الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

ليالي الرملة.. "سيرة الأسير الفلسطيني شادي غوادرة"

بقلم: شمس ثيزيري

شمس ثيزيري
نُشر: 10/04/21 07:53,  حُتلن: 08:11

إن أصعب ما قد يصيب الأسير أن يقع تحت أسر نفسه، السجان و القضبان و التعذيب علامات خارجية تزول بينما أسر النفس و نبشها ترهق النفس.
هو ... مشروع مقاتل مؤجّل ، لكن الشهادة تنتقي النفوس الطيبة لأجل الأرض الطيبة ولا تعنيها حسابات الأعمار و الأزمان .
يستلقي على ظهره ، يرى سماء فلسطين المحتلة ، الاحتلال يفسد وجه الوطن كما تفعل التجاعيد بوجهِ الحسناء، تشوّه الدبابات أرض " بير الباشا" ، التاريخ الذي عبث بجنين الجميلة الخضراء يستحق أن ينكر .
رأى كيف تدبّ الحرب فوق أرضه، كيف يتصارع العراة مع الغزاة، و يأتي برنامج وكالة الأنباء كل مساء كي يدينَ الإرهاب
من هم الإرهاب يا شادي؟
هم الذين لم ترضَ عنهم اليهود لأنهم يقاتلون لأجل فلسطين ، الذين ينبشون حلم الاستقلال و ينبذون من طرف الملوك العرب .
لقد طفح الكيل يا أم شادي ... اليوم هو اليوم المشهود
هو لقاء بين الفتى وعروسه، العروس التي تحمل في يديها الكفن و تأخذه نحو السماء .
تعتريه رغبة جامحة في البقاء هناك أكثر .
في معرفة أي الأسلحة تليق بقتل أكبر عدد منهم، هي معركة واحدة، وحرب أخيرة لا يعود منها، حتى لو ارتقت روحه ستبقى جثته في مكان سرّي .
ثم يرى جثته في خيالهِ وهي في زاوية ما ، في زمن ما، ولا تجد والدته حتى القبر الذي تزرع فيه أمل اللقاء في الآخرة .
يتحسّس أخيرا وجود المسدس في جيبه، يتذكر آخر الأوامر التي تلقّاها، يشحنُ نفسه المبجلة بصوتِ إخوته الذين أخذوا في الركض و اللعب ... ثم يحرم نفسه من أن يقبلهم جميعا ، و ينصرف.
الآن ...
فيروز بصوتها النقي الدافئ تعبثُ بهدوء روحه.
محمود درويش يراه على الرصيف يكتب قصيدة .
و ياسر عرفات يبحث له عن كرسي بجواره، بينما يتسلّل الفتى الذي بلغ خمسة عشر سنة فقط من بيتهِ، راحلا نحو حتفه، تتلقاه أجنحة الملكوت الطاهرة، تفسح الملائكة له الطريق كي يقول كلمته.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com

مقالات متعلقة