ماريا شقور في مقالها: 

ما نراه في المجتمع الصغير وفي المجتمع الواسع الكبير يشير إلى الكثير من النقاط الهامّة والتي هي جديرة بالبحث المستفيض!

صُنع الهاتف الخليوي ليخدم الإنسان في تواصله مع أخيه الإنسان خاصّة عندما يكون في منطقة منعزلة بعيدة عن الهواتف الأرضيّة

أن يتحوّل الهاتف الخليوي لأداة للرفاهية وللتسلية في أوقات الفراغ، فليس لهذا الهدف وُجد الهاتف النقّال! 

يعتبر الهاتف الخليوي من أهمّ اختراعات العصر، حيث قرّب البعيد وجعل العالم في حجم كفّة اليد الواحدة.

ملايين البشر يملكون أجهزة نقّالة ذكيّة. لا أدري مَن أعطاها هذه التسمية، أجهزة ذكيّة؟ ربّما استعمالاتها المتعددة ووظائفها الكثيرة كانت من أهم العوامل والمسببات لذلك.
إنّ ما نراه في المجتمع الصغير، وفي المجتمع الواسع الكبير يشير إلى الكثير من النقاط الهامّة، والتي هي جديرة بالبحث المستفيض! صُنع الهاتف الخليوي ليخدم الإنسان في تواصله مع أخيه الإنسان خاصّة عندما يكون في منطقة منعزلة بعيدة عن الهواتف الأرضيّة. أمّا أن يتحوّل الهاتف الخليوي لأداة للرفاهية وللتسلية في أوقات الفراغ، فليس لهذا الهدف وُجد الهاتف النقّال!
ملايين البشر يستخدمون الهواتف الخليوية بهدف التواصل الاجتماعي مع العالم الواسع؛ والتعرف على حضارات مختلفة لشعوب متعددة. إنّ هذه الشبكة العنكبوتية التي أفسحت المجال لذوي الهواتف الذكية بالتواصل الاجتماعي كانت من بين مجموعة من الأسباب التي فكّكت المجتمع وحطّمت الروابط الاجتماعية فيما بينهم.
كما أنّ للعملة وجهين، كذلك فللهواتف الخليوية وجهان: الوجه الإيجابي، والوجه السلبي. أما إيجابيات هذا الجهاز فهي كثيرة، والخدمات التي يقدّمها جليلة، لأنّه يعبّر عن تطوّر فكري حضاري من صنع الإنسان.
تحوّل الجهاز الخليوي لوسيلة تسلية بين البشر أكثر ممّا هو لأهداف سامية. فصارت المرأة التي تطبخ أكلة شهيّة تضع صورها على شبكة التواصل الاجتماعي ليراها الآخرون، وإذا لم يضع الأصدقاء "لايكات" على صور الطبخة الشهيّة لانتهت االعلاقة بين الصديقات...
ومَن يسافر في نزهة أو يحتفل بعيد ميلاد، أو أيّ مناسبة سعيدة، نراه يملأ الجهاز بالصور، حتّى تحوّل الهاتف الخليوي إلى كاميرا تصوير ومحطّة فضائيّة لنقل الصور والأخبار المهمة وغير المهمة، النافعة للمجتمع والضارّة عديمة المنفعة.
ومن هنا فإنّي أتوجّه إلى أصحاب الأجهزة الخليوية الذكيّة بالمحافظة على الأهداف السامية الجليلة التي من أجلها صُنع هذا الجهاز، والابتعاد عن كلّ ما يشوّه وجه حضارتنا العربيّة، التي تنحدر نحو الحضيض بخطًى حثيثة دون توقّف.

* كاتبة المقال: ماريا شقور - طالبة سنة أولى عمل اجتماعي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net