الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

ضعف التواصل بين أفراد العائلة الواحدة يهدد كيانها/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 13/11/13 19:22,  حُتلن: 07:48

د.صالح نجيدات في مقاله:

لتفكك الاسري وانحراف الشباب من أهم نتائج إفتقاد العائلة للغة الحوار وضعف التثقيف والتوعية للأبناء

ضعف الحوار بين أفراد الاسرة الواحدة أدى الى عدم تقبل الرأي الاخر وأصبح الابناء لا يحترمون الوالدين بالقدر الكافي 

انقطاع الحوار يترك تأثيرا سلبيا فالأبناء يصبحون قليلي التفاعل مع الاصدقاء والمجتمع وكذلك متابعة التلفاز والأفلام والبرامج ادى الى ضعف التواصل بين الاسرة ويولد حياة خالية من النبض والمحبة ويقضي على التفاعل الأسري 

أعمال الأبناء وأفكارهم وقدراتهم مهما كانت متقدمة فلن تسير على نهج أفكار الكبار أو ربما لا تدخل في مجال اهتماماتهم ونظرتهم للحياة لوجود فارق زمني وثقافي ومكتسبات مختلفة وموروثات متنوعة تجعل الاتفاق على كل شيء أمر صعب

إنقطاع الحوار بين أفراد الاسرة الواحدة يهدد كيان الاسرة وينذر بتفككها لان التواصل بين الأب والأم اصبح ضعيفا نتيجة انهماكهما كل في عمله، يحاولا جمع المال بشتى الوسائل لتوفير احتياجات الابناء.

وفي غمرة مشاغل الوالدين، نسيا الاطفال الذين افتقدوا من يعلمهم المعايير الإجتماعية والقيم والأخلاق والعادات الاصيلة والشهامة والنخوة والانتماء والوطنية واحترام الشيخ الكبير واحترام حسن الجوار والسلوك القويم وأصول الدين، ولذا ضعف الوازع الديني وكذلك لم يجد الابناء من يشرف على تنمية شخصياتهم من خلال المتابعة والحوار البناء، فلذا استقوا معلوماتهم وثقافتهم من محطات التلفاز الهابطة التي هدفها تلويث عقول اولادنا وتعليمهم كل ما يفسد العقل والأخلاق وهذا الذي يحصل على ارض الواقع .

التفكك الأسري
إن التفكك الاسري وانحراف الشباب من أهم نتائج إفتقاد العائلة للغة الحوار، وضعف التثقيف والتوعية للأبناء ، فالعائلة هي مصنع الاجيال ولكن مهمة رعاية الاولاد أصبحت واهية وضعفيه بسبب انشغال الوالدين، فالأبوين لا يعرفان اصدقاء اولادهم ولا يتحريان عن مستوى عائلاتهم، الإبن يرتكب خطأ دون أن يحاسب أو على الاقل تصليح خطئه، كذلك أبناء العائلة الواحدة يجتمعون في المنزل ولكن كل منهم مشغول في هاتفه أو حاسوبه بمشاهدة الانترنت والفيسبوك، ولذا أصبحت الاسرة مجزأة ، صحيح أنهم مع بعضهم البعض في المنزل ولكن كل واحد يعيش لوحده في عالمه الخاص فلذلك ضعف الحنان والرأفة والعلاقات الاخوية والاجتماعية داخل الاسرة والمجمع.

ضعف الحوار
الأم هي اساس الاسرة لكن نسبة معينة من الأمهات مشغول اليوم بالعمل ولقاء الصديقات وهي تعود الى بيتها منهكة ولا تقوى على مباشرة العمل المنزلي وإرشاد الاولاد، ومتابعة دروسهم مما يترتب عليه غياب الحوار والحنان بين الام والأبناء مما يجعل الاولاد يشعرون بالغربة والتجاهل من قبل الاهل. ضعف الحوار بين أفراد الاسرة الواحدة أدى الى عدم تقبل الرأي الاخر وأصبح الابناء لا يحترمون الوالدين بالقدر الكافي، نظرا لأنهم ابتعدوا حسيا وشعوريا الواحد عن الاخر وهذا الابتعاد والجفاء أضعف تأثير الاهل وسلطتهم وصلاحياتهم على أولادهم وادى الى تمرد الأبناء وحدوث مشاكل بين اطراف الاسرة الواحدة . إنقطاع الحوار الاسري يعني فقدان التواصل وقطع أواصر التلاحم بين أفراد العائلة الواحدة وهذا يؤثر على توجيه الابناء الذين ما زالوا في اول الطريق ويحتاجون الى من يرشدهم وينقذهم من العصابات المنتشرة في كل مكان التي تسعى الى السيطرة على عقولهم وأفكارهم.

تأثير سلبي
ومن الناحية الإجتماعية فإن انقطاع الحوار يترك تأثيرا سلبيا ، فالأبناء يصبحون قليلي التفاعل مع الاصدقاء والمجتمع وكذلك متابعة التلفاز والأفلام والبرامج ادى الى ضعف التواصل بين الاسرة، ويولد حياة خالية من النبض والمحبة ويقضي على التفاعل الأسري ويؤدي الى حالة من الانزواء والانطواء، وهذا الوضع يؤثر على الاطفال لأنهم لا يتعلمون كيفية الحوار والاتصال مع الاخرين ومع المجتمع من حولهم بتكوين علاقات ناجحة، فكلما كان الاتصال بين الوالدين سليما نربي جيلا صالحا وناجحا وقادرا على تحمل المشاق والأعباء.

إعادة الألفة والمحبة
ولإعادة اللحمه والاحترام والمحبة والآلفة بين افراد العائلة الواحدة يجب إتباع الخطوات التالية:
1- النزول بالفهم والحوار إلى مستوى ألأولاد مع بذل جهود متواصلة لرفع كفاءة التفكير لديهم واستيعاب الحياة بصورة تدريجية.
2- احترام مشاعر وأفكار الأولاد مهما كانت متواضعة والانطلاق منها إلى تنميتها وتحسين اتجاهها.
3- تقدير رغبات الأولاد وهواياتهم والحرص على مشاركتهم في أنشطتهم وأحاديثهم وأفكارهم.
4- الاهتمام الشديد ببناء جسور الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء التي تعتمد على غرس انطباع إيجابي عندهم يفضي إلى تعريفهم حجم المحبة والعواطف التي يكنها لهم آباءهم فلابد أن يحس الأولاد بأننا نحبهم ونسعى لمساعدتهم ونضحي من أجلهم.
5- حسن الإصغاء للأبناء وحسن الاستماع لمشاكلهم لأن ذلك يتيح للآباء معرفة المعوقات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم ومن ثمَّ نستطيع مساعدتهم بطريقة سهلة وواضحة.
6- إن معالجة مشاكل الأبناء بطريقة سليمة تقتضي ألا يغفل الآباء أن كل إنسان معرض للخطأ ووضوح ذلك أثناء ألحوار وذلك حتى لا يمتنع الأبناء عن نقل مشاكلهم إلى الأهل ثم يتعرضون لمشاكل أكبر أو للضياع بل يتم مناقشة المشكلة التي يتعرض لها الابن بشكل موضوعي هادئ يتيح له قبول والاعتراف بمواطن خطأه وبالتالي تجنب الوقوع فيها مرة أخرى.
7- يجب ألا نلوم الأبناء على أخطائهم في نفس موقف المصارحة حتى لا نخسر صدقهم وصراحتهم في ألمستقبل بل علينا الانتظار لوقت آخر ويكون ذلك بأسلوب غير مباشر.
8- تهيئة الأبناء - من خلال الأساليب السابقة- لحل مشاكلهم المتوقع تعرضهم لها مستقبلاً في ظل تعريفهم بأسس الحماية والوقاية.
9- عدم التقليل من قدرات الأبناء وشأنهم أو مقارنتهم بمن هم أفضل منهم في جانب معين لأن هذا الأسلوب يزرع في نفوسهم الكراهية والبعد ويولد النفور ويغلق الأبواب التي يسعى الآباء إلى فتحها معهم.
10- إشعار الأبناء بأهميتهم ومنحهم الثقة بأنفسهم من خلال إسناد بعض الأعمال والمسئوليات لهم بما يتناسب مع أعمارهم وبإمكانياتهم مع استشارتهم في بعض التحسينات المنزلية أو المفاضلة بين عدة طلبات للمنزل ثم عدم التقليل من جهود الأبناء لمجرد تواضع المردود عن المتوقع منهم لأن ذلك قد يخلق تراجعاً في عطائهم وينمي فيهم الخمول والإحباط مستقبلاً.
11- الاهتمام بالموضوعات والأحاديث التي يحبها الأبناء ويسعدون بها وتناولها بين الحين والآخر إن ذلك يجعلهم يشعرون بمشاركة الأهل لهم في كل شيء وأنهم يريدون إسعادهم وإدخال السرور على نفوسهم.
12- يراعى أثناء الجلسات العائلية والمناقشات أن تُقَابل اقتراحات الأبناء وآراؤهم باحترام وقبول طالما أنها لا تخل بالأخلاق ولا تنافي تعاليم الإسلام.

التعامل مع الأبناء
وأخيراً فلنعلم أن أعمال الأبناء وأفكارهم وقدراتهم مهما كانت متقدمة فلن تسير على نهج أفكار الكبار أو ربما لا تدخل في مجال اهتماماتهم ونظرتهم للحياة لوجود فارق زمني وثقافي ومكتسبات مختلفة وموروثات متنوعة تجعل الاتفاق على كل شيء أمر صعب. وإذا كان الآباء يعرفون جيداً كيف يجاملون أصدقاءهم وينصتون إليهم ويحترمون أحاديثهم التي تتناول أشياء وموضوعات قد لا يعرفونها أو لا يحبونها وقد يتظاهرون بالاهتمام والتفاعل إكراماً ولمحدثهم وربما بادروا بالحديث حول تلك الموضوعات لإشعار محدثهم بحجم الاهتمام به، أفلا نتفق على أن أبناءنا أوْلى بهذا النوع من الرعاية؟ نعم إنهم أحق وأولى بالاهتمام والرعاية والاحترام لأحاديثهم وأفكارهم وهواياتهم التي غالباً ما تدور حول دراستهم وآرائهم الاجتماعية والرياضية وأمانيهم للأيام القادمة. إننا بذلك نستطيع أن ندخل إلى عقولهم ونسكن قلوبهم البيضاء الصغيرة بسهولة ويسر ونكون قد بنينا جسور الالتقاء معهم لنقودهم إلى ما فيه خيرهم ورشادهم في الدنيا والآخرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة