الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

بابيه في عرعرة: الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو دولة واحدة من النهر إلى البحر

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 13/09/14 15:24,  حُتلن: 16:40

المفكر الإسرائيلي المعروف إيلان بابيه :

الحاصل هو سجن كبير للفلسطينيين يعرف اليوم باسم الضفة الغربية

لا مفر سوى الاقرار بالوضع القائم وهو الدولة الواحدة القائمة فعلا على الأرض اضافة الى عودة اللاجئين

منذ العام 1948 وحتى اليوم تسلسلت الأحداث ضمن خطة صهيونية مدروسة لإخلاء أكبر عدد من الفلسطينيين وتوطين يهود مكانهم

عام 1964 قررت حكومة اسرائيل بأنه آن الأوان لإلغاء الحكم العسكري تمهيدا لتصديره الى مناطق الضفة الغربية التي كانت تتطلع اسرائيل دوما الى ضمها

استقبلت عرعرة أمس الجمعة المفكر الإسرائيلي المعروف إيلان بابيه لتقديم ندوة سياسية نظمتها الحركات الشبابية في عارة-عرعرة: الحراك الشبابي "فينا خير"، حركة مبادر الشبابية التطوعية وحركة مجتمعك مسؤوليتك، ذكر خلالها بابيه بأن "الحل الوحيد المطروح اليوم على الساحة هو حل الدولة الواحدة بين النهر والبحر يعيش فيها الفلسطيني والاسرائيلي جنبا الى جنب ويكون أساسها المواطنة والمساواة التامة بين كافة المواطنين يهودا وعربا، مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين".


إيلان بابيه 

هذا، واستهل الضيف محاضرته بكلمة شكر وجهها للحركات الشبابية في عارة عرعرة على دعوتهم له لإلقاء محاضرة لعرض رؤيته المتعلقة بحل الدولة الواحدة، وما تحمله مثل هذه الدعوات من رمزية وأمل لمستقبل أفضل سيما أنها جاءت من جانب الشباب.

وتحدث بابيه بإسهاب خلال محاضرته عن "تسلسل الأحداث منذ العام 1948 وحتى اليوم ضمن خطة صهيونية مدروسة لإخلاء أكبر عدد من الفلسطينيين وتوطين يهود مكانهم، متوقفا عند محطات فارقة منها قرار الحركة الصهيونية إقامة شريط تم فيما بعد تسميته بقطاع غزة لغرض تحويله الى مخيم لاجئين كبير استوعب غالبية الفلسطينيين المطرودين من جنوب البلاد وحتى يافا، وتكرر الأمر بابتداع مصطلح الضفة الغربية ضمن اتفاق سري بين الحركة الصهيونية والأردن لتحويلها أيضا الى سجن كبير لاستيعاب مهجري 1948، وفرض حكم عسكري على من تبقى من الفلسطينيين الذين صمدوا في ديارهم".

كما وتوقف بابيه عند "عام 1964 حينها قررت حكومة اسرائيل بأنه آن الأوان لإلغاء الحكم العسكري تمهيدا لتصديره الى مناطق الضفة الغربية التي كانت تتطلع اسرائيل دوما الى ضمها في أول فرصة سانحة على اعتبار أنه لا وجود لاسرائيل بدون الخليل وبيت لحم ونابلس والقدس ولا يمكن ان تكتسب اسرائيل صفة شرعية بدونها لارتباطها بماضي اليهود في فلسطين. وهي الفرصة التي سنحت عام 1967 واتخذت الحكومة الاسرائيلية في أعقابها قرارات حاسمة رسمت مصير البلد لعقود قادمة وحصل ذلك باجماع كافة الاحزاب الصهيونية آنذاك وبزعامة حزب العملن كان أول هذه القرارات ان اسرائيل لا يمكنها ابدا ان تنسحب من أراضي الضفة الغربية وان عليها ان تكرّس وجودها هناك عن طريق استيطان يهودي مكثف على كل شبر من الأرض مع الاحتفاظ بخيار الفوز بالأرض بدون سكانها الفلسطينيين عن طريق التهجير الجماعي أو الفردي وتشجيع الهجرة الطوعية بكافة الوسائل وهو ما يحصل الى الآن. والحاصل هو سجن كبير للفلسطينيين يعرف اليوم باسم الضفة الغربية. وعمليا ان ما هو قائم على الأرض هو دولة واحدة من البحر الى النهر لكن اسرائيل تنكر ذلك عن طريق الاحتفاظ بجزء من السكان تحت حكم عسكري متواصل وحرمانهم من أدنى حقوق المواطنة، بذريعة ان هذا أمر مؤقت ينتهي مع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وهو الأمر الذي تكذّبه الوثائق الاسرائيلية ومحاضر الجلسات الحكومية. فاسرائيل منذ البداية أرادت ضم الضفة الغربية لكن بتقديم الأمر للعالم وكأنه حالة مؤقتة لحين التوصل الى اتفاق دائم الا ان الأمر ليس كذلك. اسرائيل كانت تضمر منذ البداية مسألة الاحتفاظ بالضفة الغربية. واسرائيل هي التي اختلقت مصطلح حل الدولتين لتخدير العالم والعرب والفلسطينيين، وللأسف تلقفته نخب محلية وعربية وعالمية صدّقت الخدعة وبدأت تروّج لها، فيما سعت اسرائيل ميدانيا الى تكريس وجودها عن طريق خلق وقائع على الارض ومنع أي امكانية للانسحاب مستقبلا وهو الحاصل بالفعل فلا توجد اليوم أي امكانية لاقامة دولة فلسطينية على اراضي 1967 ولم يتبقى عمليا الا حل الدولة الواحدة الذي فرضه الواقع بانتظار ان تخرج اسرائيل من غيبوبتها ومن حالة الانكار التي تعيشها وان تعترف بأن الفلسطينيين ليسوا خدعة بصرية وأنهم باقون ولا مفر سوى الاقرار بالوضع القائم وهو الدولة الواحدة القائمة فعلا على الأرض اضافة الى عودة اللاجئين. وهذا لن يحصل تلقائيا بل بعمل دؤوب من جانبنا. فلن تتخلى اسرائيل طوعا عن مكاسب حصلت عليها خلال الفترة الماضية".

أما المحاضر الضيف فأفاض باستعراض "نماذج ذات صلة مثل خوض تجربة شخصية في مكافحة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، وانخراطه ضمن جماعات تدعو الى مقاطعة اسرائيل لاجبارها على الرضوخ للأمر الواقع، وصولا الى التحول الكبير الذي طرأ على الرأي العام العالمي لصالح فلسطين والذي لم يُستثمر الى الآن – للآسف - بسبب حالة الانقسام الداخلي في فلسطين وعدم القدرة على تقديم قيادة فلسطينية موحدة تكون عنوانا للجماعات الداعمة للقضية الفلسطينية والتي تشهد ازديادا يوما بعد يوم".

وأجاب الضيف في ختام محاضرته عن أسئلة الحضور واستفساراتهم لتتحول الأمسية الى ما يشبه حلقة نقاش طويلة ومثيرة بين الناشط العالمي ايلان بابيه، ونخبة من أهالي عارة وعرعرة حضرت للاستمتاع والاستماع الى محاضرة شيقة ومناقشة فكرة الدولة الواحدة. وحثّ الضيف الحضور على عدم الاستسلام لليأس وللامر الواقع وان يؤدي كلّ منا دوره بنشاط ودون كلل في دفع فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة الى الأمام قائلا ان الأمر ممكن وهو يتعلق بإرادتنا ومثابرتنا. مشيرا الى تجارب نضالية عديدة من هذا القبيل سواء من الماضي القريب او البعيد حققت نجاحا باهرا بعد أن بدت الفكرة في البداية وكأنها مستحيلة. ليس آخر هذه النماذج القضاء على نظام الأبرتهايد - الفصل العنصري - في جنوب أفريقيا الذي توّج تجربة نضالية فريدة وطويلة وعمل دؤوب خاضه سكان جنوب افريقيا الاصليين تحت قيادة موحدة. بعكس ما هو حاصل اليوم من القيادات الفلسطينية.

وفي الختام قدّم الشباب المنظمون للأمسية الشكر العميق للضيف، البروفيسور ايلان بابيه، على محاضرته الشيقة وعلى تحليه بالصبر بالتجاوب مع أكبر قدر من مداخلات الجمهور، كما قدموا له في هذه المناسبة درعا رمزيا باسم عارة وعرعرة هو عبارة عن لوحة فنية تحمل اسم عصفورة النفس من ابداع الفنانة العرعراوية هدى جمّال، وكانت هذه بمثابة مسك الختام لأمسية ثقافية استثنائية.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
241485.00
BTC
0.52
CNY