الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

ليدي- المحامية لارا أسامة سعدي: لا تمييز بين الرجل والمرأة في مهنة المحاماة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 14/04/15 14:41,  حُتلن: 17:43

المحامية لارا أسامة سعدي:

المرأة العربية حققت الكثير من التقدم والانجازات لكن بقي الكثير من العمل

التحرر الحقيقي للمرأة هو التحرر من الاضطهاد الاجتماعي بمساواتها بالرجل في الحقوق وفي اتخاذ القرار في كل الميادين

قاضي المحكمة لا يميز بين رجل محامي وامرأة محامية لأنّ الشيء الأكثر أهمية هو الكفاءة العلميّة وقدرة التمثيل والدفاع التي يملكها المحامي أو المحامية

 "المرأة العربية الفلسطينية هي رمز الكفاح والنضال والمثابرة التي تسير في مسيرة نضال شعبها، فما زالت المرأة العربية الفلسطينية حتى يومنا هذا تعاني من الاضطهاد وحرمانها من المشاركة في القرار أو المطالبة بحقوقها أو التعبير عن رأيها، فالتحرر الحقيقي للمرأة، هو التحرر من الاضطهاد الاجتماعي بمساواتها بالرجل في الحقوق، وفي اتخاذ القرار في كل الميادين وعلى كل المستويات، والمشاركة في النشاطات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأسرية، هذا هو التعبير عن حقيقة الارتباط الوثيق بين قضايا المرأة الفلسطينية وقضايا مجتمعها في المساواة والتنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية" - هذا ما تؤمن به المحامية لارا اسامة سعدي، التي تشق طريقها في عالم المحاماة اضافة الى عملها الميداني الجماهيري. لارا وفي لقاء مع ليدي كل العرب تؤكد أنّ المرأة العربية حققت الكثير من التقدم والانجازات لكن بقي الكثير من العمل، تعالوا بنا لنبحر وإياكم في هذا اللقاء معها.


المحامية لارا أسامة سعدي
 

ليدي: هل لنا بلمحة بسيطة عنك؟
سعدي- المحامية لارا اسامة سعدي، أنهيت دراستي الجامعية في كلية كريات أونو في مجال الحقوق، في عام 2011، وفي عام 2013 حصلت على رخصة مزاولة المهنة كمحامية، ومنذ ذلك الوقت بدأت مشواري وعملي كمحامية في مجال قضايا العمل والعمال وفي قضايا حوادث السير والتأمين ومرافعاتي في جميع هذه القضايا في المحاكم الاسرائيلية.

ليدي: لما اخترت هذا المجال بالذات وأي المجالات تحبين معالجتها؟
سعدي: اخترت هذه المهنة لحبي الشديد لها ومن رغبة شخصية، لأنه بنظري المحامي هو ممثل الدفاع عن حقوق المجتمع بوجه عام والأشخاص العاديين بوجه خاص، وهو العين التي يطل الشخص العادي من خلالها على تلك الحقوق التي تحفظ له كيانه وكرامته ولا تعرضه لأي نوع من المهانة، وتفطنه إلى حقوقه دون المساس بحقوق الآخرين أو استعمال أساليب ملتوية للوصول إلى الحق والحقيقة، وهذا هو أسلوبي دائماً منذ اخترت هذه المهنة، والتي أضعها نصب عيني دائماً وأبداً أثناء مزاولتي هذه المهنة وجلب حقوقهم المسلوبة.
ومن خلال مجال عملي اعمل على تنفيذ القانون المتعلق بحقوق المرأة الذي يجب دعمه على مختلف الأصعدة بهدف تحقيق تأثير حقيقي وتعزيز مكانة المرأة كامرأة كادحة في مجتمعنا، لأن المرأة هي عامل أساسي في التأثير على تطور المجتمع، وهذه الإصلاحات القانونية خطوة مهمة لضمان حقوق المرأة والمساواة وإزالة جميع أشكال التمييز ضدها.

ليدي: ما هو منظورك للمرأة العربية الفلسطينية في الداخل في ظل ما يجري في مجتمعنا؟ وهل تعتقدين أن لها دورًا ملموسًا ومركزيًا في مجتمعنا؟
سعدي: المرأة العربية الفلسطينية هي رمز الكفاح والنضال والمثابرة التي تسير في مسيرة نضال شعبها، فما زالت المرأة العربية الفلسطينية حتى يومنا هذا تعاني من الاضطهاد وحرمانها من المشاركة في القرار أو المطالبة بحقوقها أو التعبير عن رأيها، فالتحرر الحقيقي للمرأة، هو التحرر من الاضطهاد الاجتماعي بمساواتها بالرجل في الحقوق، وفي اتخاذ القرار في كل الميادين وعلى كل المستويات، والمشاركة في النشاطات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأسرية، هذا هو التعبير عن حقيقة الارتباط الوثيق بين قضايا المرأة الفلسطينية وقضايا مجتمعها في المساواة والتنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، بالاضافة الى أهمية العمل بالنسبة للمرأة المعزز بالشهادة العلمية كشرط أساسي لعملية تحرر المرأة في سياق العمل.



ليدي: أين المرأة العربية من السياسة؟
سعدي:
تشير كافة الدراسات والأبحاث الى قلة عدد النساء في الأحزاب السياسية الفلسطينية والعربية، الامر الذي أدى إلى إضعاف تأثيرها في رسم السياسات، واتخاذ القرار، والسبب في ذلك لا يعود إلى ضعف دور المرأة واستعدادها الذاتي فحسب بل أيضاً –وبصورة رئيسية - الى الأحزاب السياسية، والتي ركزت في مجمل نشاطها على العمل الوطني – السياسي، وتجاهلت موضوعات أخرى لها أهميتها الفائقة، في المقدمة منها توعية المرأة، وتعزيز دورها في العمل السياسي، ما أدى إلى استمرار تغييب دورها، ويجب إعطاء دور أساسي للمرأة مساوٍ لدور الرجل، وأن يكون برنامجها نحو المجتمع، برنامج ديمقراطي يقوم على دعم حقوق المرأة، خاصة المشاركة السياسية وأخذ مكانتها في كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية وغير ذلك من القضايا الحياتية، وذلك انطلاقاً من أن المرأة تستطيع أن تلعب دورًا رئيسيًا لأنها تمثل نصف المجتمع، وأن ثقافة الديمقراطية ونبذ التعصب تصب في مصلحة المرأة وحقوقها وحرياتها، لأن جذر المشكلة يعود –ضمن أسباب متنوعة- إلى ضعف مصداقية ووعي الأحزاب بمبادئها وأفكارها، وضعف منهجيتها الديمقراطية وممارستها إلى جانب ضعف ثقافة المشاركة والحوار مع المرأة كند حقيقي للرجل.

ليدي: بصراحة، هل تعتقدين أن المرأة المحامية ذات كفاءة منافسة للرجل المحامي؟
سعدي: نعم، الكفاءة والمنافسة للرجل المحامي هي متساوية لأنه لا فرق في هذه المهنة بين الرجل والمرأة، وكلاهما يستطيعان التوصل الى نفس درجة التفكير والتحليل في كل قضية وقضية وبالنهاية يستطيعان التوصل الى نفس الهدف، والمرأة المحامية هي سيدة المجتمع، ومن منطلق مزاولتي للمهنة كامرأة محامية أقول بأن المرأة قادرة على إثبات قدرتها من خلال قوّة شخصيتها، والكفاءة العلمية التي تملكها وأن هذه المهنة لا ترتبط برجل، أو بامرأة، فالمحاماة والمرافعة، والعمل في هذه المهنة يكون من خلال وقائع ووثائق ينطبق عليها القانون، ويوجد قسم كبير من النساء المحاميات ذات كفاءة عالية والقدرة على اثبات نفسهن ومرافعتهن أمام القضاة، ومن تجربتي الشخصية خلال مرافعاتي بالمحاكم الاسرائيلية بأن قاضي المحكمة لا يميز بين رجل محامي وامرأة محامية، لأنّ الشيء الأكثر أهمية هو الكفاءة العلميّة وقدرة التمثيل والدفاع التي يملكها المحامي أو المحامية خلال مرافعاتهم في المحاكم.

ومن جهة أخرى بالنظر إلى مجتمعنا اليوم، فقد تغيرت نظرته القديمة من عدم إمكانية المرأة من منافسة الرجل في الخوض في عالم المحاماة وعدم قدرتها لامتهان تلك المهنة المتعبة والشاقة، وبأنه لا يقدر على ولوجها إلا الرجل، وكان السبب في تغير تلك النظرة هو الانفتاح الذي شهده مجتمعنا العربي من تولي المرأة أهم وأرفع المناصب القيادية العامة، وقدرتها الهائلة على تحمل الصعاب للوصول إلى هدفها المنشود وهو ما نجحت فيه الكثير من أخواتنا من النساء في عالمنا العربي والشرقي.

كما أن المرأة في مهنة المحاماة قامت بوضع هدف نصب عينيها وهو إثبات قدرتها على امتهان تلك المهنة وزرع أساسات صلبة لكفاءتها في المحاماة لا تنكسر ولا تلين مهما تعرضت إليه من رياح عاصفة أو أعاصير، وإنما هي كالوتد في الأرض تزيد مقاومته كلما زاد الضغط عليه، وهو ما نجحت فيه المرأة في الخوض في معترك القضاء.


ليدي: ما هي طموحاتك في هذه الحياة؟ وما هي أبرز احتياجاتك كمحامية تحتاج للانطلاق بفكرها وطموحها وتحقيق احلامها؟
سعدي: أن أكمل مشواري المهني بتفوق ونجاح كمحامية بارعة ذات كفاءات عالية، واستمراري بمسيرة تعليمي الاكاديمي للحصول على اللقب الثاني في المحاماة، ومشاركتي في ندوات أو محاضرات أو فعاليات ودورات استكمال بكل ما يتعلق بمجال عملي.

مقالات متعلقة