ويحترمون مشاعر بعضهم البعض مهما بعدين بينهم المسافات والحدود.
وكمان ...و كمان و كمان
اللي بيحب ...يكمل يكتب إضافة من عنده.
اللهم اجمعنا في الخير وعلى الخير ...دوما.
محمد خليل ريان


ورددتُ عليه أقول:
لا تبكِني يا محمد! سامحك الله
فقد مللتُ الانتظار .
ولاتُكثر من تذكيري بالسابقات
المزهرات
الباسقات
الباقيات
فلم يبقَ لي منها سوى حفنة من الذكريات.
أوتظن بالحياة الناضحة...
بالمال واليسر والغربة عن الأصدقاء وفتنة الزخرف عِوضًا!
أم تراكَ أدركت مثلي أن المصالح المادية عبء
والمشاعر الاوليّة الغضّة النديّة لا تُشترى بمال؟
لعلك أيضًا قد ذرفت دمع اللقاء ...
حين تبدّى لك الصديق الصدوق ...
مشرقًا من البعيد
يفتح ذراعيه
وقلبه
ولعلكَ اشتعلت نارًا
فلم تأنس إلا بهِ وبها وبهم.
أنحن من هدّتنا السنون!؟
أم نحنُ من تعلمنا جيدًا
فهجرنا الزائل من
الممكنات ....
طلبًا للساميات المستحيلات؟
يا لي من حزين
ويا لي من وحيد
ويا لي من كئيب...
بلا اصدقاء الاربعين أو الثلاثين عاما...
المنثورات!
على مساحة القارات
وعلى امتداد ضلوعي
ويالي من مهزوم...
بلا نصير الثلاثين!
وعشق الأربعين
لقد اقترنّا يا محمد بالخالد....
من تلك الساميات من الأرواح
وبمشاعر الخفة النقية حين السجود...
وحين مرأى الوجوه الريّانة
والقسمات المتوهجة...
إشراقا وحبورًا
ما بدا في حديث الصورة...
تلك النقيّة
التقيّة
الزكية
المحمولة على جناح الليمون!
لا تذكرني يا محمد
أواه...
فالدمعُ عندي لم يعد مختبئا كما السابق...
وأصبح مجراهُ عميقًا.
أوظننتَ أنني لن أفور كالتنور...
وأثورُ
وأتقلب
كحبيبات النور
وأرتكس حزنًا!
أظننتني لا أصرخُ وجعًا...
لتفويت ثلاثين عاما أو أربعين عاما! قسرًا...
كان كثيرٌ وكّنا نزهو
واليوم كل منهم في عالمه...
يتقلبُ بين الصعود والهبوط
وأنا أتجمّرُ...
بين الأشواك ووعورة الدروب
مرت سنوات ثقال
((يَضحَكُ الناسُ سُرورًا وَأَنا
عابِسٌ حَتّى كَأَنّي في خِصام))
سنوات انعدم فيها الحب النقي
والضحك الشقي
وابتسامة الود...
المزروع ريحانة بين الضلوع...
مع كثير من الفراشات العاشقات...
والدهشة
تتنقل بين القلوب الحائرة
وهوى المحبوب
يا لك من محظوظ ....يامحمد
بجمعٍ صافٍ كهذا
وان جاء متأخرًا
ويا لي من شقي.
 

مقالات متعلقة