الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

كم في الزوايا من خبايا؟/ بقلم: نعمان فيصل‎

نعمان فيصل‎
نُشر: 22/11/20 18:57,  حُتلن: 20:39

أقارن بين حال المسؤول السياسي، أو المثقف وهو في منصبه، وحاله وهو خارج المنصب، فإذا الفرق شاسع والبون بعيد، فأتساءل عن تلك التناقضات: من أين نتجت؟ وإلى أين تنتهي؟
المسؤول وهو في المنصب يكون السكوت عنده سيد الموقف إقراراً بالهزيمة، أو اعترافاً بالظلم؛ ولأنه فقد القصد والاعتدال في تفكيره، وظل واقفاً مكانه لا يخطو خطوة إلى الأمام، أو في طريق الإصلاح والتقدم، وهو ما فتئ ينظر إلى الناس وحقوقهم بعين الازدراء والامتهان، فلا وزن لهم ولا تقدير.
أما حاله وهو خارج المنصب، فيوم يعود إلى الانضمام للشعب يوهم الناس بأنه كان - أثناء عمله - البطل الحريص على مصالحهم، والمدافع عن مشاكلهم، ويبدأ في إعادة رسم الخارطة بكل مقاييسها وأبعادها، ولكن على مزاجه الخاص، ويكتب إنجازاته ومذكراته، ويريد أن تتقبل الجماهير كل ما يكتبه بسرعة فائقة، ولكن حاسة الجماهير الذكية تدرك أنه كان بطلاً من ورق!! عندها يُواجَه هذا المسؤول بالحقيقة التي رسمت سلوكه حين كان الآمر الناهي، يملؤه الغرور، ويرى الواقع في عيون أهله وأصدقائه ممقوتاً من المجتمع، ورافضاً كل ما يكتبه؛ لانفصاله عن الواقع المعاش.
ويجوز أن يكون للناس في هذا الموضوع مذاهب أخرى!!
لكن ما أدركه أن الصراحة الدائمة تعتبر عيباً في السياسي، أو المثقف وهو في منصبه؛ لأنها تدخله في مآزق، وتفوت عليه مقاصده، فليس كل ما يعلم يُقال، وليست كل المحاولات متماثلة حتى يقال في كل موطن ما يقال في سواه.
أفلم يرد في الأمثال: ما كل ما يعلم يقال؟ أفما يتذكر الناس ما قاله الشاعر العربي:
ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم؟!
وفي النهاية، تذكر أيها المسؤول أن ما تزرعه إبان عملك تجنيه بعد خروجك منه، ولا تبقى لك إلا الذكرى الطيبة والسيرة الحسنة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة