الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

كم انت شجاع يا فراس/ بقلم: المحامي فايز عروق

فايز عروق
نُشر: 28/07/20 11:51,  حُتلن: 12:26

كانت الطفلة اية ابنة الـ14 عاماً تلعب وتمارس هوايتها الرقص مع استخدام حذاء العجلات عندما اراد القدر أن تبدأ قصتنا التي في نهايتها برزت شجاعة، جرأة، بسالة، قوة وعزم ذاك الفارس، فراس حمدان.

اية تلعب، تلهى وتمارس هوايتها المفضلة وإذ فجأة ومن دون سابق انذار هوت الى منحدر شديد وبدأت سرعتها تزيد وتزيد، عاجزة، ولا قدرة لها على فعل أي شيء، وبدأت صيحات وصراخ الجيران، الأمهات والأولاد من الشقق وشرفات البيوت المجاورة، ذاك يصرخ وذاك يصيح، ذاك يستنجد وذاك يصلي طالبا العون من صاحب العون ولكن لا حول ولا قوة لهم، والطفلة اية تهوي وتهوي وسرعتها اخذة بالازدياد والمتابعون للحدث تارة يصرخون وتارة يغمضون أعينهم لان النتيجة الحتمية بدأت تتشكل في اذهانهم والطفلة سرعتها تزيد وهلعها يكبر ويكبر، وبدأ الجميع يتوقع أن المصيبة قادمة لا محالة والنتيجة محسومة، وشاء القدر أن يخرج ذاك الفارس الشجاع من دون أن يكون له اية صلة مع الطفلة غير صلة الإنسانية وبسرعة الفهد ينقض على الطفلة انقضاض الام التي تأبى الا أن تعيش وتحمي طفلتها واخر همها حياتها وروحها، ويتدحرج ويتدحرج ويصاب بإصابات بالغة الخطورة يرقد على اثرها فاقدا للوعي وبوضع حرج جداً، وهمه الوحيد انقاذ الطفلة، وتنقذ الطفلة.

شجاعتك يا فراس عجزت كتب التاريخ عن نصها! نحن في عصر تنحني فيه الرقاب احتراما للزعماء الغاصبين وعلماء السلاطين، في عصر تنحني في الرقاب "للزعران" وأصحاب الأموال المشبوه، احني رأسي لك فخورا لرجل عجزت قواميس اللغة عن وصفه يا فراس لانك عنوان للشجاعة والبسالة التي اود وأتمنى أن ينشأ ويربى عليها ابنائي وأبناء مجتمعي.

ارفع يدي خاشعاً لرب السموات والأرض واطلب منه شفاءك العاجل والتام واطلب من الله عز وجل أن يعطي لهذا المجتمع فراس وفراس وفراس وارفع لك اسفي الشديد من ذاك المجتمع الذي لم يقدر عملك ولم ينحني لك فرداً فرداً ويقول لك " شكراً يا فراس".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة